كيف نجحت السخرية في التعبير عن مشاعر الانسان الأكثرتعقيدا

كيف نجحت السخرية  في التعبير عن مشاعر الانسان الأكثرتعقيدا

■ السخرية أو النقد الساخر هو فن والقليل من يبدع فيه لأنه ليس سهلا بالمرة أن تكون ناقداً ساخراً وخاصة في مجال الجدل الديني لأنو طوال ل 14 قرن كان غير المسلمين في الشرق و شمال إفريقيا غير قادرين على نقد الإسلام..وظهرت فقط بعض الإشارات والتلميحات في كتاباتهم وأقوالهم ..حتى ظهرت وسائل الإعلام الحديثة من قنوات فضائية وأنترنت وأصبح من الصعب السيطرة على ما يقوله الآخروون .. ■ يتميز النقد الساخر بقدرته على تحطيم الطابوهات ونزع هالة القدسية عن العقائد الدينية.. فالسخرية تجعلنا نضحك على أمور لم نكن نجرؤ من قبل على الخوض فيها.. وهذا قد يشعل فتيل الغضب وتشدد البعض لكنه يدفع بالكثيرين إلى التفكير بصورة مغايرة تماما.. فعندما نسخر من المقدسات او شخصيات مقدسة هذا لا يعني أننا نسيء للمقدسات أو لمن يقدسها.. ابدا إننا فقط نمارس حقنا في التعبير وهذا الحق مكفول للجميع .. هذا من جهة، من جهة أخرى.. ■ نجد ايضا أن الديانات التوحيدية قد سخرت من الديانات التعددية ومن آلهاتهم.. فنجد في القصة القرآنية أن إبراهيم حطم تماثيل آلهة أبيه والسخرية منهم قائلاٌ: أفلا تأكلون..مالكم لا تنطقون!! وأيضا نجد في الكتاب المقدس أن النبي إيليا يستهزئ بأنبياء البعل وبربهم قائلا ً " ادعوا بصوت عال لأنه إله لعله مستغرق أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم فيتنبه" . ● إذن السخرية والنقد ذو الطابع الفكاهي ليست أمور غريبة عن النقاش الديني بشكل عام..لكن المعضلة هي أننا في مجتمعنا المتخلف نتصور دائما أن مقدساتنا لا يمكن المساس بها ..ونعتقد أنه علينا إجبار الغير مؤمنين بمعتقداتنا وعلى احترام ديننا من منطق القوة والإستعلاء الديني.. ■ يقول حسن الراوي في توصيفه للكتابة الساخرة كما أوجزها: " تعتبر الكتابة الساخرة الواعية من أجمل أنواع الكتابات وأصعبها بلا شك، فالسخرية الحقّة هي قمة الإحساس بأهمية الأمر، وهي الضحكة المُرّة بوجهٍ باسم، وهي الشعور الحزين بثوب متفائل، وهي المعبر الكبير نحو الأمل رغم زيف الضحكات. لن تكون الكتابة الساخرة كتابة جميلة إلا بتمييز الكاتب الفرق بين السخرية المسؤولة الواعية ... وبين السخرية لمجرّد السخرية ولمجرّد الاستنقاص من قدر الآخرين والتجريح بهم. الكتابة الساخرة تريد من الكاتب قبل ارتكابها أن يمسك في يده مشرطاً لا قلما، حتى يكون دقيقاً في سير سطوره، وحتى يتسنى له أن ينتقل من فقرة لفقرة بخفة وسهولة، وحتى يتوّجس بمشرطه أين يكون مصدر الألم. يظن بعض الكُتاب للأسف أن الكتابة الساخرة هي مجرّد التهريج بتوافه الأمور، والتجريح بكرامة الآخرين، وتعاطي كلمات ومصطلحات سوقية عدة عبر كتاباتهم! لا، إن الكتابة الساخرة لا يُجيد قيادتها كل كاتب أراد أن يمتطي صهوتها إلا من كان فعلاً ذو روح ساخرة حيث أن فاقد الشيء لا يعطيه، وهي أرفع قدراً من التجريح والتهريج، لأن السخرية الواعية المسؤولة هي أداة من أدوات التوجيه والنقد، ولا شك أنها تضع الإصبع فوق الجرح، وتبين مكمن الضعف والخلل، ولكن بشكل وأسلوب غير مباشر.."

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow