تحديات نظرية التطور البيولوجي معضلة التعاون نموذجا

تحديات نظرية التطور البيولوجي معضلة التعاون نموذجا

■ The dilemma of cooperation - معضلة التعاون

بسم الله الرحمن الرحيم ،
قد يكون هذا أطول مقال أكتبه في حياتي ، مقال طويل للغاية لكنه سيعطيك خلاصة الموضوع وستفتح أعينك لأبعد حدود ... قم بقرائته للنهاية وإذا كنت مشغول اعمل له save و إقرأه لاحقا ،
-تعتبر نظرية الألعاب من أهم النظريات العلمية حالياً لا تقتصر هذه النظرية على العلوم الاقتصادية أو السياسية فحسب
بل متشعبة لأقصى حد ومن تطبيق هذه النظرية أنها ترتبط بالبيولوجيا التطورية إرتباط وثيق وفي هذا المقال ان شاء الله سوف أستعرض معكم نظرية الألعاب والتطور ...
تخيل معي يا صديقي أنه في يوم من الأيام انت وصديقك المقرب قُبض عليكما في جريمة لم ترتكباها اساسا فيتم استجوابكما كلّ على حدة ، ولا تعرفان ماذا قال الأخر عن الأخر ...
يُعرض عليكم خياران :
1- التعاون :
إذا قمتما بالصمت : ستحصلان على عقوبة مخففة (سنة واحدة في السجن)
إذا شهد كلّ منكما ضد الآخر : ستحصلان على عقوبة متوسطة (5 سنوات في السجن)
2- الخيانة :
إذا شهدت ضد صديقك بينما هو صمت فسيطلق سراحك بينما سيحكم على صديقك بأقصى عقوبة (10 سنوات في السجن)
إذا شهد صديقك ضدك بينما صمت انت فسيطلق سراحه بينما سيحكم عليك بأقصى عقوبة (10 سنوات في السجن)
ماذا ستفعل؟
من الناحية المنطقية ، فإن الخيار الأمثل هو الخيانة .
إذا خنت صديقك، فستحصل على عقوبة مخففة بينما سيحكم عليه بأقصى عقوبة.
إذا خانك صديقك وانت صامت، فستحكم بأقصى عقوبة.
فمن الناحية المنطقية الخيانة افضل ، لأنك لا تعرف ماذا سيقول صديقك فإذا خانك هو فأنت في ورطة ستحكم ب 10 سنوات سجن ، و إذا خنته وهو كذالك خانك ستحكم ب 5 سنوات ،
فخيار الخيانة افضل لأنك تخرج بأقل ضرر ممكن ،
وما علاقة هذا بالتطور ؟
نحن نعرف أن اي نظام بيولوجي على وجه الأرض فهو يحتاج لمجموعة كبيرة من الجزيئات أو الأفراد متعاونة لكي يستمر، و لا يمكنه الإستمرار دون التعاون فهو ضرورة و إلا مصيره الإنقراض ، [1]
ولكن انتظر ما هو التعاون؟ وما مدى انتشاره في الكائنات ؟ وما هو دوره المركزي في حفظ واستمرار كافة صور الحياة ؟
التعاون هو تقديم المنفعة العامة على المنفعة الخاصة كما قلت .
لذلك فليس من المتوقع انتشاره في عالم مادي قائم على المصلحة الفردية بمعني أن الكائن الحي يفترض به أن يهتم بغذائه وتكاثره ونجاته هو من المخاطر لا أن يضحي بنفسه أو يتضرر أو يقلل فرص تزاوجه أو يفقد بعض ذريته ... من أجل منفعة أو نجاة الأفراد الآخرين من أبناء نوعه أو حتى من أجل الأنواع الأخرى التي تشكل معه بيئته الخاصة التي يمكنه العيش فيها بشكل طبيعي ...
والمشكلة ليست فقط في غياب المبرر الذي يمكنه دفع الفرد لذلك لكن لأن الفرد المتعاون الذي حركته غريزته أو جيناته لفعل ذلك سوف يتضرر أو يعيش وقت أقل لتمرير هذه الجينات مما يؤدى إلى انقراض تلك الجينات التعاونية وزوالها مع الوقت من الحوض الجيني للنوع ،
لكن الغريب أن التعاون منتشر جدا في مجتمعات الكائنات الحية بل هو أساس وجود واستمرار كل صور الحياة ...!
ومن هنا نشأ السؤال الأهم في البيولوجيا : كيف نشأ واستمر التعاون وكيف صمد في مواجهة الأنانيين ؟
قال اللورد روبرت ماي في خطابه الرئاسي الأخير إلى الجمعية الملكية عام 2005 :
"السؤال الأكثر أهمية الذي لم تتم الإجابة عليه في علم الأحياء التطوري، وبشكل عام في العلوم الاجتماعية، هو كيف نشأ السلوك التعاوني وكيف يمكن الحفاظ عليه في مجموعات ومجتمعات الإنسان أو الحيوانات الأخرى." [2]
وكما جاء أيضا في هذه الدراسة [3] عن انتشار التعاون وضرورته في الحياة :
" صور الحياة المعقدة تُبنى من خلال التعاون. تتعاون الجينات لإنتاج الكائنات الحية؛ تتعاون الخلايا لإنتاج كائنات متعددة الخلايا وتتعاون الحيوانات متعددة الخلايا لتشكيل مجموعات اجتماعية معقدة. يطرح هذا التعاون مشكلة تطورية . يوفر التعاون منفعة للأفراد الآخرين، وبالتالي، إذا كان كل شيء آخر على قدم المساواة، فهذا من شأنه أن يقلل من كفاءة الأفراد المتعاونين."
فالتعاون منتشر في جميع صور الحياة (فيروسات، بيكتريا,طحالب,خنافس,طيور,قوارض...إلخ)،
وصور التعاون في الميكروبات كثيرة ، فبعض الفيروسات مثلا تتعاون في إنتاج إنزيمات لاختراق الخلية ، وبعض الفصائل تكون أقوى في الدخول والأخرى أقوى في الخروج فتتعاون الفصيلتان معا في الهجوم على الخلية الواحدة .
وبعض الفيروسات تتعاون في تكوين حويصلات تختبئ فيها من الجهاز المناعي وتهاجر في مجموعات ، وبعض الفيروسات التي تهاجم البكتيريا تتعاون في تنظيم عملية الهجوم فلا تنشط جميعا فتقضي على البكتيريا ولا تخمل جميعا وتترك البكتيريا في صحة وسعادة وإنما يرسل كل فيروس ينجح في دخول الخلية رسالة من ببتيد مكون من ستة أحماض أمينية يمكن اعتبارها رسالة قصيرة تقول (لقد حصلت على فريسة) فكلما زاد عدد تلك الرسائل حول الفيروسات الأخرى خملت لأن هذا يعنى أن الفرائس أصبحت قليلة.
وهناك أمراض بكتيرية تمت معالجتها فعلا بالفيروسات التي تهاجمها أو ما يعرف بالفاج [4]
إذا انكار وجود التعاون في صور الحياة هو مخالفة للعقل والعلم ولا أحد ينكر هذا ،
ولكن المصيبة العظمى كما نعلم ان نظرية التطور تتنبأ بأن الفرد الإستغلالي غير المتعاون سيحصل أرباحاً أكبر لأنه يجني منفعة ضخمة في مجتمع متعاون بدون أن يتكلف فتورة التعاون الباهظة وبالتالي فإن الأناني سيتغلب على التعاون أين وجد وأين ذهب وسينصره الإنتخاب الطبيعي وهذا وفق نظرية التطور ففي هذه المعادلة سوف نرمز للمتعاون بالرمز (A) والأناني بالرمز (D) فإذا ما حدثت هجرة أو طفرات تسببت في وجود المتعاون وغير المتعاون في المجتمع نفسة فستكون النتيجة هي تغلب غير المتعاون على المتعاون حتى ينقرض المتعاون وهذا كله وفق آليات التطور نفسه وبهذا تكون المعادلة كالآتي :
(A A A A) mutation or migration ~ ( A A A A D) ~ selection ( A A A D D D) ~ selection ( D D D D D D)
لأن الإنتخاب الطبيعي سوف يقصي المتعاون ويختار الأناني وبالتالي سيتسبب في إنهيار المجموعة فعندما يتغلب الأناني على المتعاون ستفقد الصفات التعاونية التي يقوم عليها المجتمع في الأساس مما يضعف المجتمع في النهاية ويؤدي إلى إنقراضه بالكلية بما في ذلك غير المتعاون الذي سيلعب لصالحة مع أناني مثله وهو ما يعرف ( بالإنتحار التطوري) وكذلك الطفرات التي من المفترض أنها تجلب دائماً الصفات الجديدة إلى المجتمع سوف تؤدي بلا شك إلى وقوع مواجهة بين المتعاون وغير المتعاون لا محالة وبالتالي إذا ما رجعنا لآليات التطور الأساسية فسوف تختار لا محالة الأناني وتقصي المتعاون .
