مصطفى الحسناوي يرد على "العقل السلفي"

مصطفى الحسناوي يرد على "العقل السلفي"
بعد نشري للتدوينة عن الصديق المتدين، الذي اشترى كتابي، وكتب عليه إهداء لي، وقد عددت في هذه التدوينة، محاسن هذا الصديق المتدين.
مباشرة سيكتب أحد السلفيين، تدوينة مليئة بالحقد والكراهية والتحريض والتحذير والولولة والصراخ والكذب والتدليس...
من بين ماقاله هذا السلفي، أنني أسعى لطلب تزكية من مؤمن لأرفع خسيستي.
ثم وجه لومه وصب جام غضبه على ذلك المتدين الذي يعرفه، واتهمه بأنه يوالي أعداء الله فهو منهم، وأن لايفرح بثنائي عليه، ولا باعتباره متسامحا، وأن شهادتي فيه تجعله مميعا مداهنا، مصداقا لقول القرآن: "ودوا لو تدهن فيدهنون".
الغريب في أمر هذا الشخص، أنه راسلني على المسنجر، قبل سنتين بالضبط، بلغة كلها تسامح ومداهنة وود، يخاطبني فيها بالسي مصطفى، يريد أن أقوم له بمهمة هنا في السويد، ثم طلب مني أن نبقى على تواصل على الواتساب، وفعلا قضيت له غرضه، وتواصلت معه بأدب، لأنني كنت أظن أنه يتعامل بإنسانية وعلى سجيته، فبادلته حسن معاملته بأحسن منها، وهذا هو طبعي مع الجميع.
فلو كنت أطلب تزكية كما يزعم، لطلبتها منه، ولطلبتها من شيوخه الذين هم أكبر منه، ومنهم من يحترمني.
فانظروا لهؤلاء المتطرفين، كيف يمارسون سرا، ماينكرونه علنا، لأن سوق المزايدات وادعاء الورع، والتظاهر بالشدة في الدين، سوقه رائجة كسوق التفاهة، وجمهوره التافه عريض.
ورغم أن التدوينة التي نشرت، قلت فيها أن الصديق المتدين هو من بادر لكتابة إهداء لي، إلا أن هذا المتطرف الكذاب، يقول إنني أنا الذي سعيت لطلب التزكية.
أي تزكية سأطلب، ومن من؟
وماقيمتها وجدواها ونفعها وأهميتها؟
وهل أنا في حاجة لها؟
ثم أنا أعلم أن أي شخص متدين، سيثني علي، ستسقط قيمته ومكانته عند المتدينين، بسبب عقيدة الولاء والبراء الوهابية الإرهابية، التي تم زرعها في عقول المتدينين.
فما قيمة تزكية شخص أنا أعرف أنه بمجرد أن يسجلها في حقي، سيتم إسقاطه؟
هذا العقل السلفي المسكين، الذي لاينظر أبعد من أرنبة أنفه، يريد أن يستعدي الجميع، ويحارب الجميع، ظنا منه أن الناس ينصاعون لتطرفه وإرهابه، أو أنهم بحاجة إليه، سيتوددون إليه إذا تعامل معهم بعقيدة الولاء والبراء الإرهابية الداعشية، التي تدعو إلى الكراهية والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد.
فبحسب هذا السلفي، كان على صديقي المتدين ان يلعنني ويسبني ويشتمني إذا لم يجد سبيلا لقتلي، لكي يكون مسلما حقيقيا.
وكان علي أنا بعد تعامله الإنساني معي، أن لا أشكره، لأن ذلك بمثابة طلب تزكية أنا في حاجة إليها، وبدونها حياتي متوقفة.
فانظروا لهذه العقول التافهة، وهذه الكائنات المسكينة.
التدوينة بكل بساطة، وجهت فيها كلمة شكر، وأشدت بنوع من المتدينين، الذين أنا لست في حاجة لهم، ولا هم في حاجة إلي، لكن لأننا نريد التواصل والتحاور والتعايش، فإننا نشجع كل من يسعى لذلك.
أما من يسبنا فسنسبه، ومن يلعننا سنلعنه، ومن يحاربنا سنحاربه، ومن يستهزىء بأفكارنا، سنهتزىء بأفكاره، ومن حرض علينا سنحرض عليه.
الأمر بسيط جدا، وليس كما يتصوره العقل السلفي المتخلف.
استشهد هذا السلفي بآية ودوا لو تدهن....
ورغم أنني لا أريده لا أن يدهن ولا أن يصبغ...
ولكن ما المشكلة في هذه الاية، اذا أرادك شخص أن تكون مسالما ليكون معك مسالما، هل في ذلك أي عيب؟؟؟
لكن أنت في النهاية حر، فنحن لانطلب ود أحد، ولاتزكيته ولا اعترافه.
ومن اختار محاربتنا سنحاربه، ومن اختار مسالمتنا سنسالمه، ومن اختار مداهنتنا سنداهنه...
ومن عنده القدرة على استئصالنا وإبادتنا، فليفعل ولايتردد، لكنها شنشنة نعرفها من أخزم، كل ذلك الصراخ السلفي ورفع السبابة بالتهديد والوعيد والإرغاء والإزباد والتكشكيش، وتكفير الناس وتبديعهم والدعوة لمقاطعتهم ومحاربتهم، ومحاولات تقسيم المجتمع، ومحاربة المؤسسات والأحزاب... كل ذلك وعلى مدى عقود، هو مجرد ضرطة في فلاة، لاتأثير لها.

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow