ألبرت هوفمان أول شخص يُنتج مركب ثنائي إيتيل أميد حمض الليسرجيك LSD

هناك مسلسل وثائقي بعنوان How to Change Your Mind
كيهضر على اكتشاف  ألبرت هوفمان العالم السويسري الذي كان مسحورًا بالطبيعة، إذ دفعه ذلك للعمل في الكيمياء للبحث عن إجابات لتساؤلاته. وقد عمل في مختبرات ساندوز  الصيدلانية حيث قام بأبحاثه العملية وأنجز الكثير من الأعمال الناجحة مع نباتات مختلفة واستخلص منها مواد مفيدة.

أصبح مشهوراً جدًا كونه أول شخص يُنتج مركب ثنائي إيتيل أميد حمض الليسرجيك LSD، كونه أول من اكتشفه بالصدفة وبدون قصد وهو يشتغل داخل مختبره على فطر الإرغوت الذي ينمو على نباتات الشليم في 16 ابريل من عام 1943 إذ تسرب عبر اظافر أصابعه بكميات ضئيلة جدا، فتعرّف على تأثيراته القوية. وقال بخصوص اكتشافه الذي سماه بقنبلة الوعي انه  يفوق وقع اكتشاف القنبلة الذرية التي وصفها بالعادية مقارنة المادة التي اكتشفها.

الفضول دفع هوفمان بعد خمس سنوات للعودة إلى هذا المركب، بسبب إثارة تلك المادة لمشاعر ورؤى عجيبة كانت تراوده في سنوات الطفولة وصفها في مقدمة كتابه بالقول: "لا تزال ذكرى تلك السعادة الغامرة التي تملكتني أثناء الطفولة محفورة في ذاكرتي. ففي أحد أيام شهر مايو/أيار، كنت في الغابة بالقرب من بادن بسويسرا، وبينما كنت أتمشى بين أشجارها الخضراء منصتا إلى تغريد الطيور تحت ضوء الشمس، إذا بنور واضح غريب يغشى كل شيء، كان يشع منه ضوء رائع، ينقذ إلى القلب، وكأنه يريد أن يحتويني. وغمرني شعور لا يوصف بالسعادة والتماهي والأمان".

ويقول هوفمان: "كانت تعتريني هذه الحالة من النشوة أكثر من مرة بينما كنت أتنزه في جنبات الغابة والحدائق، وهذه اللحظات شكلت نظرتي للعالم وتيقنت بوجود واقع قوي وخارق للطبيعة ومجهول، يتوارى عن الأنظار" .
 لقد فتح مركب "إل إس دي" آفاقا جديدة للإدراك ألهمت فنانين ومفكرين من رموز الثقافة المضادة، مثل المؤلف ألدوس هاكسلي وعالم النفس تيموثي ليري وفرقة "بيتلز" والمغني جيمي هندركس وبوب ديلان.

وتقول فيلدنغ: " إن عقار إل إس دي هو مركب له تأثير عميق على النفس وغير مفهوم بعد. وفي وقت يخطو الناس فيه نحو عصر تفاقمت فيه الأزمات وارتفعت معدلات الأمراض النفسية بشكل غير مسبوق، وتدهورت الحالة البيئية والاجتماعية والسياسية وزاد الفراغ الروحاني، أصبحنا في أشد الحاجة لتغيير أفكارنا وسلوكياتنا لمواكبة الأوضاع الجديدة ".

لقد ظل ألبرت هوفمان مرتبطًا بقوة بالطبيعة واقترح أنًّ المركب LSD يمكن استخدامه لزيادة الوعي حول مكانة البشرية في الطبيعة بالإضافة إلى فوائده بالطب النفسي. وقد شعر بخيبة أمل من سوء استخدامه كعقار للتسلية.

بالإضافة إلى إجراء تجاربه العلمية فقد ألّف هوفمان العديد من الكتب وكتب أيضًا أكثر من مئة مقال علمي. في عام 2007 ظهر في قائمة أعظم مئة عبقري على قيد الحياة التي تنشرها مجلة ديلي تلغراف.

ظهر هوفمان في مقابلة قبل بلوغه المئة عام حيث وصف مركب LSD بدواء الروح، وكان يشعر بخيبة أمل لأنّ اكتشافه محظور عالميًا لحد الآن لأسباب بعضها مرتبط بمصالح مراكز قوى في عالم صناعة الأدوية. مع العلم أنه كان ناجحاً جدًا في علم التحليل النفسي. ورغم ذلك فقد اعترف أنَّ العقار يمكن أن يكون خطيراً جدًا إذا استخدم بطريقة خاطئة، خصوصًا إذا أُعطي دون إشراف الطبيب لشخص يستخدمه للمرة الأولى.