ماذا قال الفيلسوف هيغل عن الشرق ؟
هيجل والشرق.. في الشرق الخوف هو المقولة السائدة دائما !
يقول هيجل: إذا أردنا نحن الآوروبيون أن نفهم الشرق علينا أن ننسى كل طرائق رؤيتنا للأشياء!
ففي الشرق تغرق الروح في الطبيعة، ويعيش الإنسان الحالة الطبيعية بكل بساطتها وربما وحشيتها أيضا، إن الإنسان الشرقي لا يستمد فرديته من وجوده الإجتماعي كما هو الحال لدينا في الغرب ولكن من وجوده الطبيعي، ويكون ما يكونه بالطبيعة وحدها وليس بفعل الإجتماع البشري! صحيح أن مفاهيم الإجتماع البشري قد ظهرت في بداية التاريخ في الشرق إلا أن تلك المفاهيم الإجتماعية لم يتسنى لها أن تتطور وتتبلور إلا في الغرب!
إن إرادة الفرد في الشرق تريد أن تكون نهائية، ومن هنا فقد كانت دائما إرادة تابعة بشكل مطلق لإرادة الله، ذلك إن إرادة الله هي إرادة نهائية وكلية ومهيمنة على الطبيعة لا بل على العالم كله، من هنا أيضا كان الفكر في الشرق غيبي دائما، و بقي على حاله بلا تقدم ولا تطور منذ آلاف السنين، إن الطبيعة القاسية في الشرق تجعل تلك الشعوب تتجمد وتتكلس ضمن أفكارها وتجعل إمبراطوريات التعصب تشتد وتشتد عبر العصور!
ولذلك فلقد بقي الإنسان في الشرق في مراحل الفلسفة الأولى، أو في مرحلة التأمل في الطبيعة، إذ لا دور يذكر للشرق في تطوير الفكر الفلسفي العالمي!الفلسفة تبتدا في الغرب، لأنه في الغرب وحده قد أشرقت حرية وعي الإنسان بنفسه كذات حرة!
في الشرق تتلاشئ الذات الفردية الحرة وينعدم وجود الشخصية المستقلة، سواء كان ذلك داخل الأسرة أو خارج الأسرة، لأن الشخصية المستقلة تتطلب وجود وعي بالذات بداية ثم التمييز بين الذات والذات الأخرى تاليا!
من هنا كانت العلاقات الإجتماعية في الشرق عبارة عن علاقات أبوية بطريركية دائما تنتفي فيها ذات الفرد، علاقات إجتماعية جعلت من الأب كل شيء ومن الأبناء لا شيء، إن جوهر العلاقة الأبوية هو واجب أخلاقي يتمثل في الطاعة، الأب القائد في الأسرة والقائد الأب في الدولة، وفي هكذا نظام أبوي بطريركي ليس هناك بالطبع مجال للحديث عن حقوق من أي نوع!
في الشرق ينتفي دور الفرد لحساب الأب القائد أو الزعيم أو الأمبرطور أو السلطان ، و الحديث في الشرق لا يتم عن الحقوق ولكن يتم فقط عن الواجبات و بإتجاه واحد من الأسفل الى الأعلى، في الشرق الخوف دائما هو المقولة السائدة، في الشرق لا يوجد سوى فئتين من الناس، الأسياد والخدم، وهذا هو فلك الاستبداد ذاته!