الوالي يجيب عن سؤال "علاش بنكيران لازال يسرد ذكرياته مع الملك ؟"

الوالي يجيب عن سؤال "علاش بنكيران لازال يسرد ذكرياته مع الملك ؟"

عادةً، الناس اللي كيوصلوا لمناصب سامية فالبلدان ديالهم، من قبيل رئاسة الحكومة، ملي كتنتهي المهام الرسمية ديالهم، كيمشيوا يتفرغوا للأعمال الخاصة ديالهم، ولا كيألفوا كتب فمجال التخصص ديالهم، ولا كيشتغلوا فمجالات اللي يمكن تفيد البلدان ديالهم بحال الأعمال الاجتماعية ولا العمل الإنساني عالمياً ولا الدبلوماسية الموازية ولا غيرها.
ولكن، عندنا احنا المدعو عبد الإله بنكيران ما دار حتى حاجة من هاذ الشي. وكل مرة داير فوقية ولا جلابة وخارج كيعاود فالأحجيات على الذكريات ديالو مع الملك فالفترة اللي كان فيها رئيس الحكومة المغربية. وهاذ الشي ماشي جا فواحد الحديث عابر بشكل عَرَضِي فمناسبة معينة، ولا جابو مثلا شي سؤال طرحو صحافي فسياق معين، وإنما ولى بمثابة لازمة فرع لينا بها بنكيران روسنا : كل مرة خارج فالفيديوهات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كيعاود آش وقع ليه هنا ولا لهيه مع الملك، ولا آش كال ليه الملك هنا ولا لهيه. وحسب الأغنية الشعبية المشهورة هاذ "هنا.. لهيه" كتتبعها "النار شاعلة فيه". وعليه، كيولي خاصنا نحاولوا نفهموا أشناهي هاذ النار اللي شاعلة فالمدعو بنكيران واللي مخلياه كل مرة كيعاود بلا سوَّالات على هاذ "الذكريات" المزعومة ديالو مع الملك.
الجواب يمكن لينا نلقاوه فذاك التعاويد ديال المدعو بنكيران براسو. فشي مرة كيعاود هاذ المخلوق بأن الملك كان فالولايات المتحدة الأمريكية والأم ديالو، مفتاحة، سولاتو وكالت ليه: "واش سولتي فصاحبك؟". و"صاحبو" اللي مقصود هنا طبعا هو الملك. وكيحكي هاذ الكائن أن المستشار الملكي، فؤاد عالي الهمة، اتصل به من بعد فالتلفون وهو يعاود ليه آش كالت مفتاحة. وحسب الرواية ديال المدعو بنكيران المستشار اتصل بالملك وحتى هو كال ليه آش كال المدعو بنكيران بلسان مفتاحة. والملك ملي رجع من الولايات المتحدة الأمريكية جاب كادو لولد مفتاحة وحتى مفتاحة جاب ليها كادو.
من الوارد جدا أن مفتاحة تكون فعلا كالت هاذ الكلام لأنها امرأة كبيرة ما عندها علاقة بالسياسة وما فاهمة والو فالعلاقات السياسية والمؤسساتية. ولكن باش ولد مفتاحة يكول هاذ الكلام أولاً للمستشار الملكي، وهو عارف أنه طبعا غادي يوصلو للملك، وباش من بعد يخرج يعاود هاذ الشي بهاذ الصيغة على الملأ فوسائل التواصل الاجتماعي، فهذا معناه أنه فعلا ملي ولى رئيس حكومة كان كيسحاب راسو ولى صاحب الملك، وما كانش فاهم أنه تما رئيس حكومة فإطار القيام بدور سياسي ومؤسساتي لمدة معينة ومحدودة وغادي يمشي فحالو.
علاش المدعو بنكيران كان فاهم الأمور بهاذ الشكل؟
هاذ السؤال فنظري كيحتمل جوج ديال الإجابات : إجابة سياسية وأيديولوجية من جهة وإجابة نفسية من جهة ثانية. فسياق الإجابة الأولى بنكيران كينتمي لأيديولوجيا الإخوان المسلمين اللي كتآمن بعودة الخلافة (للتذكير الخلافة الإسلامية تم الإلغاء ديالها فقط عام 1924 وجماعة الإخوان المسلمين تأسست عام 1924)، وكتعتبر المرور من المؤسسات الديموقراطية مجرد تكتيك سياسي مرحلي فانتظار الانقلاب على الديموقراطية وعلى المؤسسات والاستيلاء على الحكم بالكامل.  وهذا ماشي تكهنات ولا رجم بالغيب وإنما هو هدف مُعلن ديال التنظيمات اللي كتدور فالفَلَك ديال الإخوان المسلمين ولا عندها أيديولوجيا قريبة منهم.  وبالتالي بنكيران ملي وصل لرئاسة الحكومة ف 2011 ما كانش كيعتبر أنه وصل تما فإطار التداول الديموقراطي للسلطة السياسية وإنما كان كيظن أنه صافي وضع رجلو فأول الطريق للاستيلاء على الحكم فالمغرب. وهاذ الشي انعكس أولا فالتصريحات ديالو بعد الانتخابات ملي اعتبر بأن الله هو اللي اختار الحزب ديالو باش ـ حسب التعبير ديالو ـ ينقذ البلاد. بمعنى آخر ماشي الناخبين اللي صوتوا عليه فإطار تعاقد سياسي دنيوي بين الناس وإنما هو وصل تما بتكليف إلهي. وهاذي طبعا هي الخلفية اللي كتحكم التفكير ديال الخوانجية فالعالم كامل : حاكمية الله اللي هو فالتاريخ الإسلامي شعار ديال الخوارج وفالتراث العالمي كيعبر على نظرية الحق الإلهي فالسلطة السياسية اللي تجاوزها الإنسان فالعصر الحديث، واللي جاية أصلا من المسيحية لأن المؤسس ديالها هو القديس أوغسطين. وبالإضافة لهاذ التصريح الخطير كنلقاوا تصريح آخر ديال ولد مفتاحة اللي كيكول فيه بأنه الليلة فاش تولى رئاسة الحكومة بكى. وهذا فيه استحضار ديال صورة بعض الصحابة اللي تولاوا الخلافة بعد عصر النبوة، وكذلك استحضار لصورة عمر بن عبد العزيز حسب المرويات الإسلامية. ومعنى هاذ الكلام هو أن بنكيران كان كيتماهى مع  شخصية "الخليفة" وما كانش كيعتبر نفسو مجرد رئيس حكومة عابر وإنما ولى كيشوف راسو مشروع "خليفة" فالمغرب أو – على الأقل – شريك فالمُلك حتى لنهار تجي "الخلافة". وهاذ الحمى اللي كانت شادة بنكيران فذاك الوقت مفهومة لأن 2011 كانت هي السنة اللي ركبوا فيها الخوانجية على الأحداث فمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكانت عندهم وعود سياسية من القوى الكبرى فالعالم بأنهم هوما اللي غادين يحكموا فإطار صفقة سياسية مع هاذ القوى اللي كانت طبعا فذاك الوقت كتشوف أن من مصلحتها وصول الخوانجية للسلطة فبلدان المنطقة. والدليل أن أوباما أعطى 25 مليون دولار لجماعة الإخوان المسلمين فمصر باش يدعمهم فالانتخابات. وملي وصل الأمر للكونغرس واستنفر المعارضة الجمهورية كان الجواب ديال أوباما حاسم : كنت كندافع على المصالح الأمريكية.
هاذ السياق هو اللي خلى المدعو بنكيران والذين معه يعتقدوا أنهم صافي وصلوا للحكم وغادين يبقاوا خالدين فيه. وكلشي كيتذكر كيفاش بدا الهجوم على مؤسسات الإعلام العمومي اللي بغاوا الخوانجية يبداوا يوظفوها فنشر السموم ديالهم. ومعركة دفاتر التحملات فالقنوات العمومية، اللي خاضوها المهنيين ضد الوزير الخوانجي المدعو مصطفى الخلفي، ما زال ما تنساتش فالأوساط المهنية.
لكن الطمع ديال الخوانجية فالسلطة تبخر مع الأحداث ديال الثورة الثانية فمصر اللي خرج فيها الشعب المصري والجيش ضد الحكم ديال المدعو محمد مرسي. وبعدما هللوا وطبلوا وزمروا وكالوا بأنهم شافوا الملائكة وأن جبريل جا لعندهم لمسجد رابعة العدوية جاوا ليهم القناصة ديال الجيش على النبوري ووقع الاشتباك مع الإرهابيين الأجانب اللي جابتهم جماعة الإخوان المسلمين باش يرهبوا الشعب المصري. ومن تما كانت بداية النهاية ديال الخوانجية عام 2014. وهاذ الشي خلى بنكيران يستشعر الخطر ويخرج بتصريحات خطيرة فذاك الوقت والمغرب على مشارف انتخابات 2016. ولكن سياسة الدولة المغربية كانت ذكية وتعاملت مع الموقف بدهاء، بحيث أنه رغم فوز الخوانجية بولاية ثانية وقع البلوكاج الحكومي.  وهاذي هي العقدة الكبرى ديال ولد مفتاحة : بعدما كان كيتوهم أنه ولى صاحب المَلك، وشريك فالمُلك، وربما خليفة صغيور فالمغرب، دارت ليه المؤسسة الملكية تامسيفطيت بطريقة اللي ما عمرو ينساها. عيطوا عليه للقصر الملكي ومشى وهو فبالو أن المَلك غادي يستقبلو فإذا به كيلقى المستشارين اللي كالوا ليه بطريقة لبقة تكعد يضربك البرد. وتم تعيين العثماني رئيس ديال الحكومة، وبان للمغاربة أن حكومة الخوانجية فجوج ولايات هي أسوأ حكومة فتاريخ المغرب. وبالإضافة للسقوط السياسي كان السقوط الأخلاقي المدوي ديال الخوانجية اللي كانوا كيدَّعيوا الطهرانية ودايرين فيها ملائكة حتى ولاوا مخترعين مصطلح جديد اللي هو المساعدة على القذف، وشي كينكح الزوجة ديال شي تحت الدف، وها اللي مشى يدير الماساج وخارج كيكول بأنه عشر سنين ما شاف منين خرج، ها اللي ناشر تصاور المؤخرات ففيسبوك بعدما غفلو صبعو…إلخ. والحصيلة النهائية كانت هي السقوط الأكبر فانتخابات 2021 والانْدِحَار إلى مزبلة التاريخ.
وسط هاذ الشي كامل ولد مفتاحة مشات ليه المحلبة وهو اللي غير البارح كان واقف فمنصة البرلمان وكيكول بأعلى  صوت: "باقي غادي نتبورد عليكم" وكال لنائبة وسط البرلمان: "ديالي اللي كبير عليك". وما جاش فبالو بالمرة أن المخزن غادي يقطع ليه ذاك ديالو الكبير ـ اللي حسب القول ديالو هو الحزب ـ وغادي يردو كيسوى 12 مقعد فذاك البرلمان اللي كان باغي يبقى يتبورد فيه، وما كيعتبروش مؤسسة تشريعية كتمثل السيادة ديال الأمة المغربية وإنما مجرد محْرَكْ ديال التبوريدة. وبالتالي كان الفَقْدْ كبير وعظيم ومؤلم بالنسبة لواحد كان كيحس براسو تافه أمام الزعماء السياسيين التاريخيين فالبلاد، فإذا به وصل لأعلى منصب يمكن يوصل ليه مواطن مغربي. والفَقْدْ طبعا ـ وهنا نجيوا للجانب النفسي اللي هو محور الإجابة الثانية على السؤال اللي طرحناه ـ هو صلب الاكتئاب. يعني، السيد راه بكل بساطة مكتئب وكأي مصاب بالاكتئاب كيبقى يعيش حالة ديال الاجترار (Rumination)، علماً أن المرض ماشي عيب وأنا نفسي عشت تجربة ديال الاكتئاب بعدما تعرضت للظلم وفقدت الوضع المهني السابق ديالي كصحافي. وهذا بتاتا ماشي انتقاص من الناس اللي كيعانيوا من الاكتئاب ولا من أي مرحلة ديال الصعوبات النفسية. ولكن فقط محاولة باش نفهموا علاش ولد مفتاحة كل مرة خارج كيعاود آش طرا ليه مع الملك وآش كال ليه الملك. وبقدر ما يمكن نفهموا أن إنسان يكتئب لأنه كيعيش وضع اجتماعي صعيب، يمكن كذلك نفهموا أن واحد عندو ثروة طائلة، وفوق الثروة الطائلة كيدي سبعة د المليون شهريا بيليكي ـ بلغة صاحبو الديبشخي ـ من المال العام ومع ذلك مكتئب. علاش؟ كان باغي يولي خليفة وكان كيكول لماماه بأنه ولى صاحب الملك. والمصيبة أنه ما يقدرش يدير ذاك الشي اللي كيديروا عادةً رؤساء الحكومات ملي كينهيوا المهام الرسمية ديالهم. ما يعرف يكتب، ما يعرف يدير نشاط إنساني، ما يعرف يدير دبلوماسية موازية. واشمن نشاط إنساني غادي يدير؟ ياك عقلتوا كيفاش فأزمة كورونا نهار ضحكوا معه بإشاعة كتكول بأنه تبرع براتب ديال شهر وخرج فالبلاصة دار بيان على لسان الشيفور ديالو كيكول بأنه ما تبرعش. وربما هو من الناس اللي ما ساهموا حتى بفرنك فعملية التضامن الوطني خلال الأزمة !

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow