صراحة إلى الآن لا أفهم كيف لهؤلاء النساء أن يجدن الجرأة و القوة للتظاهر من أجل غزة ، لكن لم يخرجن للشارع من أجل المطالبة بحقوقهنّ في بلدانهنّ ، لأنّ الأغلبية منهن تعانين من مختلف أنواع القمع الأسري و الاجتماعي و من بعض قوانين الدولة ، و منطقيا القضايا أولويات ، و لا يمكن لغير الحر ضمن محيطه الضيق أن يحرّر الآخرين ضمن محيط أوسع و أكبر و أبعد !، فمثلا المرأة في الدول الغربية إذا خرجت للمسيرات من أجل قضايا إنسانية في العالم فهذا أمر مقبول و طبيعي ، لأنّها في نضال دائم داخل مجتمعها عن حقوقها ، و انتهت من جوانب كثيرة في بلادها قبل التفكير في بلاد الآخرين ، أما عندنا فالمرأة لا تملك حتى حرية اختيار ملابسها و افكارها و عقيدتها و توقيت خروجها من المنزل ، و لا تستطيع حتى استخراج اوراق الثبوتية لاولادها دون حضور أبيهم ، و منهن من تتعرّض للضرب المستمر و أحيانا حتى القتل داخل المنزل ، و التحرش و الاغتصاب خارجه ، و لم يتحرّكن لأجل كل هذا ، و فجأة نراهنّ في الشارع عندما يتعلّق الموضوع بمعارضة سياسية للنظام أو لقضية خارجية ، ببساطة لأنّ هذا الخروج مجرّد زيادة عدد ، و في صالح الذكور ولا يشكّل عليهم أي خطر ، بينما لو قرّرت النساء عندنا الخروج من أجل حريتهنّ الاجتماعية و القانونية فسيتعرّضن لكل أنواع التنكيل و الرفض ، و سيشنّ الذكور عليهنّ حربا شرسة لإسكاتهن ، و بالتالي دائما أقول أنّه لا حرية سياسية و لا حرية لقضية خارجية بدون حرية فكرية و دينية و اجتماعية داخل بلادك و محيطك ، و أعرف أنّ كلامي لن يعجب الكثيرين هنا لكنّها الحقيقة و الواقع المؤلم ..!
هاجر حمادي
0
0
0
0
0
0
0