الحسناوي يرد على تدوينة ما يسمى زورا ب"الشيخ" الكتاني

الحسناوي يرد على تدوينة ما يسمى زورا ب"الشيخ" الكتاني

الجهل الملتحي والمعمم
الكثير من شيوخ الجهل، لايتجاوز مستواهم المعرفي مستوى أطفال الابتدائي إن لم يكن أقل، وإذا ناقشتهم خارج محفوظاتهم في التحريم والتكفير والتبديع، فستكتشف الجهل مجسدا، ملتحيا مسلهما معتمرا عمامة طالبانية أو قلنسوة سلفية، يمشي على رجلين.
يستثنى من ذلك شيوخ ودعاة محترمون، درسوا إلى جانب تخصصهم، علوما ومعارف أخرى، وانفتحوا على العالم والثقافات المختلفة، واستخدموا عقلهم الذي يتميزون به عن الحيوانات.
بدأ الكتاني رمز الجهل والتطرف في المغرب، تدوينته بالحديث عن شعوب، تعيش على أرض المغرب، فأول القصيدة كما يقال كفر.
الشعب المغربي الموحَّد في أرضه ووطنه، جعله شعوبا، لكي يشنف أسماعنا بأن المغرب شعوب مختلفة متصارعة متطاحنة، لايوحدها إلا الدين واللغة العربية.
طبيعي أن يظن المتطرف ذلك، لأنه لايعترف بالتراب الذي يوحد الناس باختلاف أديانهم، لايعترف بالوطن، ولا بالحدود السياسية، ولا بالدستور ولا بالقوانين ولا بالنظام السياسي.... كل هذه المقومات التي توحد وتجمع شعوب دول العالم، عند الكتاني وأمثاله لاتساوي شيئا، ولا اعتبار لها.
الخطير أنه يعترف بالاختلافات والتعدد الموجود في البلاد، لكنه يريد طمسه وإلغاءه، وإخضاع الجميع لتصوره هو، بأن يكون المغاربة كلهم مسلمون سنيون، يتكلمون بلغة قريش فقط.
يزعم شيخ التطرف في المغرب، بأن المغاربة سنيون، يتواصلون بالعربية فقط.
هل حقا المغاربة سنيون، أم فيهم علمانيون ولادينيون وشيعة ومسيحيون ويهود وأحمديون... 
ثم ماذا يقصد بسنيون، هل يقصد الوهابيين الذين لايعتبرون الأشاعرة أهل سنة، أم يقصد الأشاعرة المتصوفة الطرقيي، أم يقصد المالكيين المتمذهبين، المخالفين لما عليه إخوانه الحنابلة وأهل الحديث؟؟
عموما لايهمنا، هذا الصراع الداخلي، عليه أن يحسمه معهم، قبل أن ينصب نفسه متحدثا باسم الجميع.
يتحدث علامة عصره ووحيد قرنه ????، عن ضياع مستقبل أبنائنا، إذا لم تكن بلادنا موحدة تحت اللغة العربية، وجميع أفراد شعبها على معتقد واحد.
أليس هذا أمر جنوني، يظهر مستوى تفاهة القول والقائل؟؟
ألا يعلم هذا التلفي الوهابي، أن دولا كثيرة متقدمة، عندها لغات ولهجات معترف بها، فضلا عن تعدد الأديان فيها والمعتقدات.
ماذا عن إسبانيا وبلجيكا وسويسرا وكندا، التي تعرف تعددا لغويا؟
بل ماذا عن الهند، التي تعرف تعددا لغويا وإثنيا وعقديا... ضخما وهائلا، ومع ذلك تعتبر قوة كبرى ودولة ديمقراطية.
هل إيران وتركيا وأندونيسيا وأفغانستان وباكستان وماليزيا... موحدة تحت اللغة العربية؟
بل الخلافة التي يحلم بها هذا السلفي، ويريد أن يقيمها في المغرب، بعد إسقاط الملكية والحكومة وتصفية الأحزاب واغتيال المثقفين والكتاب والصحافيين... هذه الخلافة عبر تاريخها، لم توحد الرعية على لغة واحدة، ولم تستطع أن تفرض مذهبا واحدا.
فقد كانت تحكم شعوبا مختلفة الألسن، فكان فيها السرياني والفارسي والتركماني، وكان فيها الشيعي والإباضي والمعتزلي...
فماذا يريد هذا المتطرف أن يصنع بالمغرب والمغاربة؟؟
هل يريد دولة داعشية، ترغم الناس على معتقد واحد، ولسان واحد، وتطمس ماعدا ذلك؟؟
هل المغرب أفضل من الهند وتركيا وماليزيا والدول الأوروبية التي ذكرنا، أم هو أحرص على الدين من الخلافات والامبراطوريات الإسلامية التي تعاقبت على حكم شعوب دول وقارات؟؟
أم أن هذا الكتاني لايدري مايخرج من رأسه؟
أم تراه يريد فقط تسجيل الحضور في هذا النقاش، حتى لو كتب الترهات والتفاهات، ونشر الجهل الذي يفضح مستواه؟

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow