"سرير بروكست" أسطورة لازالت حية في حياتنا اليومية !

"سرير بروكست" أسطورة لازالت حية في حياتنا اليومية !

سرير "بروكرست "
 أسطورة يونانية قديمة  تتمحور حول رجل حدّاد يدعى " بروكست "  عرف بكونه خارج عن  القانون  حيث صنع سرير بمقياس معين و كان يدعو الناس  للمبيت عنده ثم يضعهم على السرير في بيته فمن زاد طوله عن السرير بترَ الزائد منه ، و من كان أقصر  مدّ أطرافه حتى  تتمزق ، الشخص الوحيد الذي ينجو منه هو الذي يناسب مقياس جسمه مع  مقياس السرير  ، و قد كانت  نهاية لعبة السرير  على يد  شخص  دخل يوما الى منزل " بروكست " و قرر الانتقام منه حيث هاجمه و أخضعه للعقاب نفسه الذي كان يمارسه على ضحاياه.
 هذه ليست  مجرد أسطورة فقط وانما واقع الكثير منا ، مثل هذا  السرير العجيب  قد نجده في اي مجال من  مجالات حياتنا، في السياسة والدين والأدب و العلاقات الاجتماعية ... أينما وليت وجهك قد تجد  سرير بروكست امامك  اغلب البشر لا يقبلون  أي شخص كما هو حيث  يصنعون في البداية صورة له واذا تم اكتشاف ان هذه الصورة ليست حقيقة الشخص يتم سحقه و التخلص منه .
في كتاب "  الأحلام : بين العلم والعقيدة "  يقول علي الوردي : 
" ينشأ الإنسان عادة في بيئة ذات عقيدة معينة ، فهو لا يكاد يفتح عينه للحياة حتى يرى أمه و أباه وأهل بيته وأقرانه يقدسون صنماً أو قبراً أو رجلاً من رجال التاريخ ، وينسبون إليه كل فضيلة و عقل الإنسان ينمو في هذا الوضع حتى يصبح كأنه في قالب ، وهو لا يستطيع أن يفكر إلا في حدود ذلك القالب ، إنه مقيَد و يحسب أنه حر  ولهذا نجد كل ذي عقيدة واثقاً من صحة عقيدته وثوقاً تاماً ، أما المخالفون له فهم متعصبون تعساً لهم ! "
لذا يجب علينا أن نفكر جيداً و نقذف بهذا السرير خارج أذهاننا، و نتعلم  أن للناس مقاسات معينة و مختلفة ولا يجب ان  نحشرهم في إطار محدد مسبق الصنع ، نصنعه لهم  ثم نلومهم إذا خالفوه أو خرجوا عنه ، الاختلاف ليس عيبا لكن أن تسب وتشتم و تطعن و تسحق من يخالفك فهذا هو العيب .

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow