تأثير تعاطي الكحول على العقل، و تباين السلوكات بين مدمني الحكول في المجتمعات الغربية و المجتمعات الشرقية

هنالك سؤال يطرح علي كثيرا، يقال لي : 

"بما أنك لا دينية لماذا لا تشربين الخمر، ما المانع؟

أقول لهؤلاء لدي سببي الخاص الذي لا علاقة له بثنائية حلال/حرام، بل من منظور عقلاني صرف، الحجج التي يعتمد عليها الدين من أجل تحريم هذا المشروب واهية وغير مقنعة،  أقيمه بمعيار الخطأ والصواب، فشرب الخمر سلوك خاطئ، لماذا؟

المأكولات والمشروبات وظيفتها هي تغذية الجسم ومده بالطاقة الضرورية، ولها أيضا فوائد أخرى، مثل شرب نوع من المشروبات بهدف التخفيف من آلام الرأس والتقليل من الإحساس بالعياء والإجهاد البدني، لكن عندما يتحول المشروب إلى مخدر للوعي هنا يكمن الخطأ، هو ارتكب خطأ ضد اتزانه النفسي، وليس كما تدعي الأديان، عندما تقول بأن السكر يجعل الشخص يرتكب أفعالا لا أخلاقية مثل الإغتصاب، القتل، السرقة، التعدي على القوانين، هذا يعتمد على حسب شخصية الفرد وتربيته، وعلى سبيل المقارنة بين  فرد في المجمتع الغربي وآخر في مجتمع شرقي/اسلامي، في الغالب يحترم الأول القوانين المدينة عندما يخرج من الحانة و هو فاقد للوعي، لا يؤذي أحدا، لا يكسر الممتلكات، والقانون يعاقبه إذا قاد السيارة وهو في حالة سكر متجاوزا الحد المسموح به من الكحول، أما الأخير الذي يعيش في مجتمع متخلف فيه فوارق طبقية، يعاني الفقر والحرمان وقلة الوعي والتسلط سيشكل خطرا على المجتمع عندما يعاقر الخمر.

شرب الخمر خطر على الوعي، هو وسيلة للهروب من الواقع، من مواجهة المشاكل والأزمات النفسية، يسقط الإنسان في فخ التبعية والإدمان، هروبه يكون مؤقتا فقط، عندما يصحوا الشخص ويعود لوعيه يجد نفسه أمام نفس المشاكل التي حاول الهروب منها، يدور في نفس الدائرة، يمكن للإنسان أن يعتمد على نفسه، يستخدم وعيه/يقظته لكي يتجاوز المعاناة، وهذا هو دور التأمل، الذين يمارسون التأمل لا يحتاجون إلى الخمر، هم دائما في نشوة وانسجام مع ذاتهم، الغرب يقدس الخمر ويسميه مشروب روحي لأنه لم يجد بديلا لتعامل مع وعيه الحاد، العقلاني، فهود لديه حلان إما فقدان الوعي عن طريق شرب الخمر أو اعتناق أديان خرافية تذهب وعيه.