حرق مصحف في السويد حرية تعبير أم تطرف ؟..الشرقاوي يوضح
حرق المصحف ليس حرية
أقدم مواطن سويدي من أصول عراقية على حرق القرآن الكريم مما أجّج الغضب في العالم العربي وفي الكثير من العواصم الغربية اتجاه هذا الفعل المتطرف المحصن بإذن وحماية من السلطات هناك. والواضح أن هذه الحوادث المستفزة مع تكرارها في بلد مثل السويد لم تعد مجرد ممارسات عرضية أو سلوك فردي حتى لو نُسبت إلى متطرفين أفراد، ولكنها توجه سياسي يغذيه ذلك الصمت بل والحماية من لدن المسؤولين الرسميين للمتطرفين ضد الإسلام أثناء القيام بمثل هاته الأفعال الدنيئة والمقززة والماسة بمشاعر أكثر من مليار مسلم.
ليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يُقدم فيها متطرفون غربيون على حرق نسخ من القرآن الكريم تحت مسوغ "حرية التعبير" المفترى عليها، إنه خط تاريخي مستمر من التطرف اليميني المتصاعد في العالم الغربي، الذي يعمل جاهدا على تأجيج الكراهية والإمعان في صناعة الإسلاموفوبيا.
إن إزدراء الأديان كممارسة غير أخلاقية قبل أن تكون جريمة قانونية، ليست حقا من حقوق الإنسان ولا يمكن أن نصنفها ضمن الحريات المحمية بشرائع كونية، وبالتالي لا يمكن لأي دولة أن تتذرع باحترامها حرية الرأي وحق التعبير عنه، للاعتداء على معتقدات الآخرين، والخطير في الأمر أن مثل تلك الأفعال لا تلبث أن تزيد الوضع اشتعالاً وتصبّ الزيت على النار، وتساهم في دفع بالتطرف إلى أقصى مداه.
وخيرا فعلت الخارجية المغربية بقرار سحب القائم بالأعمال في السويد تنديدا بالعمل العدائي وغير المسؤول بإحراق نسخة من المصحف، والذي اعتبره المغرب ضربا لمشاعر أكثر من مليار مسلم في مواجهة هذه الاستفزازات المتكررة، مثل هذه المواقف الديبلوماسية الرسمية مطلوبة من الدول الاسلامية أولا للضغط على السويد وغيرها لرسم الحدود بين الحرية والمسؤولية، ومن جهة أخرى لإغلاق الباب محكما أمام سيادة الردود المتطرفة لبعض تجار الدين التي قد تحول المسلمين من ضحايا إلى جناة.
لذلك فلا يمكن موافقة شخص يتدين بغير ديانة سماوية ما أن يطلب الإذن له بممارسة الاعتداء على رموز ديانة على مرأى ومسمع من الدولة وتحت حمايتها، فهذا بلا شك يهدد بنشوب حرب الأديان التي لا تبقي ولا تذر.