"التحرر" يأخد منحى خاطئ لمفهوم التمرد ليصبح وهما لا يقل سوءًا و رجعية عن سابقه

"التحرر" يأخد منحى خاطئ لمفهوم التمرد ليصبح وهما لا يقل سوءًا و رجعية عن سابقه

ثنائية البنية المفاهيمية والبنية السلوكية  ج١. 
آفة مجتمعاتنا تتسم بردة مزمنة وتيه سلوكي أهوج والأخير يتجسد بعهر صارخ في شخص بنيتها المفاهيمية وفرط الخلط بين المفاهيم ، قوس لو فتحناه لأبى الانغلاق من فرط تمظهرات ذلك الخلط :
  التحرر نموذجا من بين أكثر المفاهيم التي تروح ضحية خلطها بمفاهيم ليست من صلبه في شيء. فنجد المرتكنات لوعود التحرر النيوليبرالية الزائفة يستأنسن(ون)   بمفهوم التمرد كخطوة نحو التحرر. التمرد على الطباع ،الاعراف،ثقافة المحيط ,محاولة تكسير الروابط الأسرية  بدعوى أن الأسرة محض خدعة اجتماعية.وبهذه الصيغة يتحرر الفرد من وهم ليسلم نفسه لوهم لايقل سوء ورجعية عن سابقه حتى أنه اسوء. الشاهد هنا أن التحرر لم يعني يوما التمرد بعنفوان ضد أي شيء وكل شيء، التحرر ببساطة هو خيار مسؤؤل و مساحة ثقة مسؤولة  تُمنح للذات عقب مصالحتها من أجل الارتقاء بها وأرقى درجات التحرر قد تكون استقلالية مادية معززة باستقلالية فكرية تفضيان لاستقلال في القرار والسلوك وقد تترجم في شخص التزام إرادي في سبيل هدف معين يكون وليد إرادة واعية لا سيد فيها ولا تابع.
 النجاح كذلك يقع ضحية خلطه بالرضا الاجتماعي ،فاضحت للمفهوم معايير منمطة ،يصنف الفرد فاشلا مالم يحققها لعل أهمها: الشواهد الأكاديمية ،الوظيفة،الزواج والدخل .فلا يجرؤ معظم الناس على صياغة و تبني تصوراتهم الخاصة للنجاح والبذل في سبيلها نتيجة عجزهم عن السباحة ضد التيار وتحمل مسؤوليتهم الكاملة في اختياراتهم،التي يفترض أن تكون عقلانية أيضا وهذا ما يخيف الكثيرين فيفضلون "قلعة الجبناء" و اللعب بقواعد الجماعة الخالية من أية مغامرات أو مخاطر.
لننفض الغبار عن مفهوم الثورة  والذي يعيش بدوره تحت نير الفهم القاصر والخلط فمعتنقوه لايكادون يفرقون بين الثورة ،الاسقاط والفوضى، بعضهم يردفها بوصف الفوضى الخلاقة لتحظى بقبول أكثر من لدن من يجدون في المفهومين غزلا بمشاعرهم. وهنا تجذر الإشارة إلى أن الثورة بفهمها السليم بعيدة كل البعد عن هذه الطفيليات اللغوية لتميز الثائر عن الكاميكاز يكفي أن تنظر إلى سلوكه وقبله خطابه هل يقول لك  لنبني أم لنهدم ؟ هل يقول لنهب حياة أم لنأخذها؟ ..هل يدعوك للإتحاد على المشترك أم ينادي للانقسام على أرضية فوارق؟هل يرى الإنسان غاية أم يراه وسيلة ...؟ حتى لا ترهق نفسك الأول صادق والثاني مخادع... 

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow