قصة الفيلم الإيراني "إخوة ليلى" و إسقاطها على المجتمع المغربي

قصة الفيلم الإيراني "إخوة ليلى" و إسقاطها على المجتمع المغربي

في وصف بعض الفرق بيننا وبين المجتمعات الغربية: 
حنا كنعانيوا من واحد المصيبة كوننا مجتمعات جماعاتية بشكل مبالغ فيه، وبناء عليه يتوجب على الفرد منذ طفولته وتحت الضغط والإكراه أن يذوب داخل مؤسسات الجماعة  ( الأسرة +  القبيلة، الامة...إلخ) حتى عندما يتعلق الأمر بآختيارات الأفراد لكثير من تفاصيل حياتهم اليومية، إما  لنيل رضا الجماعة او لتجنب سخطها وعدوانيتها...تماما كما يحدث في بعض العائلات  الفاسية او السوسية او الريفية تحت شعار  خيرنا ما يديه غيرنا و كيسكنو مجموعين او مجاورين و كيتزوجو مع بعضياتهم و لكبير دالعائلة كيفرض سيطرتو على الصغير . ما تادار اي حاجة الا بالموافقة ديالو و يا ويلك تخرج من الجماعة يحرموك  من جميع الحقوق الامتيازات و تبقى منبود حتى ترجع. ! 
بذلك تتم تقوية الجماعة على حساب الفرد وفي النهاية كيعطينا هادشي فرد ضعيف وبالتالي جماعة ضعيفة غير مبدعة وغير مبادرة. (هذا ما يسمى في سياقات مماثلة بجماعات المصالح التي  من أجل امتيازاتها تقوم بعرقلة تطور  المجتمع)
عكس المجتمعات الغربية اللي استفادات كثيرا من تجاربها وتجارب الأمم الأخرى تاريخيا، عملت على تقوية الفرد وعطاتو "حقو" في حدود معينة !  والخلاصة لي خرجو بيها، هي أنه كلما قويتي الفرد كلما كتقوي الجماعة ( والدولة) والعكس صحيح، فضلا عن  المردودية المتحصلة من الإجماع الواسع للغاية حول القيم الديمقراطية والليبرالية. مع استحضار ان المجتمعات الغربية لها مشاكلها المزمنة والمثقلة بالأعباء والإجهاد  ! 

????| Leila's brothers (2022) ????????

الفيلم الايراني له علاقة بما أوضحته أعلاه إذ يسلط الضوء أحد اعطاب الثقافة الشرقية. إنه قصة فتاة تكافح ضد خوف اخوتها وبطالتهم لتخرجهم من هم البطالة والغرق في البؤس وعبء الديون 

تقف على واجهة المسؤولية ضمن مجتمع خاضع للسلطة الأبوية والذكورية لإيجاد حل ينقذهم من ضغوطات وصعوبات ذاقوا منها الأمرّين 

يعطينا هذا الفيلم رسالة قوية للغاية حول كيفية تدمير حياة العائلات بسبب تقاليدهم الزائفة والأفكار السخيفة وعاداتهم التي عفى عنها الزمن ، كما يوضح لنا الفساد الداخلي والاقتصادي غير المستقر الذي دمر حياة الشعب الإيراني وقادهم الأشخاص الخطأ من كبار ومسؤولين أوصل حالهم الى أعلى درجات الفقر والبؤس والبطالة .

يوضح فجوة الأجيال في إيران وكيف ينظرون إلى القيم بشكل مختلف، كما يُظهر ما يحدث في إيران وكيف يتم الضغط على الناس من قبل حكومتهم ، وحقيقة أنك إذا كنت فقيراً فأنت فقير مال وعلم واحترام. 

في متاهة الفساد هذه يجب أن تكون الفتاة محور العقلانية في الحياة ، وأن تحارب كل حماقات وضعف الشخصية والثقافة ، وأن تسحب غطاء إخوتها الغارقين في البطالة والخوف والفقر في منزل ربه يعيش على ذكريات الماضي ويسعى لينال لقب شيخ العائلة. 

أجمل ما في هذا الفيلم ، هو كسر الكليشيهات حول احترام كبار السن والآباء الذين يفرضون سلطتهم بشكل كبير خلال السنوات الماضية لمجرد أنهم أكبر سناً، لدرجة يمكن أن تصل الى تدمير العائلة لمجرد فقط إثبات وجودهم ورأيهم الغير قابل للنقاش. 

فيلم مذهل، واقعي جداً وعميق كعادة أفلام سعيد روستائي ينصح بمشاهدته وبشدة

ما هو رد فعلك؟

1
like
0
dislike
2
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow