كاد الخياري أن يتسبب في أزمة ديبلوماسية بين المغرب و الهند!

كاد الخياري أن يتسبب في أزمة ديبلوماسية بين المغرب و الهند!

الشعب المغربي تعوَّد على أن قنوات القطب العمومي، كل رمضان، كتوزع الملايير باش تنتج التفاهة والحموضة فمسلسلات وسيتكومات وأفلام اللي عوض تحقق المتعة للمشاهد كتخليه يتفقص، ويحس بالغبن، وفكل عام كنلقاوا روسنا أمام وجوه ما بينها وبين التمثيل والو، وأسماء ما بينها وبين الإخراج وكتابة السيناريو والحوار غير الخير والإحسان، ومنشطين اللي إيلا مشيتي حتى زغبك الله وتفرجتي فالتفاهة اللي كيقدموا تنتهي عند طبيب الأعصاب ولا عند طبيب الجهاز الهضمي وربما عندهم بجوج وتزيد عليهم ما تيسر من التخصصات الطبية وشوف تشوف.
ومن بين الوجوه اللي سنويا كتطل على المغاربة فإطار التوزيع العادل للحموضة والتفاهة المُسمى محمد الخياري اللي ما كتجمعو مع عالم التمثيل إلا السنطيحة. وفإطار الإصرار ديال قنوات القطب العمومي على أنها تفقص المواطنين جابت هاذ العام واحد السلسلة العنوان ديالها “ديروا النية”. وهاذ العبارة كيفما كنعرفوا كلنا كترجع للمدرب الوطني وليد الركراكي فمونديال قطر 2022، وكترتبط فالوجدان ديالنا كاملين بالإنجاز غير المسبوق اللي حققو المنتخب الوطني تحت قيادة وليد الركراكي. وبالتالي حتى الفرحة ديال المغاربة كاين اللي مصر فالقنوات العمومية على أنه يفسدها فالذاكرة ديالهم. وعوض تبقى عبارة وليد الركراكي مرتبطة فأذهان المغاربة، وفالوجدان الجماعي ديالهم، بلحظات تاريخية زوينة ومليئة بالفخر والاعتزاز والعفوية والتلاحم، غادية تولي مرتبطة بلحظات ديال الفقصة والتفاهة والحموضة.
والمصيبة أن الأمور ما وقفتش حد هنا وإنما فحلقة اليوم، اللي هو السبت 15 أبريل 2022، تفوه المسمى محمد الخياري بعبارة خطيرة جدا ملي شبه الهنود بالجْمال وكال عليهم بأنهم ما كينساوش الحسيفة. وهي عبارة سيئة وفيها إساءة كبيرة لشعب صديق، ولدولة اللي كتعتبر من الشركاء ديال المغرب فعدد ديال المجالات، ومن الممكن أنها ـ لولا أن الأصدقاء ديالنا الهنود معروف عليهم الحكمة والتريث ـ تتسبب فأزمة دبلوماسية بين الدولة المغربية ودولة الهند الصديقة. واش هاذ العبارة مكتوبة أصلا فالنص؟ ولا هي من “ارتجالات” المسمى محمد الخياري؟ هاذ الشي ما يمكنش نجاوبوا عليه احنا كمشاهدين. ولكن ـ فجميع الحالات ـ عبارة بحال هاذي ما يمكنش يتلفظ بها ممثل اللي هو فعلا ممثل وعارف اشنو كيدير، وما يمكنش يكتبها سيناريست ولا كاتب حوار اللي ضابط شغلو إلا إيلا كانت مبررة فسياق معين وكتمثل وجهة نظر عنصرية اللي كيرد عليها العمل الفني المعني بشكل من الأشكال. وما يمكنش تجي على شكل حشو ما عندو حتى معنى، وكعبارة مجانية زايدة، وما عندها حتى شي سياق فإطار التفاهة والحموضة وحالة الإسهال التلفزيوني اللي كنعيشوها كل رمضان. وحتى لو أنها دازت على الممثل والمخرج والسكريبت و… كيفاش ممكن تدوز على الإدارة ديال قناة اللي فيها شي وحدين كيظلوا ويباتوا يتبجحوا ب”المهنية”؟ كيفاش قناة عمومية تسمح لنفسها بالوقوع فبحال هاذ المنزلق الخطير اللي ممكن يتسبب فأزمة مع دولة اللي عندنا معها مصالح سياسية واقتصادية، بلا ما نتكلموا على المكانة الثقافية والفنية ديال الهند والشعب الهندي عالميا؟
هفوة بحال هاذي معناها أن القنوات التلفزية العمومية ولات مرتع ديال التسيب وولات كتدوز فيها أي حاجة، وتجاوزت مرحلة إنتاج وتكريس التفاهة والحموضة لمرحلة إنتاج الأزمات الدبلوماسية المجانية للمغرب وكأنه ناقصاه الأزمات اللي من هاذ النوع. وباش نفهموا الخطورة ديال هاذ الهفوة ما علينا إلا نقلبوا الآية ونفترضوا أن قناة عمومية ديال الهند فسلسلة تلفزيونية وقع فيها نفس الشيء، وأن ممثل هندي نعت المغاربة بأنهم هوما والجْمَال بحال بحال ما كينساوش الحسيفة. واش كنا غادين نسكتوا؟
بالتأكيد لا. وكنا غادين نشوفوا فالتشبيه ديالنا بالجْمَال إهانة لينا خصوصا وأن هاذ العبارة عندها دلالة عنصرية وكاين عنصريين فبعض دول أمريكا الشمالية بالخصوص اللي كينعتوا بها الشعوب ديال المنطقة الناطقة بالعربية. وكنا ربما غادين نشوفوا بأن فيها تجني على الشعب المغربي اللي توصف فهاذ الحالة بأنه شعب حقود. وكنا غادين نحتجوا وغادين نكولوا بأننا احنا شعب منفتح ومتسامح وعريق وما كاين حتى شي سياق اللي يخلي ممثل هندي، وقناة عمومية هندية، يتهجموا علينا بدون أدنى مراعاة للروابط السياسية والاقتصادية والثقافية اللي كتجمعنا مع الهند ومع الشعب ديالها. وكنا غادين نكولوا بأن ما يمكنش أن الدولة الهندية تتنصل من المسؤولية على إهانة الشعب المغربي لأن هاذ الشي داز فقناة عمومية تابعة للدولة وتحت المسؤولية ديالها سياسياً وأدبياً.
فإذن اشنو غادي يكون موقفنا غدا إيلا بالفعل لقينا الأصدقاء الهنود كيكولوا نفس الكلام؟ طبعا، فهاذ الحالة ما عندنا ما نديروا سوى أننا نعتذروا ونشرحوا ليهم بأن الأمر مجرد هفوة ارتكبوها ناس ما كيقدروش خطورة ذاك الشي اللي كيتفوهوا به.  وربما نشوفوا الخارجية ديالنا دايرة بيان كتعتذر فيه علانية على هاذ الإساءة غير المقصودة بكل ما في الأمر من بهدلة دبلوماسية. وهاذ الشي كامل باش نجيبوا واحد جا ودخل لعالم الفن بسباطو، ونعطيوه الملايين من المال العام سنويا، باش يفقص المواطنين ويقتلهم بالتفاهة والحموضة ويزيد ـ فوق هاذ الشي ـ يخلق لينا المشاكل مع شعوب ودول بيننا وبينها مسافة قد ما بين مشرق الشمس ومغربها. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow