فن العيش المغربي: الغفارة الحمراء صنعت في تاكاوست الأطلسية و تألقت في عهد الموحدين
???? الغفارة الحمراء في تگاوصت، لباس علية القوم ????
????من بين الصناعات التي عرفت بها حاضرة الصحراء الأطلسية مدينة تگاوصت، صناعة الغافارات الحمراء. لكن ما هي الغفارة؟ وما هو آخر عهد لنا بها؟
????تسمى الغفارة في العربية، وتسمى في الإنگليزية cope أو cloak أو mantle وهي أشبه شيء بعباءة الكيمونو الياباني ???????? وتجمع على صيغة غفارات (1) ومفردها غفارة هي لباس خفيف شفاف يلبس فوق الثياب شبيه بالعباءة إلا أنه أخف منها وأرق (لسان العرب) وقد اختص بلباسه منذ العصر الوسيط علية القوم من أفراد المخزن وأعوانه وباقي الأعيان - وهذا الذي يقصده الحسن الوزان Léo Africanus في حديثه عن أهل تگاوصت بقوله: يتأنق سكان تكاووست في لباسهم ..
????لبسه الخلفاء الموحدون واختصوا بلون معين لا يزاحمهم فيه أحد، لكن بعض السادة والأعيان وبعض أشياخ الموحدين تجاوزوا الأعراف والتقاليد ولبسوا غفائر بألوان الخلفاء فامتعض من ذلك الخليفة يعقوب المنصور، يقول ابن عذاري : "ولما كان الزوال برباط تازة التفت المنصور إلى ساقته فرأى أكثر القرابة من الإخوة والعمومة قد اصطفوا واختصوا لباس الغفائر الزبيبية والبرانيس المسكية فأنكر عليهم ملازمة ذلك الزي لكونه من زي الخليفة في حالتي ركوبه وجلوسه في كل موطن. فجمعهم السيد أبو زيد وذكرهم بعوائد الأمر والمحافظة ويتجنبوا أفعال الخليفة المختصة به فلم يعد أحد منهم بعد ذلك للباس تلك الألوان المختصة بالسلطان".
????كانت الغفائر ألبسة رفيعة ينعم بها السلاطين على أعوانهم مثل ما فعل أبو يعقوب يوسف الموحدي في إحدى المناسبات "ثم أنعم عليهم بالكسوة التامة من العمائم والغـفـائر" ( المن) ، لكن ذلك لا يعني أن هذا النوع من اللباس ظهر في العهد الموحدي، فقد عرفه المرابطون ولبسه أمراؤهم وأعيانهم. لكن الإنتشار الواسع لهذا اللباس كان في العهد لموحدي. "... ولما وصل إليها (أغمات) أبو بكر بن عمر بعث إليه يوسف بن تاشفين بهدية أهداها إليه وكان معظم ما فيها 25 ألف دينار من الذهب ومنها 100 غفارة" علی آدابه (الحلل الموشية).
????برع الأمازيغيون في نسج وخياطة الغفارات كما يفهم من حديث صاحب معجم البلدان عن سجلماسة : ولنسائهم يد صناع في غزل الصوف فهن يعملن منه كل حسن عجيب بديع من الأزر تفوق القصب الذي بمصر يبلغ ثمن الإزار 35 ديناراً وأكثر كأرفع ما يكون القصب الذي بمصر ويعملون منه غفارات يبلغ ثمنها مثل ذلك ويصبغون بأنواع الأصباغ".
????إختفى اسم الغفائر في المصادر اللاحقة واختفت الغفارات نفسها، فاللباس الرفيع مرتبط بالإزدهار، والإزدهار مرتبط بالإستقرار، وهذا فقده المغرب الأقصى منذ العصر الوسيط الأدنى.
????غير أن الإستثناء هنا مع حاضرة الصحراء الأطلسية تاگاوصت، إذ استمر إنتاج الغفارات الحمراء إلى غاية القرن 17م وفق ما ذكره الباحث مصطفى ناعمي. وقد ظلت تستعمل كلباس يحيط بالكتفين أو عمامة تغطي الرأس كما شهد على ذلك السيد علي بوعيدة (2) وغيره من المسنين.
????قال وزير المعتمد بن عباد في الغفارة شعرا:
رأيتك تكسوني غفارة سندس ... بثوب حرير فيه للرقم ألوان
فعبر لي أن الحرير جريرة ... وعبّر لي أن الغفارة غفران