فحسب السيناريو التطوري يخبرنا ان الأنانيين سينتصرون على المتعاونين وهذا سؤدي لإنقراض الحياة حتماً
لكن الواقع الأن يخبرنا أن الكائنات ما زالت موجودة وتعج الحياة البيولوجية بالتعاون وهذا يقر به أي عالم تطوري ومن يقرأ أي ورقة علمية في مجال التطور الإجتماعي سوف يعلم أن كل ما ذكر من المسلمات العلمية التي لا جدال فيها ومن هنا تظهر المشكلة وهي تفسير الصفات التعاونية رغم أنها تخالف آليات التطور . [5 [6] [7]
وهذا كما قلنا أزمة كبيرة من الناحية التطورية لأن التطور سيكون غير قادر على تفسير وجود الحياة التي تقوم بدورها على التعاون باستثناء ما إذا كان اللاعب له وعي بشري [8]
وقد حاول بعض العلماء على الجانب الآخر توجيه النقد ، وكان من هؤلاء البروفيسور بولتكن و كذلك بروفيسور ستيوارت حيث وضع الإثنين إستراتيجية تقضي بعدم إستقرار إستراتيجية الإبتزاز عند إنتشارها والسبب من وجهة نظر المنتقدين أنه حين تنتشر إستراتيجية الإبتزاز سوف يؤدي ذلك لكثرة إحتكاك الأنانيين ببعضهم البعض الأمر الذي سوف يؤدي في النهاية لهزيمتهم وسيادة إستراتيجية التعاون والتي تعرف بإستراتيجية السخاء ( generous ZD) وبالتالي فإن التطور سينصر المتعاونين ،
وليس هذا فحسب بل تبع طرحهم هذا بتجارب تؤكد أن اللاعب الوعي يستطيع تأديب وردع اللاعب المبتز أي أن التعاون مدعوم من الإنتخاب الطبيعي ...
ولكن في عام 2014 خرج بولتكن و ستيوارت بصفعة قوية و صادمة بعد تمديد النموذج الخاص بهم ليشمل التلاعب في الإستراتيجيات ونسبة الأرباح التي يحصل عليها المتعاونين وكذلك التغيير بين متعاون وأناني وكان النتيجة فشل توقعهم السابق و الخروج بنتيجة أن إستراتيجية الإبتزاز ستتغلب كما طرح دايسون و بريس وسوف ينهار التعاون ... [9] [10]
وفي عام 2016 نشرت ورقة بحثية تؤيد طرح دايسون و بريس [11] ، وهذا يقصي على أي أمل دارويني ...
● أما مأساة الموارد المشتركة او المشاع فهي اللب الحقيقي لمعضلة التعاون :
أولاً ما هي مأساة المشاع أو مأساة الموارد المشتركة ؟
يرجع مصطلح مأساة المشاع إلى العالم (هاردين) وذلك في ورقة بحثية هامة نشرت عام ( 1968)
ويقصد بها أن الأفراد الذين يتنافسون حول مورد قد يؤدي هذا التنافس إلى زوال المورد نفسه الأمر الذي سيترتب عليه زوال النظام البيولوجي كله وهذا الأمر يمكن وقوعه في كل الموارد الموجودة في الطبيعة وذلك طالما وجد الأشخاص غير المتعاونين في مجتمعهم ودفعهم إياه إلى حافة الإنقراض وبذلك يهلك المجتمع كله بسبب ضياع المتعاونين ، [14]
وهؤلاء الإستغلاليون يوجدون في أي مجموعة من الكائنات الحية سواء عن طريق الطفرات أو الهجرة من مكان إلى آخر وبالتالي فإن الحياة ينبغي أن تكون قد أنتهت منذ ملايين السنين حيث لن تتجاوز بهذه الطريقة عصر الكائنات الأولية إذا صارت الأمور بهذه الطريقة وتبقى هذه المأساة معضلة أمام نظرية التطور وفكرة الجينات الأنانية حاول البعض تقديم ترقيعات لهذه المعضلة لكن إنتهى الأمر إلى فرض مأساة الموارد نفسها بدون حل .
كيف تدل هذه المعضلة على تدخل واع وكذلك عجز جميع الحلول أمامها ؟
لنظرية التطور الداروينية إتجاه واحد فقط وهو دفع الأفراد لتحصيل أكبر قدر من المنفعة وذلك بدون حد أقصى بينما إقتصادياً الموارد لها حد أدنى وهنا تقع المعضلة حيث أنه لو تم التعدي على هذا المورد بهذا الشكل فسينهار المورد ولن يتمكن من تجديد نفسه وبالتالي فهذا الحد الأدنى للمورد شرط أساسي لوجود المورد وبالتالي أي مساس به معناه إنهيار المورد نفسه ولنضرب مثال إقتصادي على ذلك ثم نطبق الأمر على البيولوجيا ،
مثال : رأس المال لأي مشروع تجاري هو أساس التجارة كلها لكن لو تم التعدي على رأس المال هذا فسوف تنهار التجارة بشكل كامل وسوف يعود ذلك على أصحاب رأس المال أنفسهم بالدمار والخسارة وذلك عندما يتعدى الشركاء في التجارة على المال حيث أنهم لا يحسبون أرباحهم وينفقون كل ما يدخل إلى خزينتهم ظناً منهم أن كل هذه الأموال من فائض أرباحهم وأن رأس المال ما زال في أمان وعلى هذا فهذه التجارة مصيرها الهلاك .
ولذلك فإن السبيل الوحيد لتفادي هذ الأمر هو حساب نسبة الأرباح لكن حساب نسبة الأرباح يحتاج إلى وعي وهذا لأنه ليس هنالك علاقة مادية تميز بين النقود التي هي رأس المال والنقود التي هي ربح خالص ولذلك يتم حساب الفارق بينهما بواسطة العمليات الحسابية والتي تقيم فرقاً رياضياً بين رأس المال والأرباح وهذا كله يحتاج لتدخل واعي .
وهذا يزيد الأمر تعقيد أمام نظرية التطور لأن الحد الأدنى للحفاظ على المورد هو عملية رياضية ذهنية لا وجود مادي لها وعلى هذا لا يمكن للطبيعة العمياء التعامل معها وإنما الأمر يحتاج إلة تدخل واعٍ ،
وهنا يضرب لنا البروفيسور غاردين هاردين في ورقته العلمية الشهيرة مثال على مأساة الموارد المشتركة ،
والمثال هو أننا لو أمام مرعى مفتوح يرعى به من يشاء من الرعاة فهذا المرعى سيكون له حد أدنى تحتاجه الحشائش لإعادة النمو ولو تم التعدي على هذا الحد الأدنى فسينهار المرعى ولن يتمكن من تجديد نفسة وهذا الحد الأدنى عملية حسابية بحتة لا وجود مادي لها وإنما ذهني رياضي وذلك بحساب هذا الأمر وعدد الرعاة وما يمتلكه كل راع من الماشية والوقت الذي يحتاجه العشب ليعيد دورته الحياتية ولذلك فمن مصلحة الجميع الإلتزام بمقدار معين من الماشية ولا ينبغي أن يضيف أي راعي المزيد من الماشية لكن لو تعامل الراعي بشكل أناني بحيث تعامل من مصلحتة حيث أضاف المزيد من الماشية لأن الربح سيكون أكثر بالنسبة له بينما غيره من الرعاة سيحمل هذه التكلفة فهذا سيؤدي إلى مزيد من الاعتداء مما يؤدي إلى التعدي على الحد الأدنى للمورد فينهار المورد ويخسر الجميع المرعى الذي كانوا يعتمدون عليه.
ولذلك فكل الحلول التي قدمها البروفيسور هاردين في ورقتة البحثية كانت تتطلب مهارات عالية ووعياً مثل تدخل الحكومة في تنظيم الأمر لكي يكون لكل مرعى من يقوم عليه والدراسات كلها في هذا الأمر تدور حول نفس الحلول كالمفاوضات والاتفاقات وما أشبه ذلك إن هذا التدخل الواعي يهدم النظرة الداروينية المادية بالكامل والتي تخلو من أي وعي أو تدبير ،
وبالتالي فإن التدخل الواعي هو الآلية التي يمكنها معالجة الإحتمالات اللانهائية لوقوع مأساة الموارد المشتركة في أي مجتمع وفي أي وقت حيث ستعمل هذه الآلية الواعية على كبح ومنع وجود الصفات الأنانية والتي قد تؤدي إلى تجاوز الحد الأدنى اللازم لبقاء الموارد والذي سبق وقلنا أنه لا يمكن التعرف عليه إلا رياضياً وبالتالي الأمر يحتاج لتدخل واع لا يمكن تحقيقه من آلية مادية عمياء .الماد
ثانياً الأدلة التجريبية على مأساة المشاع :
- هناك أدلة تجريبية تم تقديمها ترصد مأساة الموارد المشتركة على أرض الواقع وهي ليست كثيرة والسبب وجود تفسير واحد وهو وجود مدبر للكون لذلك خلاف ما كان سيحدث لو كان الأمر خاضع للآليات المادية العمياء و بالتالي وقوع هذه الحالات القليلة وكأنها برهان داعماً للبرهان الرياضي والبرهان المنطقي ومنها افضل 3 امثلة . ابحث عن المثالين الأولية اما الثالت سوف افسره ،
1- مكورة مخاطية صفراء وهي نوع من البكتيريا المتعاونة الإسم العلمي لها ( myxococcus xanthus)
2- الخلايا السرطانية
3- أسماك القد
في المحيط الأطلنطي وأمام أحد شواطئ كندا يوجد أحد الأماكن معروف بتجمع أسماك القد ويعرف هذا المكان بإسم (Grand banks) كان به وفره هائلة من تلك الأسماك فقامت صناعة ضخمة على صيد الأسماك هناك بسفن عملاقة مما أدى للتعدي على الحد الأدنى الذي يحتاجه السمك للتكاثر والبقاء هذا الضغط في الصيد قد أدى لإنتخاب الأسماك التي تصل لسن النضوج وسن التكاثر بسرعة كبيرة فتم في خلال ثلاثين عام القضاء على أسماك القد هناك وبالتالي إنهارت تلك الصناعة في ثلاثين عام من ( 1960 إلى 1990)
فهذا الإنهيار قد حدث نتيجة قوة هذه الشركات الضخمة وتلك السفن العملاقة في الإصطياد فكان نتيجة ذلك دمار المورد نفسه ولأنه لا توجد علامة مادية تميز بين الأرباح و رأس المال أو الحد الأدنى الذي كان من المفترض المحافظة عليه إنهار المورد فالأسماك تشبه بعضها فلا يوجد سمكة مكتوباً عليها أرباح و سمكة رأس مال ولا يمكن تحديد الحد الأدنى إلا من خلال عمل دراسات تحدد هذا الحد الأدنى ووضع عقوبات قاسية على من يخالف ذلك وبالتالي حماية الحد الأدنى من الدمار وكل هذا يحتاج لتدخل واع يفرض إرادته .
فلو إستبدلنا ذلك بحيوانات بحرية تفترس تلك الأسماك وبنفس العدد جاءت من خلال الطفرات العشوائية فسوف يدعمها الإنتخاب الطبيعي والذي هو دائماً يدعم تحقيق أكثر قدر من المنفعة وبالتالي سينهار المورد في النهاية فهذا التدخل الواعي لا سبيل لإنكاره ولا التحايل عليه والإنسان بسفنه يمثل هذا الكائن المفترس الذي لم يتحمله النظام البيولوجي بالفعل لأن الإنسان من نظرة التطور ليس له خصوصية فهو أحد الكائنات المتصارعة من أجل البقاء .
انظر الدراسات [12] [13]
1 - دراسات تقول ان السرطان هو نموذج على الانتحار التطورى الذي يؤدى إلى زوال النظام البيولوجي كله لهذا المجتمع الذى يحدث فيه [15]
(( Staying within the aerobic-aerobic equilibrium of the metabolic prisoner's dilemma keeps the tumor (at least temporarily) from switching preferentially to glycolysis, which would lead to creating toxic microenvironment and facilitating metastatic invasion (9),(21). However, if the environment is changed enough, cells can push away towards glycolytic-glycolytic strategy (everything else being equal), eventually entering the domain of attraction of the stable equilibrium of another, larger game, which can lead to evolutionary suicide (22). Now glycolytic cells that have become numerous enough are cooperating, jointly increasing the toxicity of the surrounding microenvironment, and becoming more efficient competitors as a group, eventually killing the host and consequently killing themselves.
In the model, this is captured through introduction of the additional toxicity term that captures increased mortality of aerobic cells proportional to the amount of lactic acid secreted by glycolytic cells. Indeed, one can observe that the cell population initially grows, peaks and then eventually collapses, going to extinction (see Figure 7). So, the either equilibrium within the same game of prisoner's dilemma can become attracting not because of the changes in payoffs for each cell but due to different initial composition of the population of players, which happens solely through natural selection.))
و أبحاث اخرى تقول أن السرطان ما هو الا تجسيد عملى للسيناريو الذى تطرحه نظرية التطور لتطور الحياة على ظهر الأرض وأنه يعكس هذا التطور فى مراحله وآلياته [16]
(( Cancer development within an individual is also an evolutionary process, which in many respects mirrors species evolution. Species evolve by mutation and selection acting on individuals in a population; tumors evolve by mutation and selection acting on cells in a tissue. The processes of mutation and selection are integral to the evolution of cancer at every step of multistage carcinogenesis, from tumor genesis to metastasis. Factors associated with cancer development, such as aging and carcinogens, have been shown to promote cancer evolution by impacting both mutation and selection processes. While there are therapies that can decimate a cancer cell population,))
فهذا السيناريو الدارويني هو انتحار تطوري وبالتالي هي نظرية تؤدى إلى الموت للنظام البيولوجي ولا تؤدي إلى حياته أو استمراره أبدا ،
فالتطور يعني انتحار الحياة قبل بدايتها أساسا ، بمعنى التطور يؤدي لزوال الحياة فضلا عن تطورها ...
اما التعايش بين المتعاون والغشاش أمر مستحيل وهذا ما تقره الدراسة [17] بشكل عام ، لذالك يستحيل ترقيعها بطريقة ان الغشاش والمتعاون سيتعايشا فظهور الأناني يؤدي للموت البيولوجي ...
اما التعايش بين المتعاون والغشاش أمر مستحيل وهذا ما تقره الدراسة [17] بشكل عام ، لذالك يستحيل ترقيعها بطريقة ان الغشاش والمتعاون سيتعايشان فظهور الأناني يؤدي للموت البيولوجي ...
اما هذه الدراسة [18] فتؤكد ان المتعاون والغشاش "يتمتع كلا النوعين بنفس وظيفة معدل النمو وثبات العائد و لكن المتعاون يخصص جزءًا من امتصاص المغذيات لإنتاج الصالح العام - "المشاعات" في المأساة - والتي تكون ضرورية لهضم المغذيات الموردة خارجيًا.
من ناحية أخرى، لا ينتج الغشاش هذا الإنزيم، ويخصص كل امتصاص العناصر الغذائية نحو نموه . ونثبت أنه عند وجود الغشاش في البداية، سينقرض كل من المتعاون والغشاش في النهاية، "
فخلاصة الدراستين [17] [18] ان ظهور الطرف الأناني يؤدي إلى الإنقراض الحتمي ،
وهذه دراسة اخرى [19]
" قد يعتمد بقاء السكان على الإستراتيجية السائدة في ديناميكيات اللعبة. وبدراسة المعضلات التعاونية، فمن السمات الطبيعية لمثل هذا النموذج أن المتعاونين يمكّنون من البقاء، في حين أن المنشقين يدفعون إلى الانقراض . على الرغم من تفضيل المنشقين لأي مجموعة سكانية مختلطة، إلا أن الانجراف العشوائي قد يؤدي إلى القضاء عليهم ويمكن أن يبقى السكان المتعاونون تمامًا. من ناحية أخرى، إذا بقي المنشقون، فسوف ينقرض السكان بسرعة لأن تواتر المتعاونين يتناقص بشكل مطرد ولا يستطيع المنشقون وحدهم البقاء على قيد الحياة "
ودراسة اخرى تقول [20]
" من غير المرجح أن يتطور التعاون في عدد محدود من السكان مع توزيع شديد الانحراف لحجم الأسرة"
ههههه فتطور التعاون غير ممكن في مجموعات كبيرة من السكان و غير ممكن في مجموعات متغيرة من السكان و غير ممكن في مجموعات محدودة من السكان إذا متى يكون ممكنا ؟ نعم هو ممكن في مخيلات عرابي الخرافة أما في الواقع لا :')
او بعبارة أخرى الإنتحار التطوري لا يمكن ترقيعه و هو محتمل في كل الظروف و مدعوم من الإنتخاب الطبيعي نفسه [21]
اما هذه الدراسة [22] فهي الأكثر رعبا ملخصها أن التطور سيفضل دائمًا استراتيجيات تعاون أقل حتى ينخفض ​​عدد السكان إلى ما دون عتبة آلي وينقرضون ، وبالتالي يحدث الانتحار التطوري ...
اما هذه [23] تقول ان المشكلة السكانية ليس لها حل تقني؛ فهو يتطلب امتدادا أساسيا في الأخلاق
اما هذه الدراسة [24] تستعرض معضلة المشاعات و تبين فشل كل حلولها
"من الناحية المجازية، يسير اللاعبون نحو حافة الهاوية، لكنها ضبابية للغاية لدرجة أنهم لا يرون أي شيء ولا يعرفون أين يتوقفون بالضبط. ثم يكون لدى كل فرد حافز لاتخاذ خطوة صغيرة أخرى. لقد عدنا مرة أخرى إلى وضع حيث التعاون ضروري، ولكن من الصعب جدًا تنفيذه "
اما هذه الدراسة [25]
فتقول ان : " المتعاون يخصص جزءًا من امتصاص المغذيات لإنتاج الصالح العام - "المشاع" في المأساة - وهو ضروري لهضم المغذيات الموردة من الخارج. من ناحية أخرى، لا ينتج الغشاش هذا الإنزيم، ويخصص كل امتصاص العناصر الغذائية نحو نموه. ونثبت أنه عند وجود الغشاش في البداية، سينقرض كل من المتعاون والغشاش في النهاية، مما يؤكد وقوع المأساة"
أما ترقيعات التطوريين [ جميع ترقيعاتهم بدون استثناء ]
فيمكنني ان اخبرك انها لا تصلح سوى ان ترميها في اقرب قمامة ،
فالتطور يدعم الأنانية بشدة وبل يكافئ عليها ويعطي فرصا لا نهائية لظهور الأناننين ...
ثم في الدراسة العلمية [26] التي قدمها الدكتور أحمد إبراهيم بارك الله فيه ، فقد أوضح ان جميع الاستراتيجيات التطورية فاشلة في صد الأنانيين وهذا ينهي أي ترقيع تطوري قد تراه ...
● خاتمة :
- لإستمرار الحياة لابد من وجود التعاون ،
- وجود الأنانيين يقضي على التعاون ،
- وجود الأنانيين يعني الإنتحار البيولوجي ،
- التطور يعطي فرص لا نهائية لظهور الأنانيين بل ويدعمها ،
تطبيق السيناريو التطوري = وجود الأنانيين بشكل لا نهائي = الإنتحار البيولوجي وزوال الحياة ،
إذا وجود الحياة على ارض الواقع حاليا يعني شيئين :
1 - التطور لا يعمل ابدا لأنه يقضي على الحياة قبل بدايتها ،
2 - الحياة نشأت بفعل خالق مدبر سيرَ جميع الأمور وحفظ الحياة من هجمات الأنانيين ،
(قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) [يونس: 31]
وفي النهاية الحمد لله على كل حال ،
Reference - المصادر :

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow