الزنزانة البيضاء أفظع أنواع التعذيب النفسي !
#الغرفة_البيضاء
#التعذيب_باللون_الأبيض
كانظن بلي أخيرا ولات عندي القدرة النفسية باش أنني نكتب ليكوم رسالة.. من بعد 5 سنوات ديال المتابعة النفسية هنا مع واحد المعالج نفسي فمدينة تمبل الأمريكية..
سميتي طه الفارابي فعمري 40 سنة.. من مواليد مدينة طهران في إيران..
من بعد ماتخرجت من معهد الصحافة.. اشتغلت كصحفي مبتدأ في إحدى القنوات الإخبارية.. ولكن دغيا درت بلاصتي وأصبحت معروف بالنزاهة ديالي فالعمل وكشف لصوص الدولة أينما كانو ومهما كان منصبهم المالي والسياسي..
عام 2010 وبالضبط في شهر فبراير.. تشديت فالحبس بتهمة الخيانة والتحريض على الفساد.. خرجت من المحكمة بحكم قضائي ديال 20 سنة سجنا نافذا..
من بعد المحاكمة نقلوني أنا وبعض السجناء الاخرين اللي كانو محكومين بسبب تهم مشابهة إلى سجن إيڤين اللي كاين فالعاصمة طهران..
العامين الأولى كاملة دازت في أقسى مايمكن أن تتصوروا من التعذيب الجسدي واللي وصلت بالكثير من السجناء إلى مفارقة الحياة.. تخيل أنك تتعذب حتى الموت والسبب هو أنك واحد النهار استخدمتي حقك فالتعبير ووقفتي أمام وجه كبار السلطة المتجبرين..
صعيبة بزاف ياك؟.. بلاتي مزال ماشفتي والو.. حيت من بعد هاد العامين غانولي نتمنى الموت ومانلقاهاش.. حيت من بعد نقلوني لواحد الزنزانة من الواضح أنها كانت مخصصة للناس اللي عندهم الضوسي كحل مع الدولة بحالي.. من بعد عامين كاملة كانت هاديك أول مرة ندخل زنزانة نقية ومفرشة كاملة بحال هكاك لدرجة وليت كانظن أن الإفراج قريب ومابقا ليا والو ونخرج من هنا.. ولكن فالحقيقة لم تكن تلك سوى بداية المعاناة الحقيقية..
الزنزانة كانت كاملة بيضاء.. فيها فراش أبيض في الزاوية.. مصباح أبيض في السقف.. باب الزنزانة أبيض.. جدران بيضاء.. أرضية بيضاء.. وحتى الملابس اللي كنت كانلبس كانت كلها بيضاء.. مع أول وجبة جابوها ليا عرفت بلي هادي يمكن طريقة جديدة من طرق التعذيب ديالهم.. حيت حتى في الطعام كانو كايجيبو ليا أرز أبيض في ورق كرتوني أبيض.. الزنزانة كانت منغلقة على نفسها بدون أي نافذة أو حتى ثقب في الجدار..
كانو مستعملين أحدث الوسائل لكتم الصوت.. ومخليين فقط واحد المساحة صغيرة بين الأرضية وباب الزنزانة في حالة بغيت نمشي للمرحاض.. الصوت الوحيد الذي كنت أسمعه في تلك الزنزانة هو صوت أفكاري.. واللون الوحيد الذي أراه هو الأبيض.. حتى من حراس الزنزانة كانو لابسين أحذية فيها من الأسفل أغشية قطنية باش مايتسمعش الصوت ديالهم في الممر..
فالأول كنت متفائل حيت على الأقل دابا عندي زنزانة بوحدي ومبقيتش غانعاني من الزحام والحكة والقمل والبرغوث وووو... من بعد 3 أشهر بدأت كاتقتلني الوحدة.. ومبقيتش قادر حتى نعرف واش انا فالنهار ولا بالليل..
في فترة العزلة ديالي.. نسجت في خيالي 1000 قصة وقصة.. عشتها بأحداثها وشخصياتها.. تفكرت بزاف دالأحداث فحياتي وحاولت ندير تغيير فالسيناريو ونتخيل شنو ممكن تكون النتائج غير باش نخلي دماغي خدام..
من بعد 8 أشهر على ماأظن بديت كنفقد جزء كبير من الذاكرة ديالي.. مبقيتش قادر نتذكر وجه الأم والأب ديالي.. مبقيتش قادر نتذكر وجوه وأسماء الأصدقاء ديالي.. والأخطر من ذلك كله أنني مبقيتش قادر نتذكر حتى ملامح الوجه ديالي.
من بعد عامين تقريبا أصبحت الذاكرة مجرد مفهوم بالنسبة ليا.. حيت مبقيتش عاقل على بزاف دالحوايج مهمة واللي من بينهم الإسم ديالي أو حتى تاريخ الازدياد.. كل ماأعرفه أنني السجين رقم 4162.. وأنني أعاقَب على جريمة لم أرتكبها أصلا.. نسيت كل شيء ولكنني لم أنس أنني بريء..
من بعد 6 سنوات من العذاب والمعاناة النفسية بآخر أنواع التعذيب وطرق التعبير عن السادية في السجن تمكنت من النجاة بفضل واحد المنظمة دولية لحماية حقوق الإنسان.. ومن بعد قدرت نهرب بمساعدة بعض الأشخاص اللي من الواضح أنهم كانو كيعرفوني مزيان قبل ماندخل للسجن واللي بالفضل ديالهم قدرت نهرب ونطلب اللجوء السياسي فأمريكا وناخذ الجنسية الأمريكية.. واللي قدروا يخليوني نسترجع جزء من الذاكرة ديالي.. فالمقابل أنا كنت مستعد نعاود ليهوم على أي حاجة من الذكريات اللي عشتها في المعتقل..
واخا هكاك عمري قدرت نرجع السمع ديالي اللي مشا ليا في فترة السجن ولا حتى الشوف اللي نقص بزاف.. وليت كنخاف بزاف بوحدي ومكنقدرش ننعس فالظلام..
من بعد ماخرجت من السجن الناس اللي وقفوا معايا هوما اللي قدروا يخليوني نسترجع جزء كبير من الذاكرة ديالي.. ولكن عمري قدرت نرجع واليديا حيت لقيتهم ماتوا بجوج فهاديك الفترة اللي كنت أنا فالسجن..
ربما في السجن قاتلت حتى لاأخسر حياتي.. لكنني خسرت هويتي وذاتي..
***********************************
هاد طريقة التعذيب النفسي اشتهرت بزاف في أواخر القرن الماضي في أحد سجون إيران والذي يسمى بسجن إيڤين اللي كان مبني تحت الأرض واللي كان معروف بشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي والاغتصاب الجنسي والقتل وأقوى أنواع الرعب..
هاد الطريقة تعتمد فقط التعذيب النفسي عن طريق عزل السجين عن جميع الألوان والأصوات باش يخليو الحواس ديالو غير مفيدة وكايولي يتعرض لهلوسات إلى أن يفقد عقله بشكل كلي.. بالإضافة إلى أنهم مكيخليوش ليه حتى فرصة مغادرة الحياة عن طريق الانتحار وبالتالي كايبقى يتعذب لأطول مدة ممكنة..
ملاحظة : القصة اللي ذكرت غير حقيقة وإنما هي من وحي الخيال ولكن هناك قصص حقيقية مشابهة ليها جدا واللي بغا يستافد أكثر يقلب على قصة الصحفي أمير فخرافار أو الصحفي إبراهيم نبوي..
دمتم بخير.. ????
#مورفين