خالد البكاري يسترجع موافقه مع الراحل الدغرني و يبرز تأثر بفكره

خالد البكاري يسترجع موافقه مع الراحل الدغرني و يبرز تأثر بفكره

رحيل دا احماد الدغرني،، الرجل الذي يكره التوافقات حين تكون مرادفا للمجاملات،،

كنت قد شكلت صورة "مزيفة" عن المرحوم أحمد الدغرني قبل أن ألتقيه أول مرة في ربيع 2011..

قبل هذا اللقاء، وكلما أثير أسمه كنت أعقب بحكم قبلي جاهز :" إن الرجل لم يغير شيئا بعد انتقاله من الفكر القومي العربي نحو الخطاب الأمازيغي، سوى أنه يضع كلمة" أمازيغية" مكان كلمة" عربية"، لكنه لم يخرج من شرنقة الباراديغم القومي" ، كنت أعتبر أنه ينظر للأمازيغية لغة وثقافة وهوية بالمنظار نفسه الذي يرى القوميون العرب للعربية.

وبما أن علاقتي بالنزوعات القومية كانت قد أضحت متوترة، منذ أن اكتشفت أوهام طيف من القوميين العرب، ممن كانوا عاملا في عطب الديمقراطية بالمنطقة، فقد صنفت الرجل ضمن خانة أهل" الدوغما" ممن يصعب معهم بناء ولو حد أدنى من التوافقات على قاعدة الاختلاف.

إلى أن كان لقاؤنا الأول بالرباط على هامش الحراك الفبرايري، فمر التيار بيننا بسرعة، ولعل ذلك راجع لأخلاق البساطة التي تسم الرجل، حتى وهو يجادل متوترا. 

أتذكر أني مازحته مرة بأن الحركة الأمازيغية هي أكبر رابح من مكونات حركة 20 فبراير، بعد أن تمت دسترة الأمازيغية، فرد على بحدة : " لم أنخرط في الحركة لتتم دسترة الأمازيغية فقط، بل من أجل أن نحسن شروط النضال من أجل ديمقراطية حقيقية، وربما فشلنا في ذلك".

تفاجأت لجوابه، فقد كان هامش حرية التعبير وقتذاك قد بدا لنا أنه آخذ في الاتساع، بما يفيد تحسينا في الشروط التي كان يأمل دا احماد بلوغها، وهو ما قلته له يومذاك، ليجيبني أنه لا يرى سوى تحسين شروط الانتهازية.

وكان آخر لقاء بالراحل أثناء محاكمة معتقلي حراك الريف بالدار البيضاء، ولن أتحدث عن مرافعته التي مزجت القانون بالسياسة والتاريخ والاعتراف والذاكرة والمصالحات المغشوشة، والتي أثرت عليها حالة الإعياء التي كانت بادية عليه (كان متعبا، هل هو أثر الزمن، ام هي مضاعفات الظلم مع العجز؟ فلسان الحال يقول : الله غالب ) ، بل عن مشهد لن أنساه، وهو حين غالبته دموعه وهو يسمع شهادة المعتقل سمير إغيد، فأبى إلا أن يبكي وهو رافع رأسه، على غير عادتنا في البكاء.

رحم الله د احماد،، كان رجلا مخلصا لما آمن به،،

خالد البكاري

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow