لماذا لا يجب على الفايد قبول مناظرة الشيخ نافع ؟

لماذا لا يجب على الفايد قبول مناظرة الشيخ نافع ؟

الشيخ نافع يتحدى الدكتور الفايد، ونحن نتحداه.
أرسل لي أحد الأصدقاء مقطعا للشيخ والخطيب السلفي رشيد نافع، يتحدى فيه الدكتور محمد الفايد، في مناظرة.
المقطع مليء بالتحقير والتطاول والتنمر، وهذا لايستغرب من السلفيين، فهذا هو أسلوبهم ابتداء، وهذه طريقتهم في الدعوة وفي الردود وفي النقاش وفي الحوار... وحتى في الحديث عن من لم يتحدث عنهم، ثم إذا رد عليهم المعني بالأمر، بأسلوبهم وطريقتهم، بدأوا يتباكون ويولولون ويتحدثون عن الأخلاق وعن الاحترام.
وهذا الذي رأيناه في الملاسنات بين القزابري والفايد، فرغم أن القزابري هو من بدأ، والبادىء أظلم، إلا أنه بعد أن رد عليه الفايد الصاع صاعين، خرج السلفيون يتباكون ويتحدثون عن الأخلاق والاحترام والرقي... رغم أنه لاوجود لهاته المعاني في قاموسهم.
بالعودة لدعوة رشيد نافع للمناظرة، أستطيع أن أقول أن الفايد غير مؤهل لمناظرة أي أحد، وليس فقط رشيد نافع.
وسينهزم في المناظرة، لأسباب سنأتي على ذكرها، لكن قبل ذلك، سأوضح مايقوم به الفايد، في خرجاته.
الفايد يسلط الضوء على أخطاء وتناقضات، ويسجل ملاحظات واعتراضات، متفرقة في الأحاديث وفي التفاسير، وهو أمر يقوم به غيره، لكن الفايد أثار اللغط والجدل، أولا لشهرته، وثانيا لانقلابه السريع.
وتسجيل الملاحظات والاعتراضات، واستخراج الأخطاء والتناقضات، لايؤهل الفاعل لأن يناظر، ما لم يكن ملما بالمنهجية المعرفية لدى الفقهاء والمحدثين، ثم فوق ذلك، عنده القدرة على استخراج أخطائها وسقطاتها، ثم بعد ذلك عنده تصور بديل.
إن هذا البناء التراثي، الذي وضع قواعده الكهنوت، بمساعدة السلطة السياسية، التي فرضته ورعته، ثم احتاج الى قرون ليتم تهذيبه وتشذيبه وتنقيحه، وملاءمته، لايمكن لمن أراد أن ينتقده، أن ينتقده بلاقواعد، كما لايمكن انتقاده مع التسليم لقواعده، التي وضعها بشر، بدائيون بسطاء سطحيون، اكتسبوا قداسة موهومة مفروضة، ترسخت بعد طول الأمد.
وإن الشيوخ الذين يرفعون تحدي المناظرة، يريدون من الخصم أن يدخل لساحتهم، ليلعب لعبتهم بقواعدهم التي سطروها.
وإن أي شخص يقبل بهذه اللعبة، ويسلم بقواعدهم، ويناظر على شروطهم، سيكون كمن يقاتل أعزلا في ساحتهم.
لذلك تجدهم يستعرضون حبالهم الصوتية، أمام من لايزال تربطهم به نفس المرجعية، أو نسبة كبيرة منها، لأنهم سيلزمونه بتلك القواعد المتهافتة، وإذا انطلق منها، فلايسعه إلا الوصول لنفس النتيجة التي يصلون إليها.
لكنهم يهربون ممن لايقتسم معهم المرجعية والقواعد التي فصلها لهم الكهنوت تفصيلا.
هناك طريقتان سليمتان لمناقشة أو مناظرة هؤلاء التراثيين.
أن تكون لادينيا تنطلق من مرجعية مختلفة، وتشتغل بمنهجية أخرى، وأدوات ومصادر معرفة حقيقية، يظهر معها المخالف أمامك بدائيا بمصادره وأدواته المهلهلة.
أن تكون مسلما، وتصنع لنفسك منهجية وأدوات لاتخرجك عن الإسلام، لكن تحررك من سلطة الكهنوت، وشراك التراثيين، المنصوبة في كل ركن وزاوية.
وإن بناء منهجية مستقلة، بالنسبة للمسلمين الرافضين للكهنوت، يحتاج لوقت طويل، ولاحتضان ودعم قوي من طرف نظام سياسي، كما حدث مع النسخة التراثية، التي حظيت بالاحتضان والدعم قبل قرون، والنسخة السلفية المعاصرة التي حظيت هي الأخرى بالاحتضان والدعم، واستغرق الأمر ثلاثة قرون لكي تفرض نفسها.
وأعتقد أن الفايد بعيد عن هذين المسلكين، فلاهو خارج المنظومة الدينية مستقلا عنها، ولا هو داخل المنظومة الدينية لكن بمنهجية متكاملة مستقلة قوية ومدعومة.
أظن أن الفايد لازال لم يمتلك أية منهجية أو مصادر مستقلة، تجعله يحلق بعيدا عن الكهنوت، رغم انتقاده للفروع والجزئيات بشكل بسيط، لكن بدون نقد للأصول والأدوات المعرفية والمنهجية الاستدلالية، سيبقى كل ذلك كمن يصب الماء على الرمل، كما يقول المثل المغربي، وإن الدخول في مناظرة بدون استقلال منهجي ومعرفي، سيكون انتحارا.
صحيح انتقاداته الجزئية مهمة، توقظ المغفلين وتنبه الغافلين، وتحرر المكبلين... وترمي حجرا في البركة الآسنة، لكن لايمكن الدخول في مناظرة، بالاكتفاء بهذا المستوى.
في الختام اذا كان رشيد نافع يريد فعلا مناظرة، في أي مبحث يختاره هو، فأنا سأتكلف بذلك، وأرجو ممن يعرفه أن يوصل له هذا الطلب، في أي مبحث يختار هو، وفي أي زمان ومكان.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت.

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow