الوالي يفسر ظاهرة "الإحتكاك الجنسي" في وسائل النقل العمومية من جانبيها الإقتصادي و النفسي

الوالي يفسر ظاهرة "الإحتكاك الجنسي" في وسائل النقل العمومية من جانبيها الإقتصادي و النفسي

شحال هذا، فالسبعينات والثمانينات، فمدينة كبيرة بحال الدار البيضاء، كان النقل العمومي كيقتصر على حافلات قليلة تابعة للوكالة المستقلة للنقل الحضري، واللي كانت دائما كتعرف حالة ديال الازدحام الشديد. ووسط هاذ الازدحام الشديد كانوا بعض الذكور كيلتصقوا بالأماكن الحميمية ديال البنات والعيالات باش يلبيوا الرغبات الجنسية ديالهم. وهاذ الفئة هي اللي ولات اللغة اليومية كتسميها “البوانتور” بالمفرد و”البوانتورات” بالجمع. ولأن المغاربة شعب كينكت على أي حاجة ولو تكون مأساوية ظهرت نكت كثيرة كتحكي طرائف ونوادر متخيلة ديال "البوانتورات. ومنها النكتة اللي كتكول أن شي "بوانتور” ديما خالق المشاكل فالطوبيس، ومرارا كيشدوه البوليس وكيسيفطوه للحبس، ولكن كيخرج من الحبس وكيعاود يرجع لنفس الفعل. وشي كوميسير من كثرة ما شدو وسيفطو للحبس كال ليه بغيت غير نعرف علاش ما بغيتيش تحبس من هاذ العادة؟ وكان الجواب أن البوانتور كال ليه أنا باغي نتوب ونتزوج وندير أسرة ونستقر، ولكن ما عنديش الفلوس باش نخطب وندير العرس، وما عنديش حل آخر من غير هاذ الشي اللي كندير.
خونا الكوميسير فاق عندو الحس الإنساني وتدخل بالسلطة ديال كوميسير فالسبعينات عند شي رجل أعمال فدائرة النفوذ ديالو، وحكى ليه القصة ديال البوانتور، وذاك رجل الأعمال كال ليه ماشي مشكل أسيدي نزوجوه. وبالفعل تكلف ليه بكلشي. ولكن فالليلة ديال الدخلة السيد فشل جنسيا. وتما شدو الكوميسيركال ليه: “ديما فاضحنا ودابا ما درتي والو. كيفاش؟” وهو يكول ليه: “نعاماس طلعوها للطوبيس”.
هاذ النكتة كتخلينا نتساءلوا واش بالفعل هاذ الناس اللي كيمارسوا هاذ الفعل عندهم مشكل جنسي ونفسي وما كيلقاوش المتعة الجنسية ديالهم إلا فذاك الفعل ديال الاحتكاك الجنسي على الغير فوسائل النقل العمومية وفالأماكن العامة؟

ربما كان هاذ السلوك مفهوم فالسياق ديال مغرب السبعينات اللي كان فيه المجتمع المغربي ما زال بنسبة كبيرة كيرفض العلاقات الجنسية الرضائية خارج الزواج، وكان من الصعب يتجول رجل مع امرأة فالشارع العمومي بلا ما يتبعوه الدراري الصغار كيغوتوا “وا اطلق الدجاجة لمَّاليها!” وبلا ما يوقفوه المخازنية ولا البوليس ويسولوه على عقد الزواج. أما فمغرب 2023، كيبان هاذ السلوك غير مفهوم ضمن السياق الاجتماعي الراهن اللي كيسمح للأفراد باش يديروا علاقات جنسية رضائية رغم أن القانون ما زال كيعتبرها فعل جرمي وكتشكل جنحة “الفساد” ويمكن فحالات معينة يتم تفعيل هاذ المقتضيات القانونية. ولكن، وبالرغم من وجود هاذ النص القانوني، الواقع كيكول بأن الأفراد البالغين، العاقلين، عملياً بإمكانهم يمارسوا حياتهم الجنسية خارج الزواج بدون مشاكل. وباش يكون فمغرب 2023 أشخاص اللي ما زال كيمارسوا هاذ الفعل ديال الاحتكاك الجنسي بالغير فوسائل النقل العمومي وفالأماكن العامة فهذا ربما ما عندوش إلا جوج ديال التفسيرات.

التفسير الأول هو العامل الاقتصادي بحيث أن عدد كبير من الناس ما عندهمش الإمكانيات باش يعيشوا الحياة الجنسية ديالهم. كتلقى الفرد الذكر بالغ ولكن كيسكن مع الأسرة ديالو فواحد الشقة اللي المساحة ديالها ما كتتعداش 60 متر مربع، وما عندوش غرفة خاصة ديالو، وولو تكون عندو الغرفة الخاصة ما يمكنش يعيش حياتو الجنسية فيها. وفنفس الوقت الإمكانيات المالية ديالو ما كتسمحش ليه باش يمشي يكري شقة مفروشة لمدة يوم أو أكثر، وما يمكنش يمشي للفنادق لأن المسيرين ديال الفنادق كيطلبوا عقد الزواج. وحتى إيلا كان بعض المسيرين يمكن يتغاضاوا على عدم وجود عقد الزواج غادي يولي خاصو يخلص جوج ديال الغرف عوض واحدة وبثمن زايد. وبالتالي ماشي كلشي عندو الإمكانيات باش يعيش الحياة الجنسية ديالو. وهنا ممكن نتوقوا جميع السلوكات التعويضية اللي كيبقى البوانتاج واحد منها.
التفسير الثاني هو بعض الحالات النفسية بحيث أن الفرد الذكر اللي كيتعاطى لهاذ السلوك يمكن يكون عندو عجز تواصلي وما كيقدرش يتواصل مع الجنس الآخر، وبالتالي ما عندوش القدرة على بناء علاقات عاطفية أو جنسية، وكيلتجأ لهاذ الممارسة من أجل تصريف الطاقة الجنسية ديالو. كيفما من الممكن أن الشخص يكون عندو ميل لهذاك الفعل بالذات وكيلقى فيه هو بوحدو اللذة الجنسية ديالو.
الحالات اللي كتدخل ضمن التفسير الثاني بالطبع كيبقى الحل ديالها فالعلاج النفسي. ولكن الحالات اللي كتدخل ضمن التفسير الأول فالحل ديالها هو حل تشريعي: إلغاء تجريم العلاقات الجنسية بين الأفراد البالغين والعاقلين. علاش؟ لأن إيلا ما بقاتش هاذ العلاقات ممنوعة قانونيا غادي تولي الإمكانية باش الناس يلتجأوا للفنادق غير المصنفة اللي هي فالمتناول ديالهم. وحتى أصحاب هاذ الفنادق طبعا غادي يكون عندهم إقبال أكثر وهاذ الإقبال غادي يخلي السومة تنخفض. ومن الممكن أن هاذ الشي يشجع الناس على إقامة علاقات جنسية مستقرة ومستمرة وبالتالي هذا يمكن يحد من انتشار الأمراض المتنقلة جنسيا.
طبعا، غادي ينوضوا خوتنا اللحايا يكول ليك هاذ الشي حرام وماشي معقول. والجواب هو أن هاذ الشي فصالحهم هوما الأولين لأن لو كانت العلاقات الجنسية الرضائية مباحة كان من الممكن الشيخ بنحماد والشيخة فاتي يمشيوا لأي فندق ويقضيوا الغرض وما يقدر حتى واحد يعتقلهم وما كناش غادين نوصلوا لابتكار مفهوم جديد فطب المستعجلات سميتو “المساعدة على القذف”.

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow