الحسناوي معلقا على تكفيير الشيخ صار للفايد

الحسناوي معلقا على تكفيير الشيخ صار للفايد

كنت أعلم أن هذا الغلام الضحية، (ضحية خطاب التطرف، ضحية الخرافات، ضحية الهدر المدرسي، ضحية الاوضاع الاجتماعية، ضحية الأوضاع الأسرية...) سيصل لهذا المستوى من التطرف، ولايزال يسير بخطى وئيدة إلى ما هو أخطر وأفدح، من خطاب داعشي إجرامي مافيوزي خرافي جاهل...
الخطاب السلفي هو خطاب تحريضي بالدرجة الأولى، يقتات على التحريض، وليس في أدبياته شيء اسمه حرية تعبير أو حوار أو مناقشة الفكرة وتفنيدها، لابد من التعرض للأشخاص واتهامهم بشتى الاتهامات، ثم التحريض عليهم.
أما لو كانت عندهم سطوة وسلطة، فسيمرون للقتل مباشرة، إما عن طريق محاكمهم الداعشية، أو عن طريق الاغتيالات، تنفيذا لشريعتهم الداعشية الهمجية، ومعتقداتهم الإرهابية.
هذا الفايد المسكين، لو كانت عندهم القوة، لرأيناهم ينفذون فيه مانفذه الدواعش في مخالفيهم.
لكن بما أنهم الآن على هامش الهامش، فإنهم يروجون لدعشنتهم، طمعا في تحويل المجتمع إلى حاضنة لبيضهم وفراخهم.
أو طمعا في جلب الأتباع والاستفادة من فلوس الأدسنس، بما أن غالبية العوام يستهويهم خطاب التكفير وخطاب التحريم والغلو، ليس لتطبيقه وامتثاله، بل فقط حالة نفسية يشعرون معها، أنه كلما كنت متشددا متطرفا غاليا... فأنت على حق، يصفقون لك، ثم ينصرفون للهوهم ولعبهم ومجونهم وفسقهم وحتى كفرهم...
صيادوا الأتباع والأدسنس، فهموا هذه المعادلة، لذلك لايفوتون فرصة، لدغدغة عواطف هذه الجيوش المنتشية بخطاب التطرف، السكرانة بخطاب التشدد.
لكن الجميل والمطمئن، أن هذا الخطاب، لايتجاوز مواقع التواصل، ولن يحلم هؤلاء الدواعش بأن تقوم لهم قائمة.
لن يسيطروا على المجتمع، ولن يتبنى المغاربة هذه النسخة البئيسة الداعشية في تدينهم.
لن يحلموا بعودة خلافتهم الثانية الداعشية، التي ينتظرونها على أحر من الجمر، ليقطعوا رؤوس مخالفيهم، ويقطعوا أطرافهم من خلاف، ويرجمونهم بالحجارة، ويرمونهم من شاهق... وكل الجرائم البشعة التي لايفكر في تطبيقها إلا مجرم حقير أو مريض نفسيا أو مختل عقليا.
لن تقوم لهذا المشروع الأشبه بفلم رعب، أية قائمة في عالمنا، لأن عندنا دول وسلطات مهما كانت مستبدة أو فاسدة... إلا أنها خط دفاع قوي، أمام مشاريع الدعشنة هذه.
وأيضا لأن العالم لن يسمح بمثل هذا الجنون، وبأن يسيطر على السلطة، قطعان من المسعورين، يحلمون بغزو روما وواشنطن، وسبي الأوروبيات، وإعادة الرق، وشريعة قطع الأيادي والرؤوس، وغزو البلدان واحتلالها.... لن يسمح أحد بهذا الكابوس نهائيا، وبهذه الجرائم أبدا.
لذلك مهما صرخ هؤلاء، ومهما كتبوا واستقطبوا، فإنهم يلعبون في دائرة ضيقة جدا، تحت المراقبة، للتنفيس عن مكبوتاتهم، عوض أن يفجر أحدهم نفسه، وسط جمع من الأبرياء.
ومع ذلك لن نتركهم ينفسون عن مكبوتاتهم مرتاحين، سنتعرض لهم بين الفينة والأخرى، لنذكرهم بمن يكونون، وبالإجرام الذي يعتنقون، لعلهم يرشدون، ويعودون لعقلهم وإنسانيتهم، ويرتقوا بتفكيرهم.
ولي عودة أخرى، سأعري فيها هذا الغلام الأمي وأفضحه، إنقاذا له مما هو سائر فيه، ففي أرشيفي مايجعل منه أضحوكة.

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow