لماذا نركز على الصفات الجسدية في اختيار شريكنا ؟ علم النفس التطوري يجيبك
■ البنت السابيوسيكشوال هي البنت التي تهتم و يثيرها ذكاء الرجل الأكثر من مظهره الجسدي...في كتاب علم النفس التطوري لديفيد باس يحلل بشكل علمي غالبية صفاتنا النفسية و يرجعها لأسباب علمية متعلقة بالاصطفاء الطبيعي والتطور و صراع البقاء للأكثر لياقة وقدرة على الاستمرار..
من ضمن هذه الصفات هي علاقة الرجل بالمرأة و العوامل النفسية التي تحدد الانجذاب الجنسي..لذالك لانسان عاش %99.99 من تاريخو في الغابات..لذلك جيناتنا مبرمجة على سايكولوجيا الغابات....
▪︎المرأة تنجذب للرجل الطويل ذو الجسد القوي لأنه يحمل مواصفات الرجل الصياد مثلاً والذي يستطيع الدفاع عنها و حمايتها هي و أولادها، تماما متل بودي غارد أكيد ستنتقي الضخم والقوي وليس شخص ضعيف..
حياة الغابة حياة جسدية بحتة لذلك الانتقاء الطبيعي كان في غالبيتو مركز حول الجسد..لكن الانسان مع الأيام أصبحت حياته تتطور و تتعقد و تصعد فيها قوة جديدة غير القوة الجسدية وهي "الذكاء"..
▪︎الذكاء الذي جعل الانسان يهجر حياة الغابات و يصنع الحضارة ...لكن تغيير البرمجة الدماغية يتطلب زمن طويل جدا أبطأ من سرعة تطورنا الحضارية، لذلك نحن اليوم متل انسان بدائي محشور بمكان حضاري لا يشبهه وهاد سبب التخبط الكبير بعلاقاتنا البشرية وبشكل خاص بين الرجل والمرأة..
طبعا هذا انعكس على المرأة بشكل أكبر من الرجل لأن المرأة هي من يقع على عاتقها الحمل والولادة وليس الرجل لذلك هي من يجب ان يختار وينتقي بشكل دقيق والا عرضت حياة اطفالها للخطر..
▪︎سايكولوجيا امرأة الغابة اعتمدت بشكل شبه كامل على الرجل في أمور الحماية وتأمين الطعام(الصيد)، بينما اليوم في ظل الحضارة لم تعد بحاجة له، مع ذلك هي لاتستطيع الفكاك من برمجتها الجينية البدائية لذلك نرى اليوم نساء (سنغل) ناجحات جدا بحياتهن ويمتلكن كل شيء ولكنهن يشعرن دائما بنقص ما أو خوف في اعماقهن اذا لم يكن هناك رجل في حياتهن..
عقل المرأة معقد أكثر من عقل الرجل لان البرمجة الانتقائية التي تحتويها معقدة بسبب تعقيد متطلبات البقاء..
لذلك كنوع من الحلول عاشت البشرية لفترة طويلة من حياتها بتجمعات بشرية لايوجد فيها علاقات ثنائية وانما علاقات يكون فيها الجميع للجميع بما فيهم الأطفال..لايوجد ملكية خاصة..
ماتزال برمجة العلاقة المتعددة موجودة عند المرأة وهذا ما يفسر العلاقات خارج الزواج..
▪︎طبعا العلاقة المتعددة عند الرجل لاعلاقة لها بهذه التجمعات وانما لان الرجل لايقع على عاتقه الحمل لذلك جيناته الذكورية تسعى لنشر بذورها (النطاف) في أكبر كمية ممكنة من الأرحام..
يذكر ديفيد باس تجربة علمية قامت بها احدى الجامعات الأمريكية على رجل و زوجته، فقد قاموا باخذ عينة من السائل المنوي للزوج وحساب عدد النطاف فيه، ثم قاموا باخفاء المرأة (زوجته) عنه لمدة ثم اعادوها من جديد و اخذوا عينة اخرى من السائل المنوي للرجل فكانت هنا المفاجأة!
لقد ارتفع عدد النطاف في السائل المنوي للرجل لعشر اضعاف العدد الأصلي(كان عدد النطاف 750 مليون نطفة في السنتمتر مكعب)..
▪︎حدث ذلك بشكل بيولوجي بحت خارج ارادة الرجل ووعيه..والسبب أن الجسد حينما غابت المرأة عن عينيه افترض انها أقامت علاقة مع رجل آخر لذلك لينافس نطاف الرجل الآخر قام برفع عدد النطاف بهذا الشكل الكبير!
و العلاقات المتعددة عند انثى الانسان هي سبب وجود عدد هائل من النطاف في السائل المنوي للرجل..
حسب دراسة علمية يقدمها باس في الكتاب فالقردة العليا كالشمبانزي مثلا يمتلك أكبر حجم خصية و سائل منوي بالمقابل انثى الشامبانزي تقيم معدل 13 علاقة متعددة مع الذكور مختلفين خلال العام..
▪︎بينما الغوريلا مثلا يمتلك أصغر حجم خصية و سائل منوي وبالفعل وجد العلماء ان انثى الغوريلا تكتفي بعلاقة واحدة فقط مع ذكر واحد خلال العام..
يأتي الإنسان في المنتصف بين الشمبانزي و الغوريلا...فانثى الانسان علميا تقوم بمتوسط علاقة من 4 الى 5 ذكور خلال السنة..لذلك حجم الخصية و السائل المنوي عند ذكر الانسان أكبر من الغوريلا..
▪︎الايديولجية الدينية هي أحد نتاجات علم النفس التطوري للسيطرة و التحكم على العملية الجنسية الانتقائية هذه..
باختصار الموضوع معقد جدا وقد لعبت فيه العشوائية والنقلة الحضارية من الغابة للمدينة دور كبير لذلك نجد علاقات الرجل بالمرأة و الزواج اليوم معقدة جدا وغير مفهومة وبشكل خاص عند المرأة..
▪︎ربما العلم مستقبلاً هو من سيصلح هذه الفوضى التطورية التي برمجت عقولنا بشكل ارتجالي غير موجه و تتسبب بالكثير من المتاعب النفسية لنا اليوم..