جامعة كولومبيا الأمريكية: قائدة في تشكيل الرأي حول القضايا الإنسانية
إنها ليست اي جامعة، بل هي جامعة كولومبيا الأمريكية، منها انطلقت في الستينات التظاهرات التي أدت إلى ايقاف الحرب ضد الفييتنام، منها انطلقت التظاهرات ضد نظام الميز العنصري في أمريكا والتي أدت إلى تحقيق المزيد من الحقوق المدنية والاجتماعية .
من جامعة كولومبيا انطلقت تظاهرات 1968 التي أثرت في العالم، وحين وصلت الى فرنسا ، اصبحت جزءا من التاريخ الفرنسي الذي حدد معالم الدولة الفرنسية الجديدة.
جامعة كولومبيا التي انطلقت منها التظاهرات التضامنية المساندة لغزة، ليست اي جامعة ، حين أسستها بريطانيا سنة 1754 كانت تريدها حامعة للملوك ، وكانت بالفعل جامعة للملوك ...ساهمت في تكوين اهم الشخصيات التي تؤثر في امريكا والعالم ... تخرج منها ثلاث رؤساء اميركيين، وعدد كبير من السياسيين والعلماء والحاصلين على النوبل... اختيرت سنة 2015 افضل جامعة امريكية.
من هذه الجامعة، ومن قلب نيويورك خرج طلاب امريكيون للتعبير عن تضامنهم الكامل مع غزة وفلسطين مطالبين بوقف الحرب... وتحرير فلسطين.
من اكثر الشعارات اثارة التي رفعها هؤلاء الطلاب: " إن تحرير غزة يحررنا." ...من كان يصدق هذا الشعار؟ حين كان الفلسطينيون يقولون لنا وبيوتهم تهدم فوق رؤوسهم باننا نناضل نيابة عن الجميع...لم يكن يصدقهم احد...لكن يبدو ان طلاب جامعة كلومبيا صدقوا ان تحرير غزة يحرر الجميع...لذلك ونظرا لناريخ جامعة كلومبيا المؤثر ...تخوف المسؤولون الامريكيون، فقاموا بعقوبات صارمة اتجاه الطلاب المتظاهرين، مثل ايقافهم ليس فقط عن الدراسة في الجامعة ولكن في كل الجامعات الامريكية بشكل عام، ومنع انخراطهم مستقبلا في مؤسسات العمل التابعة للدولة...مما زاد من تأجيج الاحتجاج والغضب الطلابي وانطلاق التضامن معهم ومع غزة الى جامعات أخرى.
استضافت قناة الجزيرة احد هؤلاء الطلاب المفصولين وسألته : " هل انت نادم على المشاركة في هذه النظاهرات بعد ايقافك؟"
اجاب الطالب: " بعد عشر سنوات ، اذا قيل لي لقد قامت امريكا بالمساهمة بالابادة في حق الشعب الفلسطيني، سأقول بكل فخر بأنني خرجت للاحتجاج وعبرت عن رفضي."