صلة الرحم ثقافة نافعة أو انغلاق على الغير ؟..ذ.صبري توضح

صلة الرحم ثقافة نافعة أو انغلاق على الغير ؟..ذ.صبري توضح

في المجتمعات الناطقة بالعربي، تسود ثقافة تعلي من شأن الروابط العائلية والقرابة بالدم، لها جذور في الدين والعرف القبلي، وأبرز مثال على ذلك هو مفهوم "صلة الرحم" والذي يرمز إلى الرابطة البيولوجية التي تجمع الأفراد، لكن لماذا هذا التركيز المبالغ فيه على تقوية العلاقات الأسرية، وهل نحن فعلا لدينا نقص في هذه النوعية من العلاقات؟.
لا ننكر أن هنالك مسلمة علمية في ميدان علم الإجتماع وعلم النفس - العلوم الإنسانية بصفة عامة - تقول بأهمية الروابط الأسرية المتينة في تقوية المجتمع وتماسكه، فالعلم بطبيعته يبحث فيما هو كائن ولا يعنيه "ماذا ينبغي أن يكون" لأنه خارج طبيعة اختصاصه، ماهو كائن هو طبيعة الإنسان - التي قد تتغير - وما ينبغي أن يكون هو قيمه ومثله العليا، هما إذن بعدين متناقضين في الإنسان، طبيعة الإنسان البدائية تجعله يتحالف ويقوي علاقة مع أقربائه في الدم لكي يشعر بالحماية والأمان، فقد كان يعادي ولا يثق في الأفراد الآخرين خارج قبيلته، لأنه ينافسه على الموارد الطبيعية، هذه النوعية من العلاقة كانت ضرورية لبقاء الإنسان، فجائت الأديان و زادت من تقسيم العلاقات الإنسانية ومن منسوب العدوانية، فالإسلام عندما يؤكد على ضرورة الرابطة البيولوجية بين المؤمنين فهو يفعل ذلك بهدف تقوية الدين وهذا هو غايته،  الآن بعد تطور الوعي البشري لم يعد الإنسان بحاجة إلى هذه العلاقات البدائية، يجب أن تجمع بين البشر روابط أسمى من البيولوجيا والعقيدة، عليه تجاوزها، لسنا بحاجة إلى دعوة الفرد لصلة الرحم، فهذا يحدث تلقائيا وغريزيا، في ماذا ستفيدنا الروابط العائلية القوية إذا بقي المجتمع قبليا ومتعصب لعائلته ودينه، مشكلتنا والتي تغفل عنها الأديان هي الحوار والتواصل مع الآخر المختلف، ما ينقصنا هو روابط المواطنة و الإنسانية، ما يسمى "صلة الرحم" هي عصبية بيولوجية بدائية.

#فكر_Khadija_Sabri

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow