ذ.نوال بلحسين..التصوف جذور ضاربة في الأديان و الفلسفات

ذ.نوال بلحسين..التصوف جذور ضاربة في الأديان و الفلسفات

#بداية #التصوف 

#التصوف قبل ان يكون فكر وفلسفة هو ماكان عليه حال كل العارفين والمستنيرين عبر العصور

#يعتبر الجاحظ أول من استعمل لفظ صوفي  عندما تكلم عن النساك وأن أبا هاشم الكوفي أول من لبس الصوف وأطلق عليه متصوفا لزهده في الدنيا 
هو أول من استعمل الكلمة في المصادر المكتوبة بالعربية لكن وجودها اقدم بكثير ولا اظن استعماله لها إلا جزء من اطلاعه على الفلسفة الإغريقية 

تناول التصوف  مؤرخون مسلمون كالطوسي والكلاباذي  والقشيري وغيرهم كما ألف فيه الفلاسفة كابن سينا والغزالي وابن خلدون  وتجادل فيه الفقهاء وعلماء الكلام وكذلك جهود المستشرقين بالذات من تأثر بفلسفة جلال الدين الرومي

لكن لم يتفق هؤلاء على رأي سواء تعلق الأمر بحدوده أو أصوله فاختلفت الآرائهم حوله 
فالتصوف ليس ظاهرة إسلامية خاصة بل إن جذوره وعروقه لتمتد في أي فكر ديني عموما حتى إن كثيرا من الدارسين ربطه بأصول غير إسلامية كالمسيحية والهندية والفارسية والفلسفة اليونانية

#نشأ التصوف ونضج في العصر العباسي الثالث مثأثرا بالفلسفة الهندية وايضا بالرهبة المسيحية ويقال انه بدأ بالبصرة طبعا في ذلك الوقت كانت هناك حركة فكرية ضخمة 
لايمكن تخيلها مع كل ذلك المد الفلسفي الفارسي الذي استقدمته الخلافة العباسية شئ عادي أن يتطور الفكر الديني  وينصهر جزء كبير من التشيع الاسلامي والفلسفة الهندية وعلم الكلام ليعطينا فكر التصوف وتستطيع أن اقول ان التصوف هو هروب من كل ذلك التطرف الذي ساد في ذلك العصر

 فماكان امام من اراد الحفاظ على الدين إلا التصوف علينا أن نفهم قصة التصوف مع كل تلك الفاواعل التي ساهمت في انتاجه  في ذلك العصر
 فكما هو معروف إن التسنن خال من الروحانيات بعكس التشيع المتخم بالروحانيات  فكان لزاما أن يجد المسلم حلا وسطا بين التماهي في حب ال البيت في وسط يجرم ذلك وكذلك البقاء على الحياد مع الحاكم السني من هنا وجد التصوف كضرورة ملحة فرضتها الضروف السياسية والفكرية في ذلك العصر

 اما معناه فهو العكوف على العبادة والتسبيح والسيح في الارض والانقطاع الى الله تعالى 
والاعراض عن زخرف الدنيا وان كان المتصوف من اغنى الناس تجده من المتواضعين خلقا لايسرف ولا يقتر على اهله يعني هم اقرب للوسطية من اي فكر اخر
هم من ينفردون لله في الخلوات والتأمل في خلق الله هو اسمى عباداتهم 

#اختلف  المؤرخون والدارسون كالعادة في اصل كلمة تصوف او الصوفية فقال جماعة هم من الصفا والصفة 
وقال اخرون هم غير ذالك 
لكن العلامة ابن خلدون  قال ان اشتقاقها هو من الصوف وادرج ان رايه هو الاقرب للصواب
وعلل بان اهل التصوف بالذات بالمغرب او ايران او الشام الغالب على لبسهم هو الصوف وخاصة اهل المغرب فقد عرفوا بالصوف قبل الاسلام بالذات في الفترة النصرانية فكل هذه المناطق الي غالب عليها التصوف كانت تدين  النصرانية المسيحية الأولى  

#لكن هناك راي واظنه الارجح مع ان الاول راي قوي من علامة له باع كبير وطويل في علم احوال الشعوب والملل
وهو ان كلمة الصوفية من الكلمة اليونانية( ثيو صوفيا ) ومعناها الحكمة الربانية
فقد عرف عن الفلاسفة اليونان  افلاطون  كمثال تأثره بالفلسفة الاغريق  الصوفيين فقد قيل عنه انه مسيحي قبل المسيح لانه تبنى التصوف في فلسفته الطوباوية وهذا ما ذكره عنه  الفيلسوف  نيتشيه طبعا كان يذمه ولا يمدحه

وأرجح هذا الرأي ان اصل كلمة تصوف هو من (ثيو صوفيا) الحكمة الربانية  لان جل الصوفية الاوائل اعتنوا بالفلسفة بل هي ما جعلت التصوف يخرج بهذه الحلة والاهل ما كان التصوف معنى

غير ان  كل ماذكر لا يتعارض فالصوفية هم من صفت قلوبهم هم اهل لباس الصوف وهم الحكماء الربانيين وهم من الصفة والصفا

والصوفي باختصار هو الحكيم الذي يطلب الحكمة الالهية ويسعى فيها
والوصول لهذه الحكمة هي غاية المتصوف
وذالك ان المتصوفة هم اول الفلاسفة المسلمين وهذا لايعني ان لايوجد متصوفة غير المسلمين على العكس هناك متصوفة لكن لايسمون بهذا الاسم

فمثلا في الهند يسمون البراهمة ومعناها الحكيم الرباني
وحتى بثاقافات شرق اسيا من الصين هناك حكماء او مايسمون بالمستنيرين اللذين ينهجون نفس النهج  بالخلوة والانقطاع ان الخلق
حتى الوصول الصفاء والاستنارة الروحية

وما لاوتسو الحكيم الا كذالك او زرادشت او بوذا لكن توصلوا لها من دون مساعدة اديان 
لكن الامر يختلف مع الصوفية المسلمين فهم يستمدون صفائهم من اجمل ما في الدين والفلسفة والاعراف الانسانية
 
ولهذا فالمتصوفة لا يفرقون بين الانبباء ويستشهدون باقوالهم أجمعين وبالذات اقوال السيد المسيح  وذلك  لان اقواله حملت من المحبة ما يتوافق مع فكر الصوفية

وماظهرت علوم التصوف بهذا المستوى من العمق الفلسفي الا عندما طبقت الحكمة ظالة المؤمن انا وجدها هو احق بها 
لذلك فقد ترجم الصوفية اقوال الحكماء من الفلاسفةاليونان واخذوا الحكمة منهم لم يجرموا الفلسفة كما فعل الفقهاء 

الصوفية ملكت علم الباطن والفقهاء امتلكوا علم الظاهر 

لذلك المتبصر في التاريخ يجد هجوم  الفقهاء على الصوفية يصل إلى  حد التكفير او هدر الدم وجرائم الفقهاء معروفة عبر التاريخ في حق اعلام الصوفية مثل الحلاج وغيره من دفع ثمن عشقه و اخلاصه لله وحده

ما هو رد فعلك؟

1
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow