عقدة الحداثة، إلى أين ؟

عقدة الحداثة، إلى أين ؟
أعتقد أنه عندنا مشكل ففهم الحداثة، وتبعات ما بعد الحداثة، بل عندنا مشكل حتى ففهم سياسة الخصوصية لي كتلف الميديا كفضاء عام لي كتتحول لغرفة نوم زجاجية شفافة فأحايين كثيرة، هناك سياسة خصوصية تنظم الافتراضي هي أشبه بدفتر تحملات إما توافق عليه إما ترفضو أنت ككائن عاقل وذكي ويتحمل مسؤولية قراراته، النشر يعتبر إمضاء موافقة، ولا أعتقد أنه كاين بند في دفتر تحملات "فيسبوك" يشير إلى أن الكل فيه لطيف سيعلق باحترام وكبت لرغبته في التعبير عن مدى انبهاره بالجمال والإثارة.
الذكي والعاقل في قراراته قبل أن يشارك شيئا يخصه، سيعلم يقينا أن أزيد من ست مليارات شخص محتمل أن يطلعو عليه ويقيموا جودته ويستمتعوا به، ست مليارات شخص فيها كل فئات المجتمع من أطفال وقاصرين وقتلة وسارقين ومرضى نفسيين.
بمجرد ما كيحط شخص صورة بدون ما يغير قائمة "للعموم" فهو يوافق ضمنيا وبكل أريحية أنه غادي يلقا تفاعل، نعم كل شخص حر في مشاركتنا حياته الخاصة ومنحنا فرصة تقييمها ووزنها والاستمتاع بها حتى، بل أحيانا أعتبرها تضحية كبيرة أنك تقتل الغيرة الشديدة ديالك ورغبتك الغريزية في الحصرية الجنسية من أجلنا كوالجين لهاذ الفضاء، وتوزع لنا قطعا مما دفعت الكثير لنيله.
ولكن العيب كل العيب أنك ما تقبلش بالمقابل تبعات العملية لي كتتم ففضاء عمومي الكل حر أنه يشارك ما يشاء ويعلق فيه ويستمتع بحرية بما يُفرض عليه مشاهدته، الأمر أشبه بعقد اجتماعي أو عقد تبادلي فيه منفعة للطرفين، طرف عندو عطش للاهتمام والإطراء، والطرف الآخر عندو عطش لتقييم ما هو بصري مثير وجميل، مكاينش مشكل إذا!
ذكرت في الأول تشبيه بغرفة زجاجية باش ما يتحولش الإنسان لكائن غير منطقي كيتخبط ويعاني من ازدواجية المعايير، أنه حر يبني هاذ الغرفة وسط حديقة ولكن الأخرين غير أحرار في استعمال عيونهم لي كتحاول تسرق النظر لما يجري داخل الغرفة، نقدرو نتماشاو كاع معاه فالطرح الحداثي وما نمنعوهش يبني تلك الغرفة هنالك، ولكن خاصو يكون مثقف وعالم بما فيه الكفاية ويستوعب أن ردود الفعل البشرية ليست معادلات مظبوطة، وأنها سلسلة يتداخل فيها ما هو إرادي أخلاقي، وما هو لا أرادي غريزي يمكن يوصل للعنف والاغتصاب، لو أفلحت الحداثة في نزع الجانب الغرائزي وضعيا لكان المجتمع الحالي يعيش بشكل أخوي لا تكاثري منقرض في المستقبل، لو أفلحت الحداثة في الحد من ذلك لما تفوقت السويد وباقي الدول المتقدمة في جرائم الاغتصاب والتحرش لي وصل حتى لتشريع الزوفيليا وكيفكر لتشريع البيدوفليا في المستقبل القريب، هي حقائق يلجأ الواهمون إلى مساومتها والالتفاف حولها

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow