تشخيص عصيد لوضعية السودان و تصوره للخروج من أزمتهم

تشخيص عصيد لوضعية السودان و تصوره للخروج من أزمتهم

معضلة السودان منذ عقود طويلة ما زالت لا تبدو قريبة من الحل، وتتمثل في رفض الجيش الإبتعاد عن السياسة، وإصراره على  ممارسة الحكم المباشر عوض احترام الحكومات المدنية المنتخبة.
عندما كان الصراع قائما بين الشعب السوداني والعسكر في الانتفاضات الأخيرة كان الأمر واضحا، فالشعب يريد إسقاط حكم العسكر وإقامة دولة مدنية لا عسكرية ولا دينية (حيث كان العسكر متحالفين  مع تيار "الإخوان المسلمين" منذ 1989، عندما قاموا بانقلاب على حكومة منتخبة ديمقراطيا). 

وقد تظاهر الجيش بعد انتفاضة 19 دجنبر 2018 وما بعدها من أحداث  بالتنازل لقبول اقتسام السلطة، لكنه انقلب مرة أخرى ليخون الإرادة الشعبية، وهو اليوم قد أدخل البلد في حرب أهلية بين الجيش وقوات التدخل السريع التي - مثل الجيش - تريد الحفاظ على مصالحها ولوبياتها ومراكز نفوذها في الدولة بعد أن استعملتها المخابرات في ارتكاب جرائم كثيرة خاصة في  دارفور.

لن يعيش السودان الاستقرار والتنمية ما دام الجيش لا يرغب في الابتعاد عن السياسة التي هي شأن مدني. وعلى القوى الشعبية أن تلم شتاتها لكي تواجه بطرق الاحتجاج السلمي مرحلة ما بعد الحرب الحالية،  وألا تتنازل عن المطلب الرئيسي: إسقاط حكم العسكر، دون ارتكاب الخطأ  السابق الذي قامت فيه بعض القوى المتظاهرة بشخصنة المشكل، والمطالبة برحيل مجرم الحرب عمر البشير كما لو أنه وحده المشكل، ذلك لأن الأمر لا يتعلق بالأشخاص العابرين، بل بنظام عسكري مستحكم له أذرع وآليات، ويستطيع باستمرار التضحية بالأشخاص وتقديمهم أكباش فداء لكي يستمر.

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow