لماذا ننتقد الأديان ؟ الحسناوي يجيب..
تنبيه!!
♦️لماذا أنتقد الدين؟
هذه الصفحة، تخوض في مواضيع شتى، سياسية حقوقية تاريخية ثقافية دينية... تارة بطريقة ساخرة، وتارة بطريقة جادة.
أعبر عن أفكاري الشخصية، وأطرح أسئلتي، وأدلي بأجوبتي ووجهات نظري، وأشارك تجاربي وحتى صوري...
وحتى تكون على بينة من الأمر، عزيزي القارىء، فإن هذه الصفحة تنتقد المعتقدات والأديان، وتتحدث عن أخطائها وتناقضاتها، وعلى رأسها الإسلام، ليس بغرض محاربته أو القضاء عليه، أو منع الناس من التدين...
لأنه بكل بساطة لايمكن القضاء على الأديان نهائيا، وقد حاول القرآن أن يقضي على اليهودية والمسيحية، وقام بمجهود كبير مستعينا بأدوات كثيرة، كالتشويه والاتهام بالتحريف ووصف أتباع تلك الديانات بالضلال... ومع ذلك لاتزال اليهودية والمسيحية مستمرة، رغم مجهودات المسلمين وحربهم المستمرة لما يقارب 1500 سنة.
توجد أديان قبل الإسلام بقرون، لكنها لم تنقرض، رغم أن أتباعها لايدافعون عنها بنفس حماس المسلمين، ورغم أنها أديان ليس فيها حد ردة، وليس فيها تهديد لمن يتركها، أو مقاطعة له من طرف أتباع الديانة، ورغم أنها أديان غير تبشيرية وغير دعوية، ولاتستعمل السلاح في الانتشار... ورغم ذلك بقيت مستمرة.
إن الدين بكل بساطة منتوج وبضاعة وتصور ومنهج... يعرض نفسه على الناس، ويزعم أنه الأفضل وأنه الحل وأنه الجواب عن الأسئلة، وأنه يتحدى البشر، ولايخشى أسئلتهم واعتراضاتهم وتحدياتهم....
لكن الغريب في الأمر، أن هذا الدين، بمجرد أن يبدي الإنسان رأيه فيه، واعتراضاته عليه... يثور هذا الدين، ويرغي ويزبد، مثل المراهق.
فهو يعرض نفسه عليك، ويحشر أنفه في حياتك، لكن لايريدك أن تناقشه وتنتقده، يريدك أن تقول له آمين فقط.
لذلك فإن الادعاء بأن الذي ينتقد الإسلام، غرضه القضاء على الإسلام أو تشويهه، هو ادعاء باطل ساقط.
إن غرضي في ما أكتبه من نقد للإسلام، أمرين أساسيين:
♦️ الأول آني لحظي راهن، وهو منع الاستناد على الإسلام، في سن قوانين تنظم المجتمع.
أريد أن لايتعامل الناس مع الجانب التشريعي في الدين بجدية، عندما يرون التناقضات والمشاكل الموجودة فيه، وأن يتوقفوا عن الاعتقاد أن هذه التشريعات هي أفضل التشريعات، وأنها صالحة لكل زمان ومكان.
♦️ الثاني مستقبلي، لمنع قيام أي نظام حكم ديني مستقبلا.
أريد أن يتوقف الشباب عن حلم تطبيق الشريعة، وقيام دولة الخلافة، والإمارة الإسلامية، لأن تجارب التاريخ وتجارب واقعنا المعاصر، أثبتت أن هذه الأنظمة والنماذج في الحكم، هي نماذج دموية متخلفة متسلطة، تنشر التطرف والجهل، ويترتب على هذا، قطع الطريق، على الاستقطاب الذي تمارسه الجماعات المتطرفة، وسحب البساط من تحت أرجلها.
إذا وصلنا لهذا الهدف، الذي هو فصل الدين عن الحكم والتشريع والسياسة... وبقي الدين شأنا فرديا، فلن ينتقده بعد ذلك أحد، والدليل ماوقع ويقع في أوروبا.
فأوروبا التي ثارت على الحكم الديني، وقامت فيها اللادينية والعلمانية، لم يترتب على ذلك، منع للدين بشكل نهائي، فالمسيحية لاتزال موجودة ولم يتم القضاء عليها، بل أوروبا فتحت أرضها وقوانينها لكل الأديان بما فيها الإسلام، الذي ينتشر ويزدهر ويزداد في ظل العلمانية.
هذا هو غرضي وهدفي، ليس هدفي محاربة الإسلام، ولامنع التدين، وحتى إذا أردت ذلك، فلن أنجح، كما لم تنجح أنت في القضاء على المسيحية واليهودية، بل كما لم ينجح النبي نفسه في ذلك.
الدين في جانبه الفردي، أراه ضروريا للبعض، يوجد نوع من البشر يحتاج الدين في حياته، فهو له كالترياق والعلاج، لذلك يستحيل أن أكون ضد هذا النوع من التدين، بالإضافة أنه حرية شخصية.
لكنني سأنتقد الدين، للأسباب التي ذكرت، ولن أحارب التدين الفردي. قد يصدر مني كلام قاسي أو انفعال في حق شخص، لكنه يكون ردة فعل، وتجاوبا مع استفزاز أو اتهام فقط، ويستحيل أن أكون أنا البادىء، فهذه ليست طريقتي.
فإن كانت مشاعرك المرهفة، وصلت لدرجة أنك تتأثر، بقراءة تدوينات تنتقد دينك، وتعتبر ذلك اعتداء على مشاعرك، رغم أنك أنت نفسك تنتقد معتقدات وأديان جميع البشر، فأنصحك بمغادرة هذه الصفحة، وتوفير اتهامتك المتهافتة، التي هي مجرد هروب وتغطية على العجز أمام النقاش الجاد.
وإن كنت مختلفا معي، وستناقش بالدليل بجدية وأدب، فمرحبا بنقدك مهما كان لاذعا.