الوالي يدعو لتأطير وتكوين وتحصين المؤثرين المغاربة من أي اختراق خارجي

الوالي يدعو لتأطير وتكوين وتحصين المؤثرين المغاربة من أي اختراق خارجي

المعلومات والأخبار كانت دائما سلاح فتاك فالمجال السياسي والعسكري. وهذا علاش الدول، والتنظيمات السياسية، والجيوش، دائما كتعطي أهمية كبيرة واهتمام كبير لكل ما يتعلق بجمع ونشر المعلومات سواء تكون معلومات صحيحة، وحقيقية، أو معلومات زائفة ومصطنعة. ومن هنا منين كتجي الخطورة ديال أجهزة المخابرات ووسائل الإعلام. ومن هنا كذلك منين كان دائما عالم الإعلام والصحافة والنشر مرتبط بعالم الاستعلام، يعني بعالم المخابرات.
فالسابق، قبل ظهور الطرق السيارة للإعلام، وقبل ظهور الشبكات الاجتماعية، الإعلام كان مهمة محصورة فالصحافة بالأشكال التقليدية ديالها اللي هي الصحافة المكتوبة ومن بعد الإذاعة والتلفزيون. وبالتالي كانت أجهزة المخابرات فالعالم كتجتهد باش تكون عندها صحف ومجلات تابعة ليها، وكذلك قنوات إذاعية وتلفزية. وفالحالات اللي كيكون صعيب عليها تتوفر فمطقة معينة على أجهزة إعلامية اللي تابعة ليها بشكل كامل كانت كتجتهد باش تجند صحافيات وصحافيين اللي إما يجمعوا ليها معلومات، ولا ينشروا معلومات اللي هي بغات تنشرهم، ولا يديروا هاذ الشي كامل فنفس الوقت أو حتى أنهم يقوموا بمهام أخرى بحكم الصلاحيات اللي كتكون عندهم كصحافيات وصحافيين.
مع ظهور الشبكات الاجتماعية هاذ الوضع تغير. وما بقاتش الصحف الحزبية أو الحكومية أو الخاصة، ولا الإذاعات ولا قنوات التلفزيون، هي الفاعل الرئيسي فمجال الإعلام وإنما ظهر واحد الفاعل جديد اللي هو المؤثر. وأشناهو المؤثر؟ هو بكل بساطة واحد الفرد اللي كيصنع محتوى وبإمكانو من خلال ذاك المحتوى أولاً ينشر معلومات وأفكار وأخبار، ثم من خلال نفس المحتوى يمكن يلتقط معلومات وأفكار وأخبار، وفعملية التصريف والالتقاط ديال هاذ الشي كامل يمكن يخلي الناس اللي كيتفاعلوا معه يفكروا فاتجاه معين أو حتى يتحركوا على الأرض فواحد الاتجاه. وطبعا المؤثر عندو جمهور اللي كيتبعو وكيتفاعل معه وربما يولي كيثيق فيه إيلا كان كيقدم محتوى اللي عندو مصداقية.
هذا معناه أن المؤثرين كيوليوا هدف متميز لأجهزة المخابرات.  وطبيعي أن هاذ الأجهزة تجند عدد من المؤثرين باش يخدموا معها فمختلف المهام اللي يمكن تحتاجهم فيها. وملي كنكونوا فمنطقة بحال اللي احنا فيها، وهي المنطقة الممتدة من المغرب حتى لليمن، بالإضافة للقارة الإفريقية، واللي كلها كانت عبارة عن مستعمرات، وحتى بعدما استقلت رسمياً بقات عمليا تابعة للمراكز الاستعمارية السابقة، فطبيعي أن هاذ المراكز الاستعمارية من خلال أجهزة المخابرات ديالها غادية تشتغل على المؤثرين فهاذ المنطقة وتحاول تجند عدد منهم باش تخدم بهم أهداف مرحلية واستراتيجية. وطبيعي أن الإغراءات فهاذ الحالة تكون كبيرة حسب درجة الانتشار ديال كل مؤثر.
احنا كمواطنين عاديين، بإمكانياتنا البسيطة وبالتكوين المتواضع ديالنا، ما يمكنش لينا نهائيا نتخيلوا المدى اللي يمكن توصل ليه أجهزة المخابرات ديال دول عظمى اللي من مصلحتها استراتيجياً أننا نبقاوا متخلفين، وأن البلدان ديالنا دائما تعيش الفوضى والحروب وعدم الاستقرار، وأننا نبقاوا غارقين فالجهل وفالخرافات وما ندخلوش نهائيا لمرحلة اللي تكون عندنا فيها دول مبنية على المؤسسات، والقانون، وفيها الديموقراطة وحقوق الإنسان، وكتعيش ازدهار اقتصادي، وكتنعم بالتقدم. وما يمكنش نتخيلوا نهائيا أشناهي الأساليب والخطط والاستراتيجيات اللي يمكن تعتمدها أجهزة المخابرات ديال هاذ الدول باش تحقق اختراقات من خلال المؤثرين فوسائل الاتصال الاجتماعية.  وربما فبزاف ديال الحالات يمكن للمؤثرين أنفسهم ينفذوا مخططات اللي هوما ما واعينش بها. وبقدر ما كاينين مؤثرين اللي ممكن يكونوا كيتمتعوا بالذكاء والنباهة ويعرفوا كيفاش يتصرفوا مع أي محاولة لتجنيدهم ضد البلدان ديالهم وضد الشعوب ديالهم، بقدر ما كاينين مع الأسف ناس اللي كيعميهم المال، ولا الجنس، ولا الامتيازات والأسفار وباقي الإغراءات، وكيتورطوا مع أجهزة ديال المخابرات اللي بمجرد ما كتنجح فتجنيدهم، وكتولي كتمتلك وسائل السيطرة عليهم كعملاء، كتخضعهم للضغط الرهيب والابتزاز وكتوظفهم فنشر الأخبار الزائفة، والأفكار الهدامة، وتأجيج النزاعات والحروب وعوامل عدم الاستقرار، وضرب مصداقية المؤسسات والقوى الوطنية فالدول والمجتمعات المستهدفة.
واش المغرب خارج منطقة الاستهداف؟ الجواب هو لا. وإنما بالعكس المغرب هو ربما على رأس قائمة الدول المستهدفة فالمنطقة بالرغم من أن العلاقات ديالنا فالظاهر مع مجموعة ديال الأطراف كتبان على أنها علاقات عادية أو حتى أنها علاقات متميزة. ولكن السياسة ما فيهاش الصداقات بالمعنى الأخلاقي أو العاطفي. وكلنا شفنا كيفاش أن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت الإخوان المسلمين فمصر بالرغم من أن المخابرات الأمريكية كانت على علم مسبق بأن وصول الإخوان المسلمين للحكم فمصر غادي يفتح الباب لتنظيمات متطرفة، إرهابية، باش تدخل للبلاد وتدير فيها قواعد. علاش؟ لأن الهدف كان تحطيم مصر باش تدخل فدوامة ديال الحرب الأهلية كيفما وقع فسوريا.  ولو أن هاذ المخطط نجح كنا اليوم غادين نكونوا أمام ما يزيد على 100 مليون مواطن مصري بدون دولة وحداهم ليبيا حتى هي غارقة فالحرب الأهلية. وهذا معناه أننا كنا غادين نكونوا أمام فوضى عارمة فشمال إفريقيا اللي من السهل عليها تبتلع تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا كذلك. والفوضى معناها فتح المجال للتدخل الأجنبي المباشر وغادين نوليوا احنا كنكولوا ها العار إيلا ما غير أجيوا استعمرونا وهوما كيكولوا لينا بلاتي نفكروا ونشوفوا واش نستعمروكم ولا لا، لأن فايت لينا استعمرناكم وبغينا ندخلوكم للحضارة وجريتوا علينا.
من الغباء نتصوروا أن المستعمرين السابقين كيشوفوا فينا اليوم بعين الرضى وفرحانين أننا كشعوب ديال المستعمرات السابقة نتقدموا. ومن الغباء أننا نتوهموا أنهم بالفعل باغين لينا الحرية، والسعادة ونتمتعوا بحقوق الإنسان. هاذ الشي احنا اللي خاصنا نحققوه لروسنا بالعمل الواعي والمسسؤول، وبالتربية على روح وقيم الوطنية والمواطنة، وبتحصين الشعوب ديالنا من مخططات وآليات الاختراق. وفهاذ الباب خاص لا بد أننا فالمغرب نفكروا فآليات لتنظيم المؤثرين ديالنا فالشبكات الاجتماعية والتمنيع ديالهم فكريا، وثقافيا، وحتى ماديا، ضد المخططات الماكرة ديال الاختراق.
المؤثر اليوم واقع لا يرتفع وما يمكنش للدولة تتجاهل المؤثرين والدور اللي كيلعبوه. وغادي يكون من المفيد جدا التفكير فإنشاء هيئة وطنية اللي تحتضن المؤثرين، وتوفر ليهم التكوين والتحصين الضروري، وعوض أننا نبقاوا كنعطيوا الدعم بمئات الملايين سنويا لجرائد ما كيقراها حتى واحد علاش ما نفكروش فآليات لدعم المؤثرين المغاربة بشكل واضح وقانوني؟ على الأقل إيلا كانت عندنا هيئة وطنية كتلعب هاذ الدور حتى إيلا وقعت اختراقات غادي تكون محدودة وغادي تكون عندنا الأدوات باش نواجهوها، وعوض ما يبقاوا جوج قْيُوشْ كل مرة كيبتزونا تكون عندنا القدرة على المبادرة.

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow