اللجوء قطيعة تامة مع الوطن..بقلم إيزة تيليلا

اللجوء قطيعة تامة مع الوطن..بقلم إيزة تيليلا

يسألني الكثيرون والكثيرات، على مواقع التواصل  الاجتماعي: 

-كيف نصير لاجئين؟؟

سؤال شاق والجواب عنه أَشَقّ..

هناك فرق بين الهجرة كاختيار واللجوء كاضطرار.

هناك لاجئون كثر، أمثالي، لو خيرتهم بين البقاء في دولة اللجوء وبين العودة إلى البلد الأصل مع توفر الضمانات لحماية حياتهم من الخطر، لاختاروا العودة وإلغاء طلبهم، لكن، وللأسف، لاتوجد ضمانات..

قابلت وأقابل طالبات وطالبي لجوء كثر من جميع الدول التي يعاني فيها الأفراد والجماعات من الاضطهاد، من الجزائر وليبيا والمغرب ومصر والشرق الأوسط والسودان والكونغو ومالي والكونغو والسينغال وغيرها من إفريقيا، ومن المكسيك والشيلي والباكستان وأفغانستان وسيريلانكا وهايتي وغيرها من دول الجنوب، لاجئات ولاجئون، هاربات وهاربون وحيدون أو بأطفالهم وأسرهم، تاركين كل شيء وراءهم، خائفون من الموت والسجن والخطف والتعذيب، إما بسبب قناعاتهم السياسية أو معتقداتهم الدينية أو إلحادهم أو ميولاتهم الجنسية أو هويتهم الجندرية..

كل الدول التي يأتي منها اللاجئون هي دول مصنفة عالميا، أسفل مؤشر التنمية وأعلى درجة في خرق حقوق الإنسان..

تتعامل الحكومة الفيدرالية بكندا، ببعض التباين مع نوعين من اللاجئين القادمين من دول بها نزاعات أو تعرف قوانينها مسّا بحريات الأفراد وحقوقهم، فهناك الوافدون من الولايات المتحدة الأمريكية عبر معبر أوشام، أو عبر النقطة الحدودية بين الدولتين، هؤلاء، وحسب الاتفاقية المبرمة بين الدولتين،تقوم كندا باستقبالهم على الفور وإيوائهم والعناية بهم إلى غاية البث في طلباتهم، بينما تعتبر دولة كندا، اللاجئين القادمين عبر المطارات، أشخاصا متميزين، فلا تمنح لهم سرعة الخدمات كالباقين.لكن حق الشغل والتطبيب والحماية الاجتماعية والمساعدة القضائية مضمون للجميع.

لذا، أقول لمن يسأل عن اللجوء، لاتعتبره حلمًا  أو مكسبا أو حتى وسيلة للهجرة، إنه السكين الحاد بين اليدين، يقطع الشريان الذي يربط بينك وبين البلد الذي أحببته يوما كما أحببت أمك، ومهما قست عليك أمك وقرصت أذنك وعاقبتك فأنت تظل تحبها ولاتدري سببًا لحبك الأعمى لها..

لاأتمنى لأي مغربية أو مغربي أن يصير لاجئة أو لاجئا، مثلي، لأن معنى ذلك أني أتمنى لك كراهية أختك وأمك لك واعتداءها عليك، بسبب كتابتك ولادينيتك وتعبيرك عن آرائك..وأن أتمنى لك عنف زملاءك وغدر وزارة التعليم بك وظلم القضاء لك وتربص الجيران بعزلتك ووحدتك واختيارك أن تكون امرأة مغربية مطلقة تهوى العيش وحيدة بهامش بلدها فيتم التحرش بها وابتزازها..

وفي  الأخير، لاأتمنى لأي أحد أن يضع نفسه في مواجهة التطرف الديني أو القمع البوليسي والسياسي بالمغرب ليتحول إلى طالب لجوء..

خيار اللجوء صعب وشاق بينما اختيار الهجرة أكثر قابلية للتفاوض مع القطيعة..

ما هو رد فعلك؟

1
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow