عبد الرحيم الوالي: هكذا نجح الاسلامييون في نشر كراهية الإسلام !

عبد الرحيم الوالي: هكذا نجح الاسلامييون في نشر كراهية الإسلام !

هكذا نجح الإسلاميون في نشر كراهية الإسلام(1)

حين ظهر الإسلام، خلال القرن الميلادي السابع، لم يكن هناك "إسلاميون". وحسب السردية الإسلامية فإن زمن النبوة، الممتد على ثلاث وعشرين سنة، ظل طيلة ما يقارب ثلاثة عشر عاماً زمن سلم ومُسَالَمة بامتياز. لم يحمل فيه المسلمون سيفاً على أحد، ولم يهاجموا قبيلة ولا دولة مجاورة، بل كانوا هم الذين تعرضوا للمضايقات والتنكيل والتهجير.
ولم تبدأ الحروب في زمن النبوة إلا بعد أن أصبح المسلمون يشكلون "جماعة" في يثرب، التي صار اسمُها "المدينة المنورة"، وهي حروبٌ دنيوية قامت من أجل أهداف دنيوية ولم تكن حروباً دينية. فموقعة بدر كانت لاسترجاع الأموال، وموقعة أُحُد كانت بسبب رغبة أهل مكة في الثأر مما لحقهم في موقعة بدر، وموقعة الخندق كانت بسبب هجوم تحالف قبلي، بقيادة قريش، على المسلمين، وحروب المسلمين مع اليهود كانت بسبب خرق اليهود لميثاق سابق مع المسلمين ومناصرتهم لأطراف معادية...إلخ. أما الدين في حد ذاته فلم يكن موضوع حرب لأن القرآن يقول باللفظ الصريح "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفُر". وهو يقول أيضا باللفظ الصريح "لا إكراه في الدين".
بهذا المعنى فالإسلام ليس "إسلامياً" ولا يمت إلى "الإسلاميين" بصلة. ذلك أن هذه الجماعات الظلامية، المتطرفة، الإرهابية، تقوم عقيدتُها على الإكراه والتعزير وفرض الوصاية على الغير ومراقبة إيمانه من عدمه. فهي لا تؤمن بالحرية التي يؤمن بها الإسلام، أي حرية الإيمان أو عدم الإيمان، وإنما هي تمارس الحِجر على الناس، وتفرض تصوراتها بالرصاص والأحزمة الناسفة والقنابل والصواريخ وقطع الرقاب. وهذه، أولاً وأخيراً، ممارسات تنتمي إلى عالم العصابات المسلحة ولا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بسلوك مَنْ يحمل دعوةً دينية يُفتَرَضُ أن تتم وفق المبدأ القرآني "بالحكمة والموعظة الحسنة" والمجادلة بالتي هي أحسن، علماً أن الدعوة في الإسلام يختص بها النبي دون غيره ولا حق لأحد في القيام بالدعوة بعد زمن النبوة، إذ يقول القرآن باللفظ البَيِّن الواضح: "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه". نعم! "داعياً إلى الله بإذنه". فالنبي لديه الإذن الإلهي بالدعوة. وهذا الإذن محصور فيه دون غيره ومقصورٌ عليه دون سواه. لكنَّ عصابات "الإسلاميين" سَطَت على ما اختص به النبي، وانتصبت ل"الدعوة" دون إذن إلهي، وتركت الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، وحملت عوضاً عن كل ذلك أحزمة الرصاص. وفتحت المجال أمام كل الجهلة المنتمين إليها لكي يتحولوا إلى "أنبياء". وهذا أخطر ما في الأمر إذ أن أي تافه التحى ووضع في فمه مسواكاً صار يتماهى في لاوعيه مع النبي، ويرى أن "الدعوة" من واجبه، وأن من حقه قتل كل مَنْ لم يستجب ل"دعوته" وإعلان "الجهاد" على "الكفار" وسبي نساء اليهود والنصارى وأخذ أموالهم فيئاً وغنيمةً.
ولأن العالم مليء بالأغبياء والمغفلين ورؤوس البادنجان والمرضى النفسانيين من كل الأصناف، فإن جحافل الضباع التحقت بهذه الجماعات من كل فج عميق، وصار العالم المعاصر أمام عصابات مسلحة يفوق تعدادُها في حالات عديدة كثيرا من الجيوش. ورأى العالم ما فعلته هذه العصابات في البلدان التي وصلت فيها إلى الحكم، وحتى في تلك التي حولتها إلى مجال لممارسة التفجير، والدهس، والاختطافات، واحتجاز الرهائن، وغير ذلك. وكل ما قامت وتقوم به هذه الجماعات الضالة المُضلَّة يُحسَبُ في النهاية على الإسلام الذي تتكلم باسمه، وتقتل باسمه، وتحتجز الرهائن باسمه، وتختطف باسمه النساء والأطفال. والنتيجة هي انتشار كراهية الإسلام ونفور الناس منه لا في العالم الغربي فقط وإنما داخل البلدان الإسلامية نفسها. وبدل أن يُتْرَكَ الإسلام على أصله كعقيدة إيمانية، فردية، تتعلق بالفرد في علاقته بالله، تحول إلى أيديولوجيا لجماعات إرهابية. فهل ينتظر المسلمون من العالم أن يحب ويعشق ديناً يُستَعْمَل لتبرير الإرهاب؟
ينبغي أن يكون المرء أحمق لكي ينتظر هذا. والأمر لم يعد يقف الآن عند كراهية الإسلام والمسلمين وإنما تعدى ذلك إلى وضع قوانين تمنع الإسلام من اكتساب وضع رسمي في بعض الدول. وقد يشهد المستقبل القريب إصدار قوانين تحظر الإسلام بشكل كامل. وعلى المسلمين الاختيار: فإما زوال "الإسلاميين" أو زوال الإسلام.

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow