كيف ارتبطت الفلسفة بالإلحاد في أذهان الناس ؟

بزاف ديال الناس كترتبط الفلسفة فالأذهان ديالهم ب"الإلحاد". وكيسحاب ليهم أن فكرة الله كإله واحد ووحيد وأوحد جات مع الأديان السماوية اللي هي اليهودية والمسيحية ثم الإسلام.
هاذ الناس طبعا معذورين لأنهم ما كيعرفوش أولا أن إله الديانة اليهودية ماشي هو الله كيفما هو فالإسلام. الله فالإسلام "ليس كمثله شيء"، بينما فاليهودية "يهوه" كيشبه للإنسان لأنه خلق الإنسان على صورته. والله فالإسلام إله كوني، إله ديال الناس كاملين، بينما "يهوه" فاليهودية إله ديال بني إسرائيل فقط.
ولكن فكرة الله كإله كوني، رب العالمين، وخالق كل شيء، رغم ذلك ما جاتش مع الإسلام. تاريخياً، الإسلام ظهر فالقرن السابع ( طبعا حسب التاريخ الإسلامي وبعيدا عن النظريات اللي كتگول حوايج أخرى). أما فكرة الله كإله كوني وكخالق وكرب العالمين فهي جات مع أفلاطون. واللي بغى يتوسع فالموضوع يرجع بالتحديد لمحاورة Timée.
فهاذ المحاورة كيبني أفلاطون فكرة الإله الواحد وكيسميه Démos Ourgos (خالق الناس). وفمحاورات أخرى كيتكلم عليه باسم Théos اللي كيترجموها فاللاتينية إلى Deus واللي كتصبح فالفرنسية Dieu. ومعناها طبعا "الله". وبالتالي ففكرة الله كإله كوني هي فكرة فلسفية فالأصل والإيمان بالله بهاذ المعنى هو إيمان فلسفي عقلي قائم على الاستدلال.
هاذ الفكرة الأفلاطونية استلهمها القديس أوغسطين فكتاب "مدينة الله" ودخلها للعقيدة المسيحية قبل ظهور الإسلام بما يزيد عن 200 سنة. وقبل أوغسطين كانت تطورت داخل التيولوجيا (علم اللاهوت) المسيحية وكان نقاش طويل وعريض بين المذاهب المسيحية فهاذ الباب. ومن بين هاذ المذاهب الأريوسية أو الأريسية (L'arianisme) اللي كانت منتشرة فالعراق وسوريا وشبه جزيرة العرب والحبشة. وهو المذهب المسيحي اللي احتك به سيدنا محمد بحكم أن ورقة بن نوفل (ابن عم خديجة أم المؤمنين) كان قس وكان على نفس المذهب، وكذلك بحكم أن سيدنا محمد كان كيسافر فبلاد الرافدين والشام ووصل حتى لمصر اللي كانت هي منطلق الأريوسية (كنيسة الإسكندرية) لأن أريوس (مؤسس المذهب) كان أمازيغي من ليبيا وأقرب كنيسة لليبيا هي كنيسة الإسكندرية. والتصور ديال الأريوسية لفكرة الله قريب بزاف من التصور الإسلامي ومستوحى من الرؤية الأفلاطونية.
وعليه، فأصل فكرة الله أنها فكرة فلسفية. وإيلا كان شي إيمان بالله كإله كوني فهو جا من الفلسفة. ولكن فالفلسفة كلشي قابل للنقاش. وكيفما كاين التصور الإلهي، أو النظرية الربوبية، اللي بدات مع أفلاطون (Théisme) كاين المنظور اللي كيعتبر أن الاستدلال اللي كيأدي لفكرة الله عقليا فيه خلل لأنه مبني فقط على مبدأ العلة الكافية وكيفترض وجود علة أولى (Prima causa). وهاذ التصور كيتسمى فاللغات الغربية (Athéisme) ومعناه "اللاربوبية". وماشي "الإلحاد" لأن الإلحاد نعاماس بالمعنى القرآني ماشي هو إنكار وجود الله وإنما هو إنكار المصدر الإلهي للقرآن. بمعنى آخر واخا تكون كتآمن بوجود الله ولكن كتعتبر القرآن من صنع البشر راك ملحد. وهذا هو المعنى اللي موجود فالآية 103 من سورة النحل: "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر. لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين".