كيف عاش سيوران عمرا طويلا رغم فلسفته العدمية

كيف عاش سيوران عمرا طويلا رغم فلسفته العدمية
إميل سيوران المروج لفكرة الإنتحار والمعروف بسوداويته..وعدميته المفارقة وأرقه المزمن وسخطه الدائم على الحياة..
أراه سيزيف سعيد رغم العديد من الذين قرأوا كتبه وتأثروا بفلسفته يرون أنه عراب فكرة الإنتحار مع العلم أنه عاش عمرا طويلا واستطاع أن يقتنص في حياته المديدة الكثير مما أسعده..
فالكثيرون اتهموه بالكذب وأنه منافق.. من جهة يشجع الناس على الإنتحار ومن جهة أخرى تشبته وحبه للحياة ..
وأرى أن كل هذه الردود والإنفعالات ما هي إلا جهل وفهم غير عميق لفلسفة سيوران في الإنتحار ..
يقول: رافقتني فكرة الإنتحار طيلة حياتي مهما كانت ظروفي صعبة أو تافهة، بعد كل شيء يمكن اعتبارها هاجسا سليما، فهي مكنتني من مقاومة الرغبة في التدمير الذاتي..
ويقول أيضا : لا أحيَا إلاّ لأنّ في وسعي الموت متى شئت ، لولا فكرة الانتحار لقتلتُ نفسي منذ البداية..
عند قرائتك لكلام هذا الفيلسوف سيبدو لك أنه متناقض ويلعب بالكلمات أو أنه مجنون..لكن فلسفة سيوران هي عميقة أكثر ما تتخيل يا عزيزي القارئ ..
فالتفكير دائما بالإنتحار يخلق لذيك مناعة قوية ضد قتل نفسك يمتص ضعفك وجبنك ويجعلك قادر على مواجهة محن الحياة ..
يجعلك صلبا لا رطبا..
ممكن لأي إنسان أن ينهي حياته في أي لحظة أينما شاء ووقتما أراد..كمنتحر بحزام ناسف أو ساموراي مستعد أن ينهي حياته بسيفه الخ..
إن كل المنتحرين تجمعهم قواسم مشتركة والنقطة الأهم والأساسية هي أنهم أعطوا أهمية بالغة للحياة..فتراهم انه حينما يصدمهم الواقع يفشلون بسرعة ليست لذيهم القدرة على التحمل وإكمال الطريق الشاق والطويل..وخاصة أصحاب الغد أفضل..وأصحاب هناك شعاع في آخر النفق..
هؤلاء هم أكثر عرضة للإنتحار..
كونوا كشبنهاور المتشائم من الحياة..
الذي حول التشائم لقوة يستطيع بها مواجهة عبثية وتفاهة هذه الحياة..
الفيلسوفين سيوران وشوبنهاور عاشا عمرا مديدا ساخرين من الحياة..فهم يعلمون جيدا انها تافهة لدرجة ينكسروا من أجلها.

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow