اللاإنجابية:الرد على قصي بيطار بحجج دامغة منطقيا و أخلاقيا باعتماد كتاب الأفضل ألا أوجد أبدا

اللاإنجابية:الرد على قصي بيطار بحجج دامغة منطقيا و أخلاقيا باعتماد كتاب الأفضل ألا أوجد أبدا


قبل يومين أو يوم تقريباً تفاجئت بفيديو جديد من قصي بيطار الشهير على قناته (Kosay Reacts) يتحدث فيه كما هو موضح من عنوان الفيديو عن اللاإنجابية. 
قمت بتحميل الفيديو وشاهدته كاملاً ووجدت أن قصي كغيره الكثير، يحكمون على اللاإنجابية بشكل متسرع و لا يفهمون المغزى من وراء أشهر حجج اللاإنجابية، وعندما نتكلم عن حجج اللاإنجابية لا يمكن أن لا نذكر الفيلسوف الشهير و الرائع (ديڤيد بيناتار) الذي حاول قصي إنتقاد حججه و خاصة حجته الأشهر و هي حجة اللاتماثل المنطقية و التي هي عبارة عن جدول يقارن بين حالة الوجود و حالة اللاوجود..
قبل أن أنتهي من مشاهده الفيديو كان لدي ردود على كل إعتراضات قصي و كنت أنوي أن أنتقده بكل صرامة، حتى سمعته قال أنه قد يكون مخطيء و أنه يحب تغيير رأيه في مثل هذه الأمور و هذا يظهر لنا كيف أن شخص مثل قصي بيطار تنويري لديه روح التغيير و التطور بدلاً من روح العامة المليئة بالجمود و التعصب، لذلك هذا ردي عليك يا صديقي و أتمنى أن يصلك..
????الرد على إعتراضات و أطروحات قصي في الفيديو????

????ما هي حجة اللاتماثل؟ وماذا أراد أن يوصل لنا ديفيد بيناتار من خلالها؟وهل هي حقاً منطقية أو بالفعل تحتوي على مغالطة منطقية؟ 
???? حجة اللاتماثل هي حجة تكلمنا عنها كثيراً وقدمها لنا الفيلسوف الشهير ديفيد بيناتار في كتابه (من الأفضل أن لا نكون : ضرر القدوم إلى الوجود) و معروضة بشكلين، الشكل الأول هو صورة منطقية تحاول توضيح الفكرة و الشكل الثاني هو شرح للحجة و عرض لجميع انواع الاعتراضات عليها، وبكل بساطة يا صديقي العزيز قصي، الحجة الهدف منها تبيان شيء واحد فقط وهو: الشيء الغير موجود أو الذي لا وعي له لا يعاني وبالتالي لا يخسر أي شيء، وأما الكيان الواعي عنده القدرة على الشعور بالآلام و المعاناة و بالتالي الخسارة الحتمية، و الهدف من الإمتناع عن الإنجاب هو منع المعاناة و الصراعات التي لا طائل منها و لا ضرورة لها، فهل تستطيع أن تعترض على هذا الطرح يا صديقي؟ 
دعني أشرح لك لماذا أذا ظننت بوجود مغالطة منطقية في الحجة، ولماذا لم يستخدم أحد النقاد إعتراضك هذا من قبل على بيناتار..
????هناك أربع حالات لحجة اللاتماثل، أثنان منهم الكائن الواعي موجود و الآخرين غير موجود.
1️⃣ في حالة أن الكائن موجود سيجرب الألم و المعاناة وهي أشياء غير مرغوبة (أمر سيء)، وللأسف يا صديقي قصي لم توفق نهائياً عندما حاولت تحسين صورة المعاناة، فالمعاناة دائماً سيئة حتى ولو كانت تفضي إلى نتائج جيدة ستظل المعاناة غير مرغوبة و لا يجب أبداً التسبب بها أو التشجيع عليها، فالمعاناة يجربها الكائن الواعي مضطراً لها ولو لم يكن مضطراً لها ولولا حاجته التي قد تؤدي به إلى المعاناة لما أختار إنسان عاقل واحد أن يعاني بملء إرادته و أظن أن إنسان واعي مثلك يا قصي يستخدم معضلة الشر للإعتراض على الإله سيتفق معي بضرورة أن كل أشكال المعاناة سيئة و غير مرغوبة لا يمكنك التلاعب أبداً في هذه النقطة..
2️⃣ في حالة أن الكائن موجود أيضاً سيجرب السعادة و الراحة و الحب و كل الأشياء المرغوبة(أمر جيد).
3️⃣في حالة أن الكائن غير موجود (لا وعي له) لن يضطر إلى أن يجرب الحزن و الآلام و المشاكل المستمرة و المعاناة بجميع أطيافها، وبالتالي لا يوجد خسارة أو أمر غير مرغوب (وهذا أمر جيد) لأنه كما أتفقنا الآلام و الصراعات و الحوادث و الأمراض وكل هذه الأمور غير مرغوب فيها وتمثل خسارة للكائن الحي. 
4️⃣ ((ركز يا صديقي في هذه النقطة جيداً، لأنه من هنا نسبت مغالطة الإلتماس الخاص للحجة، لأنك لم تدرك الرسالة التي كان يريد أن يوجهها بيناتار جيداً، ولكن حتى لو أتفقت معك بأن هناك مغالطة في الطرح المنطقي للحجة فهذا في حد ذاته ليس دليلاً على أن الحجة غير منطقية أو بها خلل ما لأنه قد يطرح شخص ما فكرة صحيحة بمقدمات خاطئة و يمكنك وقتها إنتقاد طرحه، ولكنها ستعتبر مغالطة منك لو أفترضت بأن النتيجة كلها يجب أن تكون خاطئة بسبب الطرح الخاطئ))..
في حالة أن الكائن غير موجود، فلن يجرب السعادة و كل الأمور الجيدة في الحياة وهذا أمر.....؟
لو قلنا جيد فسنكون حتماً مخطئين لأن السعادة و المتعة أمر جيد و مرغوب به.
لو قلنا سيء فسنكون أيضاً مخطئين، لكن لماذا ؟ هذا هو السؤال الأهم.
ببساطة: لا يمكننا أن نقول أن عدم تجربة السعاده هو حرمان منها، لأن الحرمان من الشيء أو الشعور بالحرمان و الحاجه لكل تلك الأشياء يتطلب كيان موجود وواعي ولديه إحتياجات ولذلك نقول أنها محايدة ليست جيدة و لا سيئة وبررت لك لماذا قلنا على تجربة المعاناة يجب أن يكون من الجيد عدم الشعور بها..
ولكن مهلاً، قد لا تتفق معي و تقول أنك مازلت ترى المشكلة موجودة و حاضرة وأن الحجة ليست منطقية وواقعه في مغالطة، وهنا سأفاجئك يا صديقي العزيز بأنه حتى بإستخدام حجتك الجديدة المعاد صياغتها بواسطتك ستظل تدعم الرأي اللاإنجابي لأنه في النهاية ستظل الحقيقة هي: (أن من يولد يخسر بكل تأكيد ومن لا يولد لا يخسر أي شيء) ولهذا لا يجب أن ننجب ????
???? ثانياً: من المهم أن تعرف يا صديقي العزيز بأن اللاإنجابية هي فلسفة تسعى لصالح الأجيال التي كان من الممكن أن يأتوا للوجود ويعانون بشتى الطرق و يموتوا بلا أي دافع سوى دوافعنا و أسبابنا الأنانية التي لا تصب في مصلحتهم، وهذا في المقام الأول، أما كلامك عن الطبيعة وماينتجه الإنسان من شر فيها فهي ليست حجج أستعملها بنفسي كثيراً، رغم أنني واعي بأنها كانت من ضمن حجج بيناتار في كتابه الشهير و في مناظراته و مناقشاته، ولكن دعني أستخدم حجة واحدة يستخدمها النباتيين في جدالهم الحكيم ليظهروا للناس مقدار الألم الذي يسببه الإنسان، فالإنسان يستهلك اللحوم و منتجات الحيوان في شتى المجالات، لذلك تضاعفت إنتاجات المواشي بشكل عملاق كان من المستحيل أن تنتجه الطبيعه بدون تدخل الإنسان، مما زاد التلوث بسبب غاز الميثان الناتج عن تلك المواشي، و بالطبع زادت نسبة المعاناة و الألم بزيادة أعداد تلك الحيوانات البريئة.
لذلك ستكون فحوى رسالتي لك هي: (إن كانت الطبيعة شريرة و معتمدة على قانون الغاب و تفتك بالكائن الواعي فمقدار الألم التي تسببه هذه الطبيعة لا يقارن بمقدار الألم الذي يخلقه الإنسان بتدخله و بوجوده المؤذي لبني جنسه ولكل الأجناس الأخرى)..
أظنك تحتاج أن تتابع فقيدنا الغالي ديڤيد رجل الكهف، و تستخدم عقلك بعيداً عن المناظرات التي ستبعدك عن الجوهر و المضمون و أتمنى أن تصل لقناعات أفضل و أقرب للواقع، يمكنك أيضاً قراءة منشوري المثبت لمزيد حول تلك الفلسفة الأخلاقية الراقية، تحياتي لك..

ما هو رد فعلك؟

1
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow