كيف بدأت الشيعة و فرقت العالم الإسلامي إلى طائفتين ؟
#فذلكة ليلية بالدارجة ....
بمناسبة يوم عيشورة أو العاشور أو عاشوراء ..... هاد الذكرى هي الذكرى رقم 1384 لمقتل الحسين بن علي في كربلاء ......
السؤال اللي كيطرح نفسو هو : علاش خسر الحسين و ليس هناك ابن بنت نبي غيره هو و خاه الحسن ؟ ......
فيوم التروية 8 ذي الحجة عام 60 هجرية قرر الحسين بن علي بن ابي طالب ترك مكة و الاتجاه للعراق ..... و الهدف ديالو هو التمرد ضد حكم يزيد بن معاوية .......
فيما بعد بان بوضوح أن هاد المحاولة كانت أفشل محاولة انتفاضة في التاريخ ..... و أقصرها أيضا .... ما استمرتش أكثر من يوم واحد .....
مات معاوية بن ابي سفيان في شهر رجب من نفس العام و انعقدت البيعة رسميا ليزيد ..... تقريبا الصحابة كاملين أذعنوا و بايعوا يزيد ...... اللي بقاو بلا بيعة هوما جوج ..... عبدالله بن الزبير اللي غادي ينتفض بشكل درامي بعد ذلك ، و الحسين بن علي ....
فعليا قضية بيعة يزيد كانت تحسمت بشكل مبكر ، من خلال طرح معاوية فكرة ولاية العهد و تمهيد نقل السلطة لولدو ......
يزيد كان هو أول ولي عهد في العصر الاسلامي وثاني شخص كينتقل اليه الحكم من بعد أبيه ، حيث سبقه الحسن بن علي الذي تولى سلطة أبيه في الكوفة قبل ما يتنازل عليها لمعاوية ......
صراحة كانت فكرة وراثة الحسن ويزيد و ولاية العهد أبرز مؤشرات انحراف النظام السياسي في المجتمع الإسلامي ، بعد ان كان مبدأ اختيار الحاكم يتم بطريقة مختلفة خلال خلافة أبو بكر و عمر و عثمان......
بعد ما مات معاوية مشاو الولاة لأخذ البيعة للحاكم الجديد .... استدعى والي المدينة الحسين بن علي فنفس الليلة ليبايع ، وجا الحسين بلا ما يرفض البيعة و لكن قال للأمير ما معناه : إن مثلي لا يفترض أن يبايع في صمت ، سأبايع علنا بين الناس وليس ليلا ، وسوف اعود في الصباح ...... قبل منو الأمير العرض ولكن الحسين سلك بحالو سرا نحو مكة فالليل .....
بعد اسابيع ( يقال ) جات للحسين دعوات من العراق كتطلب منو الخروج عندهم ليقود انصارا له و لأبيه الراحل للتمرد ضد يزيد ......
ف 8 ذي الحجة قرر الحسين المغادرة ، سبقو قبل منها ولد عمو مسلم بن عقيل ......
أغلب رفاق الحسين فمكة نصحوه ما يغامرش بوحدو ، وحذروه من الفشل و التصرف غير المدروس ...... من الناس اللي حذروه خاه محمد بن الحنفية وعبد الله بن عمر بن الخطاب و عبدالله بن العباس ، و بزااااف ..... و لكن ما سمعش النصيحة .....
الحسين تحرك بلا استعدادات للتمرد ، و لا اية خطط حربية او امنية ..... بلا تحريك الشارع أو إجراء احتياطات تليق برجل قرر ممارسة اخطر فنون السياسة ، الرجل كان معتمد على قاعدة وحيدة غير عملية ولا واقعية ، هي انه ابن بنت رسول الله و حاس بنفسو أحق من يزيد فقط لهاد السبب ....
وصل الحسين للعراق بعد حوالي شهر ، كانت الترتيبات ديالو مكشوفة و اللي وعدوه بالنصرة تفرقوا قبل ما يوصل عندهم ، أما ولد عمو مسلم بن عقيل فاشتبك مع الخصوم في معركة صغيرة يائسة و قتلوه .....
مع ذلك استمر الحسين في المضي نحو المجهول .......
كتب السنة والشيعة متفقين على أن اغلب من انتدبوا لمواجهة ولد فاطمة تحاشاو الاشتباك معه درءا للفتنة ، رغم اختلال واضح في ميزان القوة بين جيش دولة يزيد و أنصار الحسين .......
آخر العروض اللي تلقاها الحسين أنه ينزل على حكم أمير الكوفة " عبيدالله بن زياد " ، يسلم نفسو حقنا للدماء ..... وافق فالبداية و من بعد عاود رفض ...... و اقترح حل بديل ، إجراء مراسلة بينو و بين يزيد فالشام عبر قائد الجيش ، وافق قائد الجيش و لكن الحسين عاود من جديد رفض مراسلة يزيد ....
طيلة الايامات اللي سبقت خروج الحسين كان يعيد على كل من يلاقيه هذه العبارة : أتقاتلونني وانا ابن بنت نبيكم ؟ وليس على وجه الارض ابن بنت نبي غيري " .....
هذه العبارة على ما يبدو بوحدها هي السلاح اللي اعتمد عليه الحسين و الخطة اللي رسمها و النظرية السياسية اللي كان ناوي يحكم بيها ..... رغم أنها ماشي من السياسة و لا من الدين و لا من وسائل الحرب ..... مجرد استدرار بئيس للمشاعر .....
صباح 10 محرم عام 61 هجرية قرر الحسين الحرب ، وليس حوله تقريبا إلا عشرة أشخاص من الأقارب ديالو بقاو اوفياء معه وماتوا جميعا بطريقة انتحارية فأقل من نصف يوم ......
تسالات المعركة الخاطفة اللي قسمت المجتمع الإسلامي لقرون و مرضاتو بالعنف و الطائفية ، و تم حمل نساء الحسين وأطفاله نحو عاصمة الدولة .....
استقر الامر بعدها و استتب لبني أمية الوضع ، و ما عرفتش الدولة شي احتجاجات او تمردات تتضامن مع الحسين ....... و لكن المستثمرين بعد عقود بداو كينسجو الروايات الخرافية و النواح السياسي لإغراق المجتمع بدماء أبناء بنت النبي وأطماعهم لقرون .....
الحسين غادر مكة يوم التروية ، كان المسلمون يستعدون من منى للرحيل نحو شعيرة الحج الكبرى عرفات ...... تما بالضبط وقف رسول الله خطيبا قبل 50 عاما كاملة من يوم خروج الحسين و قال بالحرف : أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ..... كلكم لآدم وآدم من تراب ..... إن أكرمكم عند الله أتقاكم ..... و ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى ...... ألا هل بلغت .... اللهم فاشهد .....
و لكن ابن فاطمة لم يتعلم من حكمة جده شيئا ....
هذه المعلومات كاملة و الوقائع لم يفتريها خصوم الحسين ، و لكن وثقها شيعته المتطرفون ، و هي في بطون كتبهم ..... أما خطبة الرسول فتسجل سنة من سنن الله في الكون ، الاخذ بالاسباب ...... وان لا عصمة لبشر او مزية على الخلق ولو كان ابن بنت نبي .....
بمعايير المعارك والانقلابات والانتفاضات المعاصرة وبالمقارنة بينها و بين تجربة الحسين غادي نلقاو معركة الحسين أقصر المعارك زمنا و أكثرها سذاجة .....
رغم هاد الشي الناس انشغلت بالهدرة عليها قرون و قرون ، وفتحت آفاق ما تسالاتش للفتنة والتخريب باسم الله والنبي و القرابة و الإمامة .....
و كل عاشوراء و نحن بألف عقل .....