كيف تكتسب الذكاء العاطفي ؟

كيف تكتسب الذكاء العاطفي ؟
الذكاء العاطفي Emotional Intelligence - EQ
الكثيرون يسمعون كلمة "ذكاء عاطفي", لكن ما معنى هذا المصطلح في علم النفس ؟
سأتجاهل هنا أي استخدام في العلم الزائف, وأركز فقط على استخدام المصطلح بين علماء النفس ...
يُعرف الذكاء العاطفي على أنه يجمع هذه المكونات :
1. الإدراك الذاتي Self-Awareness
2. التنظيم الذاتي Self-Regulation
3. التقمص Empathy
4. المهارات الاجتماعية Social Skills
5. معرفة الدافـع Motivation
لنبدأ من الإدراك الذاتي ..
1. الإدراك الذاتي Self-Awareness
هذه الكلمة لا تعني هنا "الوعي" .. قد يكون الجميــع لديه وعي, لكن فقط بعض الناس لديهم مستوى عالٍ من الإدراك الذاتي في كل لحظة.
مثلا : إذا أحسست بالراحة أو السعادة بعد استيقاظك صباحا, أو اذا احسست بتعكر للمزاج في وقت غروب الشمس... فهذه الأحاسيس تدخل فيما نعرفه بالوعي أو تجربة الوعي Conscious experience , أو ما نسميه الكواليا Qualia ... يعني جودة التجربة : ما يعنيه أن تحس بذلك.
لكن الإدراك الذاتي Self-Awareness شيء مختلف ... إنه تلك القدرة على تفهم لماذا تحس بذلك.
الطفل الحديث الولادة أو الذي عمره 5 سنوات لديه الكثير من تجارب الوعي , لكن ليس لديه ادراك ذاتي, كان يجري ويلعب فجأة سقط على رأسه وبدأ يصرخ ويبكي...
لكنه منغمس في ذلك الاحساس الذي يحس به.. بدون معرفة للسبب الذي يجعله يحس بما يحس به من حزن أو خوف أو غضب أو غيره. هو فقط يحس, لكنه لايفهم ... لأنه يملك وعيا (يجعله يحس بالشيء) , لكنه لايملك إدراكا ذاتيا (لهذا فهو لايعرف لماذا يحس بما يحس به أو كيف يتفاعل معه).
بالتالي : لكي تحسن مستوى الإدراك الذاتي عندك, ينبغي أولا أن تفهم ماهو هذا الإدراك ... أغلب البالغين لديهم هذه القدرة, المشكلة تكمن في أنهم متفاوتون في درجتها : هناك من لديه ادراك ذاتي ضعيف , هناك من لديه ادراك ذاتي عالِ ...الخ.
أما كيف تحسنه, فهناك الكثير من الأمور تجعلك أفضل في مراقبة نفسك : التأمل, عدم الانغماس في الأشياء والمؤثرات حولك, عدم الانغماس في المستقبل أو الماضي ... والتركيز أكثر على ردود أفعالك واحاسيسك لتفهم المنطق الذي يحكمها.
هكذا فقط يمكنك أن تكون الحاكم على نفسك, عوض أن تكون مجرد مشاهد تحركه الظروف يمينا ويسارا...
الانسان الذي يفتقد للإدراك الذاتي يحس بأن يومه يسير بطريقة خارج إرادته : يستيقظ صباحا, يفعل الكثير من الأمور بشكل آلي, ثم يتفاجأ بأن اليوم قد مر بسرعة... وطول الوقت وكل تصرفاته مجرد ردود أفعال لما يحدث في الخارج, ليس لديه الوقت لكي يفهم لماذا يفعل ذلك.
2. التنظيم الذاتي Self-Regulation
يسمى كذلك التنظيم الانفعالي الذاتي, وهو القدرة على فهم وضبط الأحاسيس في كل لحظة .. مثلا : نفترض أن احدهم قد أغضبك وأردت أن تفرغ فيه غضبك في تلك اللحظة..
شخص لديه قدرة كبيرة على التنظيم الذاتي, سيغضب, لكنه لن يجعل الغضب يستولي عليه لتلك الدرجة : لأنه دائما يُخضع ما يحس به للوظائف العقلية العليا Higher mental functions ...
العاطفة تكون سريعة, بينما القدرة على تنظيمها عملية بطيئة : قبل أن يفعل الشخص الذي أحس بالغضب أو الحزن أو السعادة شيئا أخرق, لابد أن يمرر ذلك الاحساس من الوظائف العقلية العليا للدماغ ( التي توجد في القشرة المخية الحديثة newcortex و الفص الجبهي frontal lobe) ...
يحلل الموضوع بشكل جيد, ثم يعرف ما الذي سينتج من ذلك التصرف العاطفي الأخرق, ثم سيعود إلى الخلف قليلا, ويقوم بضبط العاطفة.
ما معنى ضبطها؟
يعني ذلك أن يفهم أولا لماذا أحس بالغضب ... ثم يفهم أولا لماذا أراد فعل سلوك أخرق (كالرغبة في طعن الشخص الذي أمامه بسكين) ... ثم يقرر داخليا أن يتعايش حاليا مع هذا الإحساس وهذه الرغبة, وينتظر قليلا حتى تمر ...
الضبط هنا لايعني بأن تكون غاضبا ثم تجعل نفسك سعيدا .. هذا مستحيل.
ما يعنيه هو أن تعطي الاحساس الداخلي بعض الوقت حتى يختفي, لكن تعطيه الوقت عن طريق عدم التفكير في ذلك : مثلا , تأخذ نفسا عميقا, ثم تركز على تنفسك, وتجعل الأفكار تختفي شيئا فشيئا.
ثم عندما تحس براحة أكبر, عندها فقط تبدأ بالتفكير في الموضوع الذي جعلك غاضبا في البداية, لكن هذه المرة بدون غضب (لأن الغضب لن يجعلك تفكر بشكل جيد).
لاحظ معي بأن هذه المهارة مرتبطة بالمهارة السابقة, من الصعب عليك أن تنظم الغضب, إذا لم تكن تدرك نفسك عندما تغضب.
الشخص الذي ليس لديه ادراك ذاتي لنفسه في حالة الغضب, من الصعب عليه أن يتوقف لكي يفكر في السبب في ذلك وكيفية ضبط العاطفة, ما سيحدث هو أنه سيرى ويسمع ما يحدث حوله, لكنه لن يكون مدركا لفظاعة الجريمة التي سيقدم عليها.
لهذا السبب أغلب المجرمين الذين قاموا بجريمتهم في لحظة من الغضب أو الحزن يقولون بأنهم كانوا يـعون ما يفعلونه, لكنهم لم يكونوا يدركونه : اللحظة بالنسبة لهم مرت بسرعة كبيرة جدا, وبشكل ضبابي.
لو سألته وهو جالس في زنزانته : لقال لك بأنه نادم على ما فعل وأنه تسرع ولم يتحكم في نفسه ولا في مشاعره في اللحظة التي قام فيها بالجريمة.
هذا بسبب غياب الإدراك الذاتي : العاطفة قد تجعل الانسان يفشل في إدراك نفسه ذاتيا, وإذا لم يكن يدرك نفسه, يصبح أي ضبط للعاطفة أمرا شبه مستحيل, وتمر عليه تلك اللحظات كما لو كان مجرد حلم.
3. التقمص Empathy
التقمص العاطفي Empathy هو القدرة على إدراك ما سيحس به الآخرون عندما تفعل أو تقول كذا وكذا. إنه القدرة على وضع نفسك مكان شخص آخر في كل لحظة, هذا سيساعد على ضبط السلوك وردود الأفعال التي ربما قد تؤذي شخصا آخر.
مثلا : نفترض أن سمير يحس بالكآبة, ويقول أي شيء سلبي يرد في عقله.
في هذه اللحظة التي يحس بها بهذا الإحساس, قد يتم تثبيــط القدرة على التقمص العاطفي داخل عقله, فيبدأ يقول كلاما كان من الأفضل ألا يقوله أساسا, لأنه يؤذي (من حيث لايدري) الأشخاص المحيطين به.
مثلا قد يقول : أنا وحيد في هذا العالم, لا أعرف أحدا, ولا أرى فائدة في أي شخص, والجميــع يبحث عن مصلحته الشخصية ...
خلال انغماسه في احساسه بالكآبة, بدأ سمير يتحدث بأنانية واضحة جدا.
هو لا يدرك بأنه يقول كلاما يقوم بتسميم الذين يستمعون إليه, تصور معي مثلا أن والديه أو اخوته أو اصدقاءه أو احد اقاربه يستمعون إليه في تلك اللحظة : ما الذي سيفهمونه ؟
ما سيفهمونه ببساطة هو أنهم عديموا فائدة في حياة سمير, قد يحسون بالغضب لأنه نسي كل ما فعلوه من أجله, أو يحسون بالحزن لأنهم لم يصلوا الى مستوى تطلعات سمير , أو يحسون بأنهم اشخاص سيئون فعلا.
السبب في هذا هو أن سمير استسلم للاحساس بالكآبة وتلقب المزاج, فجعله هذا يفقد المهارة الأولى (الإدراك الذاتي) ...
فقدانه للإدراك الذاتي جعله عاجزا عن تنظيم احاسيسه وتصرفاته (هنا كلامه), فبدأ يقول أي كلام ... هنا نرى فقدان المهارة الثانية (التنظيم الذاتي).
وكذلك بسبب كونه غير قادر على تنظيم العاطفة والسلوك, استسلم للكلام وقول أي شيء يرد في عقله. ما أدى الى فقدان كامل للقدرة على التقمص (وضع نفسه مكان الآخرين في اللحظة التي يتحدث فيها بتلك السلبية).
4. المهارات الاجتماعية Social Skills
المهارات السابقة مهارات فردية (يعني متعلقة بالفرد نفسه), هنا هذه المهارة متعلقة بالفرد ضمن الجماعة...
المهارات الاجتماعية تعني : القدرة الجيدة على الاستماع , والفهم , وادراك سياق الكلام, والمجاز , و لغة الجسد, وتعابير الوجه...
وكذلك القدرة الجيدة على التعبير اللغوي (سواء بشكل فكاهي أو جدي) .. بمعنى أن تكون لغة الجسد و تعابير الوجه متناسقة ومقبولة ضمن سياق اجتماعي (وهذا السياق الاجتماعي يتغير حسب الجماعة أو المستوى : لغة الجسد بين الاطفال مثلا مختلفة عن لغة الجسد بين البالغين, لغة الجسد بين النساء مختلفة عن لغة الجسد بين الرجال... وهذه مختلفة عن لغة الجسد في سياق مهني ...الخ).
لكن عموما : المهارات الاجتماعية هي القدرة على التواصل, بشكل يجعلك مقبولا ضمن الجماعة...
نفترض أن سمير لديه كل المهارات التي تحدثنا عنها فوق, لكن ليس لديه مهارات اجتماعية. ماذا سيحدث لو كان يوجد في حفل, بحيث أنه قد أغضبه أحدهم بين الحضور.
بما أن سمير يملك المهارة الأولى (الادراك الذاتي), فإنه سيدرك سبب غضبه في تلك اللحظة, ويقوم بتسليم ملكات التفكير للوظائف العقلية العليا للدماغ , يعني سيقرر داخليا بأنه لن يتصرف بشكل عاطفي.
وهو, في غضبه, سيقرر كذلك استخدام مهارة التنظيم الذاتي, يعني أنه سيأخذ نفسا عميقا, ويحاول التركيز في اللحظة الحالية, ويحاول تحليل الموضوع (مثلا سيطلب منهم ان يتركهم يختلي بنفسه قليلا ليفكر ويقرر ماذا سيفعل حيال الشخص الذي أغضبه), ثم يعود بعدما قام بتنظيم احاسيسه وافكاره.
ولأن لديه مهارة التقمص العاطفي , فسيستخدمها كذلك, لمعرفة ما سيحس به الآخرون عندما يبدأ بالسب والشتم ... لهذا فلن يتجه الى هذا الخيار, سيبقى هادئا وباردا , والأفضل دائما في لحظة الغضب التزام الصمت, لاحاجة لقول شيء ليس من ورائه أي فائدة.
لكن, صديقنا يفتقد للمهارات الاجتماعية, ما الذي سيحدث ؟
ما سيحدث هو أنه سيكون عاجزا عن ايصال الرسالة للآخرين, بأن هذا الشخص فعل شيئا و أنه غاضب و غير راضٍ على ذلك التصرف.
هو يريد أن يوصل تلك الرسالة, لكن مهاراته الاجتماعية ولغة الجسد (الطريقة التي يتحدث بها و الطريقة التي تبدو بها تعابير الوجه) غير مناسبة لذلك الظرف.
مثلا : تصور معي أنه غاضب وفي نفس الوقت يضحك لأن شخصا آخر قال نكتة .. الغضب يأكله من الداخل كلما نظر للشخص الذي أغضبه, لكنه يضحك مع ذلك بين الجماعة.
هذا ليس من المهارات الاجتماعية في شيء, النفاق ليس مهارة اجتماعية.
المهارة الاجتماعية هي أن توصل ما تريد ايصاله بالفعل, أن تقول ما تحس به, وتجعل الآخرين يعرفون بأنك غاضب, لكن بدون قول شيء خادش, وبدون شتم, ولا ايذاء لأحد... ينبغي أن تكون هادئا رزينا, وتوضح بلغة جيدة بأنك غير راضٍ.
الأشخاص الذين يعجزون عن التعبير عما يحسون به (بسبب عدة اضطرابات : مثلا طيف التوحد, أو اضطراب الشخصية الاجتنابية, أو الشخصية الشبه فصامية Schizoid , أو الشخصية الفصامية النوع Schizotypal ... هذه كلها يعاني المصابون بها من تدني المهارات الاجتماعية, ببساطة لايعرفون كيف يعبرون عما يحسون به داخليا, وحتى ولو عبروا عنه سيبدو تعبيرهم غريبـا وغير مفهوم ) ...
5. معرفة الدافـع Motivation
هذه مشكلة نراها عند الكثير من البشر... الكثيرون لايعرفون الدافــع من عملهم أو حياتهم بشكل واضح. هذا أيضا علامة على تدني الذكاء العاطفي من هذه الناحية.
ليس في المواضيـع الكبرى فقط, بل حتى في مواضيع صغيرة : يستيقظ, يتناول فطوره , ولا يعرف ما الذي يريد فعله خلال اليوم : ليس لديه دافع داخلي لفعل أي شيء. هذا في الأمور الصغيرة.
أما في الأمور الكبيرة : كالهدف من الحياة, أو الهدف الذي تريده من عملك, فقد يكون الانسان عاجزا عن تكوين صورة واضحة لما يريده بالفعل.
تسأله : هل تريد أن تتبـع تخصص الطب؟ أم تريد الهندسة أم ماذا؟ يجيبك : ليست لدي صورة واضحة اطلاقا, لا أعرف ما الذي أريده .
لن تصدق كم عدد الناس الذين هم هكذا... الكثيرون يعانون من هذه المشكلة.
السبب فيها غالبا هو أن الانسان لايعرف قدراته الشخصية بشكل جيد, ولايعرف ما الذي يجد فيه المتعة بشكل جيد, ولايعرف ما هي مبادئه بشكل جيد, ولايعرف ما الذي يتقنه بشكل جيد...
من كل هذا, أهم واحد هو المبادئ : البعض ببساطة لايعرف المبادئ التي يريد اتباعها من الحياة.
لو نظرت إلى أغلب الناجحين سترى بأن هناك مبدأ يحكم حياتهم : مثلا , أنجح رجال الأعمال تجد لديهم مبدأ لا يتغير : الرغبة الكبيرة في جعل العالم مكانا أفضل ... خذ مثلا ستيف جوبز , لم يكن الهدف الذي يحكمه هو المال, بل تحسين الطريقة التي يستخدم بها الناس الحاسوب, وجعل الحاسوب أداة مفتوحة على عامة الناس (عوض احتكارها من قبل المؤسسات) ...
خذ مثلا مارك زاكربرغ, المبدأ الذي يحكمه (في بداية الفيسبوك) هو أن يجعل التواصل بين الناس يتم بطريقة مختلفة وبشكل أفضل.
صحيح أن هؤلاء وغيرهم لديهم اهداف مادية (جميعنا لدينا أهداف مادية), لكن الأهداف المادية ينبغي ان تكون ضمن سياق مبدأ معين, يعطيك الدافع وراء ما تريد تحقيقه ...
مثلا :
أنت لا تعرف هل تريد دراسة الطب أم الهندسة.
ببساطة لأنك لا تعرف المبدأ الذي تريد أن تقوم عليه حياتك, الشيء الذي يعطيك درجة من الرضى بالنفس تستمر معك حتى موتك, شيئ يتذكرك به الآخرون...
كل ما تعرفه هو أنك تريد ايجاد وظيفة وراتبا شهريا, كل ما تعرفه هو ما فرضه عليك المجتمع بالفعل ... أما غير ذلك : فأنت لا تعرفه.
جميعنا نريد ايجاد وظيفة وتحقيق راتب شهري, هذا ليس هدفا, هذا مجرد ضرورة. الهدف عادة يكون أسمى من المال وأسمى من كل شيء.
في أحد الفيديوهات التي شاهدتها قبل مدة, كان ايلون ماسك يبكي بحرقة بعدما فشل في أحد اهدافه في شركته للصناعة الفضاء SpaceX
قلت في نفسي : هذا الشخص لديه ثروة من ملايير الدولارات, لماذا يبكي اذن؟
ثم فكرت في أن المال ليس كل شيء, هو يبكي لأنه لم يحقق هدفا كان قد وضعه, هدف في سبيل أحد المبادئ التي وضعها لنفسه... صحيح أن بكاءه يبدو للشخص العادي أمرا غبيا ومضحكا, لكن بالنسبة لإيلون ماسك (يعني لو كنت مكانه في تلك اللحظة) لرأيت ولفهمت لماذا يبكي ... اذا استخدمت الإدراك الذاتي.
الدافع ليس هو كسب المال, هذا هدف موجود عند الجميــع, لكن ماهو الدافع الذي يجعلك تكون طبيبا عوض مهندس؟ أم مبرمج حاسوب عوض فيزيائي ؟ ...
ربما ليس لديك دافع motivation , ربما أنت تعاني من ضعف في هذه النقطة , بالتالي : اخترت وظيفتك ليس لأن لديك دافعا مسبقا (ناتجا عن فهمك لنفسك و مهاراتك ومبادئك), بل لأنك تقوم بما ينبغي فعله (ايجاد وظيفة وتحقيق دخل شهري).
ماذا عني شخصيا, هل لدي ذكاء عاطفي EQ جيد ؟
الحقيقة أن ذكائي العاطفي لابأس به (ليس جيدا ولا سيئا) , هذا رغم أني استطيــع فهم الموضوع بدقة, وقرأت الكثير من الكتب في علم النفس, وأستطيع كتابة مقالة فيه بشكل جيد.
1. الإدراك الذاتي : الادراك الذاتي عندي جيد ... أعطيه 8 من 10 ... في كل لحظة من الصباح وحتى المساء, أرى ما أحس به يمر من أمامي, وأنا من يقرر هل سأجعله يتحكم في أم لا .. قليلا ما تتغلب علي العاطفة وأفقد السيطرة , وغالبا ما اتحكم فيها.
2. التنظيم الذاتي : التنظيم الذاتي عندي أيضا جيد ... أعطيه 8 من 10 ...التنظيم الذاتي كذلك, عندما احس بالغضب أو السعادة أو الحزن , فأنا ألتزم الصمت غالبا, وأقوم ببعض التأمل حتى تسكن نفسي قليلا. لهذا أبدو هادئا ومتحفظا تماما في السعادة والحزن والغضب وغيره.
لأن مبدئي الأول هو أن العاطفة تأتي بعد التفكير العقلاني : أنا لا أتصرف إطلاقا بطريقة عاطفية, وكل تصرفاتي تتم بعد تمرير ما احس به من مقص الملكات العقلية العليا.
هذا يجعلني أبدو مملا أغلب الوقت, وكل من يراني يقول بأني شخص غير متهور, وغير مزعج, ويتحدث بهدوء... السبب هو أني لا أقوم بردود أفعال عاطفية اطلاقا, وقليلا ما أفعل ذلك. حتى عندما أكون في قمة السعادة .. لا أقفز, ولا أرقص ولا أحتفل, بل أفكر في أن ما حدث جميل, ثم أستمر في عملي.
لا أعرف ان كان هذا أمرا جيدا أم سيئا, لكني هكذا دائما.
3. التقمص : هذا أيضا عندي ممتاز, دائما عندما أقول شيئا أو أفعل شيئا أفكر في احساس الآخر, أعطيه 8 من 10 ... وحتى عندما أقول شيئا, أفكر بعد ذلك وأعتذر ان كان يتطلب الأمر ذلك.
4. المهارات الاجتماعية : هذه عندي ضعيفة جدا ... هذه أعطيها 2 من 10 ...
مثلا : عندما يتحدث الناس حولي, أجد صعوبة في التفريق بين المزاح والجدية, ولدي مشكلة في فهم تعابير الوجه ولغة الجسد عند الآخرين, كما أن المجازات خلال الحديث تمر علي مرور الكرام , من الصعب علي التقاطها, حرفيا يمكنك أن تخدعني أو تكذب علي بدون أن ادرك ذلك.
طبعا, الشيء الوحيد الذي قد يمنعك من خداعي, ليس لغة الجسد أو تعابير الوجه (لأن هذه لا التقطها اطلاقا), بل منطقية الموضوع.
اذا كان كلامك يبدو لي منطقيا, فسأتعامل معه بجدية, حتى وان كان وجهك يقول بأنك تمزح, ببساطة لا أستطيــع رؤية المزاح من تعابير الوجه.
5. الدافع : الدافع عندي متوسط ... السبب ليس عدم وجود مبادئ أو اهداف, بل المشكلة أن لدي الكثير من الميادين التي لدي فيها أهداف, ولا أعرف أيا منها اركز فيه ... أعطيه 5 من 10.
إذن لو أخذت المعدل العام (الذي يمثل الذكاء العاطفي) سيكون حوالي 6 من 10 ...
طبعا, لا أعرف إن كان هذا دقيقا أم لا , ولايهمني أن يكون دقيقا, ربما هو أقل أو أكثر مما أعتقد, لا أعلم.
لكن المثال فقط لكي تفهم ما معنى الذكاء العاطفي EQ .
نقطة أخرى بالنسبة لهذه المعدلات IQ , EQ ...الخ. لا أعتقد بأنه من المهم جدا أن تعرف معدلك في أي منها, السبب هو أن اختبارات الذكاء لا تكون دائما دقيقة , ولايمكن التعبير عنها بعدد بشكل دقيق...
يكفيك ان تعرف نقاط الضعف عندك لمحاولة تحسينها.

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow