الذاكرة والتاريخ في الأدب الأمازيغي محور ندوة علمية بكلية الناظور

الذاكرة والتاريخ في الأدب الأمازيغي محور ندوة علمية بكلية الناظور
احتضنت الكلية المتعددة التخصصات بالناظور ندوة وطنية علمية بعنوان “توظيف الذاكرة والتاريخ في الأدب الأمازيغي: مقاربات نظرية وتطبيقية”. وهذه الندوة، التي نظمتها شعبة الدراسات الأمازيغية بالكلية، عرفت تكريما للأستاذ الباحث موسى أغربي تقديرًا لجهوده المتميزة في البحث الأكاديمي والتأطير البيداغوجي، وبالخصوص منهما اهتمامه المبكر باللغة والثقافة الأمازيغية.
افتتحت الندوة بكلمات ترحيبية من عميد الكلية ومدير مختبر المجتمع والخطاب وتكامل المعارف، بالإضافة إلى رئيس شعبة الدراسات الأمازيغية عبد الله ازواغ ومنسق الندوة، الأستاذ اليماني قسوح، ثم تلتها مشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين من مختلف الجامعات والمعاهد البحثية. وقد شملت الجلسات العلمية، التي جرت خلال الندوة، محاضرات ونقاشات حول توظيف الذاكرة والتاريخ في الأدب الأمازيغي، بمستوييها الشفهي والمكتوب، مقدمة باللغات الأمازيغية، العربية، الإسبانية، الفرنسية، والإنجليزية.
وتناولت الجلسة الأولى المقاربات النظرية والمنهجية للذاكرة والتاريخ في الأدب، حيث ألقى الأستاذ عبد الرحيم الحسناوي والأستاذ الحسن أسويق محاضرات حول الذاكرة والتاريخ واستعمالات الذاكرة والنسيان. وأما الجلسة الثانية فقد تركزت على الشعر الأمازيغي بوصفه وثيقة تاريخية؛ بحيث ناقش الأستاذ رشيد سليماني، والأستاذ جواد الزروقي، ومنير كلخة، ونجيب بوهراس، والأستاذ وردين بلعيد، والباحثة سميرة بوكَزير، توظيف التاريخ والذاكرة في الأدب الشعري، كما قدم الأستاذ عبد المطلب الزيزاوي قراءة في ملحمة / قصيدة “التاريخ بين الحقيقة والسلاح” للشاعر كريم كنوف. هذا، وقد سلطت الندوة الضوء على توظيف الذاكرة والتاريخ في الأدب، بحيث قدم المحاضرون قراءات حول حضور التاريخ في الشعر الأمازيغي، معتبرين الإيزري (الشعر) وثيقة تاريخية، ومحاولين قراءة كيفية تأريخ الأمازيغيين للوقائع والأحداث التاريخية الهامة التي تناولتها أبياتهم الشعرية، وكيفية تعبير الشعر عن الملاحم القومية والفخر.
وفي الجلسة الثالثة، تم استغوار السرد الروائي الأمازيغي، حيث قدمت الباحثة في سلك الدكتوراه كاميليا الورداني، والأستاذ موسى أغربي، والأستاذ عبد الرزاق العمري، مناقشات حول الجمع بين التاريخ والتخييل في الروايات الأمازيغية، إضافة لمداخلة باللغة الإسبانية ألقاها الأستاذ مراد المتوكل، وبالإنجليزية للأستاذ جواد الرضواني، سلطوا فيها الضوء على توظيف الذاكرة والتاريخ في السرد الروائي الأمازيغي المكتوب، عبر قراءات نقدية في روايات أمازيغية جعلت من التوفيق بين التاريخ والواقع وحفظ الذاكرة الجماعية موضوعا لأحداثها وخصوصا أدب الهجرة والهوية بالريف، بالإضافة إلى كتابات المستشرقين عن التاريخ الريفي.
ولم تقتصر هذه الندوة على تعزيز البحث الأكاديمي فحسب، لكنها ساهمت أيضًا في تعميق الفهم الأكاديمي للتقاطعات بين الذاكرة، التاريخ، والأدب الأمازيغي. كما عززت الفعالية التواصل العلمي والثقافي بين الأكاديميين، وفتحت آفاقًا جديدة للبحث العلمي في هذا المجال الهام.
كما أبرزت المناقشات التي دارت خلال الندوة أهمية الأدب الأمازيغي كجسر يربط بين الماضي والحاضر، وكيف يمكن للشعر والرواية الأمازيغية أن يعملا كمرايا عاكسة لتاريخ وثقافة الأمازيغ. وتم التأكيد على دور الأدب في حفظ الذاكرة الجماعية وتعزيز الهوية الثقافية، وقدرته على التأثير والتحفيز في السياقات الاجتماعية والثقافية المعاصرة.
وجدير بالذكر أن شكلت هذه الندوة، بمشاركاتها الواسعة وموضوعاتها الغنية، منصة مثالية للتعريف بالأدب الأمازيغي وأهميته في الحفاظ على التاريخ الثقافي الأمازيغي، وهو ما يسهم في توسيع الاعتراف بهذا الأدب كجزء لا يتجزأ من التراث الوطني والعالمي.

ما هو رد فعلك؟

1
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow