الأوروبية التي عشقت اللغة الامازيغية و تغنت بها !
لم يكن يعتقد احد أنه سيأتي يوم وتغني فيه فنانة أوروبية الأغاني الأمازيغية بطلاقة .. ليس من باب المجاملة، أو المشاركة أو التقاسم، بل من باب الاحتراف. هذا ما وقع مع كارين دانفير الفتاة الشقراء الجميلة ذات الأصل المزدوج، برتغالية الأب وفرنسية الأم، حين وصلت إلى المغرب مع عائلتها من أجل السياحة في أواخر الثمانينيات. غير أن ترددها على بساتين الجنوب واستماعها لأغاني الأمازيغ في الحقول والسهرات جعلها تنجذب إلى هذا الفن وتتحول إلى أحد رموزه، منذ بداية التسعينات إلى مطالع الألفية الجديدة
أصدرت كيلي العديد من الأشرطة الغنائية، وأحيت الكثير من السهرات، وكان يحلو لها أن ترتدي الأزياء الأمازيغية التقليدية في حفلاتها، لكنها أحياناً كانت تظهر بفساتين قصيرة، مزيّنة بالحلي الأمازيغية التراثية. ولم تكن تغني للأمازيغيين ومحبّي هذا اللون فحسب، بل انخرطت أيضاً في حياتهم وتماهت مع أشكال عيشهم، واحتفلت معهم بمناسباتهم الاجتماعية والوطنية..
فهاد الاغنية كانت تعرضات لنوع من العنصرية بحيت اغلبية الفنانات في الوسط الامازيغي كايقولو بلي اغلبية الروايس وقفو معاها او خلاونا حنا لي محتاجين المساعدة او الدعم او كايساعدو اجنبية برانية .. او كتبت احسن اغنية من قلبها جاوبات فيه الجميع و اعترفت بلي نعم فعلا انا اجنبية وليس لي اصل في المغرب ولكن قلبي يحب الفن الامازيغي .. و وجدت الجمهور الامازيغي احبني فأحببته ..
ومثلما تختفي كل الأشياء الجميلة بسرعة، اختفت الرايسة كيلي عقب وفاة الفنان حسن أكلاو، الذي اكتشفها ودعمها وغنى معها، وجعلها تضع قدمين راسختين على أرض الغناء الأمازيغي الجميل طيلة سنوات حضورها. خرجت الرايسة كيلي من الوسط الفني، ولم يعرف محبّوها لا سبب هذا الخروج، ولا مكان تواجدها ولا أي تفاصيل أخرى عن حياتها الجديدة، وإن كان بعضهم يقول إنها غادرت المغرب وتزوجت واستقرت في لبنان. ويضن البعض الاخر انها نفيت بسبب انفتاحها علا الديانة اليهودية وتعليميها للأطفال .. كما يضن البعض انها جاسوسة لكن المؤلم في حالة كيلي أن خروجها من الوسط الفني واختيارها أن تعيش في الظل، كان أيضاً خروجاً من الذاكرة الفنية للمغاربة.
يمكن اعتبار الرايسة كيلي نموذجاً للوافد الذي ينتصر لتراث وثقافة بلد عاش فيه وأحبّه، غير أن اختفاءها جاء في زمن صار فيه هذا الفن نفسه، الذي يستند في غالبية مكوناته إلى التراث والماضي، يعيش حالة ضيق وحصار، وسط ألوان فنية جديدة صارت تصل إلينا من الجهات الأربع للبلاد.