اذا كانت الجاذبية هي قوة الكون فإن الحب هو القوة التي تحكم الذات البشرية

هناك قوتان متعاكستان تحكمان الكون هما الجاذبية والجاذبية العكسية..
وهناك عاطفتان متعاكستان تحكم حياتنا الإنسانية هما الحب و الكراهية.
منطقياً يأخذنا ذلك إلى نتيجة أن الجاذبية التي حيرت علماء الفيزياء في حقيقتها ما هي إلا الحب نفسه الذي حير الأدباء والشعراء والبشرية..
هناك الكثير من نقاط التشابه القوية بين الجاذبية والحب الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنهما الشيء ذاته..
الجاذبية تجمع...تشتاق...تحن...تخترق أبعاد الزمان و المكان..لا تحدها الحدود ولا تقيدها القيود...
رغم انها تبدو ضعيفة ولكنها حينما تتقد و تتعاظم تخرق نسيج الزمان والمكان و تخلق ثقباً مجنوناً يبتلع كل شيء...وكذلك يفعل الحب..
الجاذبية هي من تخلق..تشكل..تركب..وتجعل مادة هذا الكون تتوارث و تنتقل عبر مليارات السنين قاهرة الزمان والفناء...وكذلك يفعل الحب..
الجاذبية متمردة على قوانين الفيزياء..ترفض أن تندمج مع الأنساق المسبقة..والقوالب المسبقة...والأطر المسبقة..وكذلك الحب..
أجمل من عبر عن هذه الفكرة هو كريستوفر نولان في فلم انترستلر، من أجمل الاقتباسات في الفلم كان على لسان الدكتورة براند حينما قالت لكوبر:
" الحب ليس شيئاً اخترعناه..هو شيء نحسّه في أعماقنا, شيء له قوة كبيرة  نشعر بها جميعاً.
 يجب أن يكون لذلك معنى لا زلنا لا نفهمه حتى الآن ..ربّما هو دليل لشيء أكبر في بُعد أعلى لا نستطيع ادراكه شعورياً ! 
فها أنا الآن  انجذب عبر هذا الكون لشخص لم أره منذ سنوات طويلة.. وربّما مات..
الحب هو الشيء الوحيد الذي إدراكنا له يتجاوز حدود الزمان والمكان ..ربّما علينا أن نثق بذلك حتى إن كنّا  غير قادرين على فهمه!..