عاشوراء والناس : احتفالات أهل ماسة
عاشوراء والناس...
قالت، ان الدنيا تغيرت كثيرا، وما عادت كما كانت، في سن شبابي، كنا نحن نسوة الدوار، شبابها، شيبها من النساء والرجال. -كانت تقطن بدوار من بين دواوير القبيلة المحادية لسفوح شعاب الصفة اليمنى لشيخ اودية المغرب، واد مقدس، وشاهد على عصور، معارك، اسواق، تمردات وثورات، ثورة ابن هود الماسي، ثورة ايت ايدر، والكثيري، الگرسيفي وغيره، كما شهد وقائع إبادة البرتغال عن بكرة ابيهم، وابتلعت مياهه جياد وفرسان القياد الكبار لسوس، وتامدا ايجرارن مازالت تحتفظ بسر هؤلاء، شعاب متلصة بالواد، شعاب عنيدة حفرت عميقا لتتصل بالواد الكبير، ومسيلات ماء قطعن عهدا مع الواد الكبير ان لا تضيع نقطة مياه واحدة، ما ان سقطت إلا واقتادتها الى جوفه- ننزل الواد باكرا، ونغتسل بمياهه العذبة والمقدسة، وعند فراغنا من الاستحمام المقدس نقفل عائدين الى الدوار، بعد ان نشاهد الزحف البشري المقدس وهو يموج في اتجاه نتوءات الواد في النقط التي يغير فيها الواد مجراه في اتجاه المحيط الأطلسي، محيط احتضن النبي يونس عندما لفضه الحوت الذي ابتلعه سنين عديدة في موضع حجره المقدس والمزار الى يومنا هذا....طلوعنا الى الدوار يصاحبه فرح عظيم، زغاريد ورقصات، واحتفاء بالاستحمام والاغتسال المنتظر، والكل امل في غد افضل ومستقبل زاهر. يتناول الجميع وجبة فطور دسمة على غير العادة، وما ان نفرغ موائد إفطار اليوم المقدس، نتهيأ وتتزين النسوة بأرفع الثياب، وأفخر الحلي... والوجهة مقابر الدوار، "اسمضال" التي تحتضن ذاكرة الدوار، وتعانق أتربتها صدور علماء ووجهاء القوم، كما تأوي جثامين الاحباب، والاولياء.... الكل يتصدق على الكل.... والجميع يأكل من كف واحد، كف القبيلة، او "تاوسيت"، بعد الدعاء ينصرف الجميع في حال سبيلهم ضاربين موعدا مع القدر الجميل في العام المقبل.