الخوف من الشيخوخة حرب الشباب مع نفسه

الخوف من الشيخوخة حرب الشباب مع نفسه

منين كنت صغير كان كيسحابني دوك الناس الكبار هاكاك تزادو .. يعني من نهار تزادو، تزادو باش يكونو ناس كبار  .. معمّر ماكانت كتجيني للبال داك القضية ديال تا هوما كانو أطفال واحد الوقت و دازو من جميع مراحل الإنسان العادي .. وتا لا بغيت نفكّر فيها كيسحابني أنه انتقلو من سن الأطفال لهاد السن على مدى قرون، بحالا دازت مئات السنين باش قدرو يوصلو لهاد السن ديال 60 - 70 عام  .. كان كيسحابني الملامح دالواليدة و الواليد هوما ديما نفسهم ديال هادي عشرين عام، حيت من ديما كنشوفهم بنفس الطريقة على أنهم مجرد ناس كبار .. مكنشوف الفرق الرهييب و الصادم حتى كنبدا نقارن مع شي تصويرة قديمة .. 

بعد سن 25 سنة كتبدا تحس بالعمر كيطير .. أنا شخصيا العشرينات كاملة معرفتهاش فين دازت كيفاش و علاش و فوقاش ؟ .. ومجددا كنحس بأنني غنسد عيني غنحلها غنلقا راسي فالربعينات .. غنعاود نفس الحركة غنلقا راسي فالخمسينات و الستينات .. وتا أنا غنبدا نبان للجيل الجديد مجرد إنسان كبيير و ممل .. كبييير لدرجة تا هوما غيتسائلو كيفاش دار وصل لداك العمر ..

ماشي هنا كتنتهي القصة .. ولكن الإنسان فهاذاك العمر كيكون مجرد إنسان غير مثير للاهتمام البتة .. بل ممكن يكونو كيشوفو فيك مجرد عالة لا كنتي غادي من سبيطار لسبيطار وماقادرش تأدي حتى الوظائف الحركية اليومية ديالك .. شنو ما بغيتي تدير فداك العمر مكيهمّش المجتمع .. حيت كتبان زايد ناقص، راك غا شارف بلا قيمة أو معنى .. أخنوش مثلا بجلالة قدره، واخا نتا كإنسان صغير وكتشوفو عندو فلوس وكدا، ولكن بينك وبين راسك كتحس براسك حسن منو .. حيت كتشوف واخا الفلوس ولكن معندو صحة مثلا، ميقدرش يستمتع بدوك الفلوس بنفس الطريقة ديال إلى كانو عندك نتا ك شاب .. أخنوش معندوش الشباب و جهد ديال داك الفلوس لي عندو .. وبالتالي الشارف كيبقا مجرد إنسان شارف، وتا حاجا مكتغري فيه .. وخا الفلوس، هو مجرد شارف مُمل .. ولكن واحد فالعشرينات من عمره و ثروته واخا تكون ماكاملاش تا الربع فيما يملكه أخنوش أتلقا الناس كيحسدوه كتر من أخنوش .. ببساطة حيت مزال شاب ..

الإنسان لا كان خصو يعيش و يكتشف و يشوف و يسافر هادشي خصو يديرو وهو شاب .. فاش كتديرو نتا شاب كيكون عندو طعم .. كتشوف بزاف دالناس حادرين راسهم على الدّمير ليل ونهار، مكيخرج مكيدخل، حارم راسو طولا وعرضا، علاش ؟ حيت راه كيجمع للخمسينات و الستينات باش يدير شي بروجي ديال قهوة إلى هو لحقها ومخرجاتليهش الحياة بشي بلان من جنب، باش موراها عاد غيرتاح .. إيه غترتاح فالستينات ولكن راه عمر بأكمله ضاع .. أشنو قيمة هاد الفلوس ونتا عندك خمسة و ستين عام ؟ .. أشنو قيمة هاد الفلوس ونتا ما قادر تزها ولا تنشط بهادوك الفلوس ؟

كندوز يوميا حدا واحد دور العجزة وكنشوف الإنسان العجوز كيفاش كيتصرف .. كيفاش كيحاول يضحك معاك من بعيد لا كنتي دايز من حداه .. كيفاش كيحاول يجبد معاك شي موضوع بأي طريقة بحال الجو زوين اليوم، واعرة هاد سبرديلة، منين شريتي البيكالا ديالك .. علاش هادشي ؟ .. ماشي حيت هو مهتم بأشنو لابس نتا، ولكن حيت مالاقيش معامن يهضر .. حيت باغي يستمد القيمة ديالو من عندك .. وحيت الوحيدين لي كيستمد منهم القيمة هوما العجزة لي بحالو .. ولكن هاد القيمة مرتبطة بالشفقة لي كيمارسوها العجزة بيناتهم، أما لا كان الاهتمام من عند إنسان شاب هادشي كيطلع من الروح المعنوية واخا تكون روح معنوية هو عارفها زائفة .. للأسف المجتمع بأكمله كيشوفو مجرد إنسان عجوز تافه بلا قيمة .. وهاد الكاطيگوري ديال الشراف فالمجتمعات الحديثة ميقدرو يقدمو لينا والو .. وتا هو كتلقاه واعي بهاد الحقيقة .. ويكحاول ما أمكن يخطف لحظات لي يقدر يتواصل فيهم مع إنسان شاب باش يحس براسو ذو قيمة و أنه ماشي مجرد كائن عجوز ينتظر جميع من حوله إعلان وفاته للتخلص من جثثه المتعفنة العجوزة ..

كنظن المجتمعات ديالنا العربية مزال فيها واحد الشوية ديال التكافل الاجتماعي و الأخلاق لي كتخلينا نتعاملو بلطف ونعطيو وقت للإنسان العجوز .. ولكن تا حاجا مكتغير من حقيقة أننا كاملين كنشوفو العجزة أنهم بدون قيمة أو فائدة ..

الحياة للأسف كنشوف أنها كتنتهي بسرعة مهولة عند بداية الأربعينات .. واخا كتبقا عايش مور الأربعينات .. كيبان داكشي غي بونيس .. حيت عام على عام كتزيد غي تتوغل داخل المفهوم ديال الإنسان الكبير الشارف، وتزداد مللا على ملل ..

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow