الجزائر: محطات من نكران الجميل و السقوط في فخ المستعمر
مئات المغاربة وعلى مدى قرن من الزمن قتلوا في حروب طويلة دفاعا عن استقلال الجزائر ...هذا ما لا يعرفه الكثير من الاشقاء الجزائريين ...كما لا يعرف الكثيرون منهم ان اول احتلال فرنسي للاراضي المغربية ...كان بسبب مساندة المغاربة لاستقلال الجزائر.
منذ استعمار الجزائر سنة 1830...تكونت في معظم المدن المغربية حركة مقاومة مساندة لاستقلال الجزائر ... سنة 1843 وبسبب اشتداد الحصار من طرف الفرنسيين توجه الامير عبد القادر. ، وبسبب احتضانه شنت فرنسا على المغرب حربا في معركة سميت بإيسلي سنة 1844 انتهت بهزيمة المغرب وخضوعه لشروط قاسية من بينها احتلال جزء من اراضيه بالخصوص التي لديها حدود مع الجزائر. كما بدات بضرب طنجة والصويرة اسارة منها غلى النية في استعمار. من شماله الى جنوبه فاضطر السلطان عبد العزيز الى المشاركة في المفاوضات مع الامير عبد القادر للاستسلام ، لان استعمار المغرب ماكان ليفيد المغرب ولا ختى الجزائر.
ذلك لن يمنع المغرب من استمرار مساندة الجزائر في النضال من اجل الاستقلال الى حدود تحققه سنة 1962...بدليل ان اول مجموعة جنرالات حكمت الجزائر مثل بن بلة...وهواري بومدين كانوا يسمون بمجموعة وجدة ...وذلك لان تنظيماتهم وخلاياهم السرية المجاهدة من أجل الاستقلال كانت على الاراضي المغربية في مدينة وجدة تحديدا... كانت مجموعة وجدة مدعومة بالارض والسلاح والرجال والمال من طرف الشعب المغربي وايضا الملك الراحل محمد الخامس ...باعتراف من الرئيس الراحل احمد بن بلة نفسه..وله حوار شهير على قناة الجزيرة مع الاعلامي المصري احمد منصور ، موجود على اليوتوب لمن يرغب في مشاهدته.
بل ان مساندة الملك الراحل محمد الخامس لاستقلال الجزائر كانت احد الاسباب الغير المباشرة لمشكل الصحراء الحالي، لان جزءا من الاراضي المتنازع عليها بين البلدين، كانت فرنسا قد تركتها بدون تحديد معتبرة اياها غير صالحة للاستعمال، وحين تم اكتشاف معادن الحديد فيها، بحصول المغرب على الاستقلال سنة 1956 اقترحت فرنسا على الملك الراحل محمد الخامس ضم هذه الاراضي مقابل ان تشرف شركة فرنسبة مغربية على استثمار هذه المناجم، والاهم ان يتوقف المغرب عن مساندة استقلال الجزائر، لكن الملك الراحل محمد الخامس رفض ، وظل في دعمه لاستقلال الجزائر معتبرا ان مسألة الحدود سبتم الاتفاق عليها فعليا بين الشعب المغربي والجزاىري بعد حصول الجزائر على الاستقلال، .لكن مجموعة وجدة انقلبوا على الملك الراحل الحسن الثاني مما اعطى الشرارة لحرب الرمال بين المغرب والجزائر سنة 1963 ولحسن الحظ انها كانت حربا قصيرة توقفت بواسطة من منظمة الوحدة الافريقية وملك اثيوبيا ٱنذاك الراحل هيلاسيلاسي.
لم يتفق الكثير من المناضلين الجزائريين بعد الاستقلال على موقف الجنرالات من المغرب واعتبروه نكرانا للجميل ومخالفا لمبادئ تعاون بلدان المغرب الكبير الذي طالما حلموا به...وكان اشهرهم الشاعر الجزائري المجاهد مفدي زكريا كاتب النشيد الوطني الجزائري... الذي بسبب احتحاجه على سياسة الجنرالات من الانفراد بالسلطة والموقف من المغرب غادر الجزائر وعاش حياته متنقلا بين المغرب وتونس ... الى ان توفي سنة 1977 في تونس وقد صاحبه غضب هواري بومدين منه، ولولا انه في الاعراف الدولية لا يجوز حبس من يكتب النشيد الوطني لانه يشكل هوبة اليلد لكان هواري بومدين قد حبس مفدي زكريا ، او جعله يلقى نفس مصير رفيقه في السلاح بن بلة...علما بأن هواري بومدين حاول تغيير النشيد الوطني لكنه لم ينجح.
ستتحول مشكلة الحدود التي تعمدت فرنسا تركها ، ورفض الراحل محمد الخامس، ان يحلها مقابل تخليه عن مساندة الجزائر في استقلالها الى حرب ايديولوجية...دفعت بالمغرب نحو المعسكر الامريكي مما سيفرض عليه مبكرا تعاونا مع اسرائيل...سينتهي به الى التطبيع رغم رفض المغاربة له...بينما اصبحت الجزائر حلبفة للاتحاد السوفياتي وكوبا ومصر في مرحلة جمال عبد الناصر...وكانت احد احلام الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين ان يخلص المغاربة من النظام الملكي ، وله خطبة شهيرة مسجلة على اليوتوب ردد فيها جملته الشهيرة : " ولنا موعد مع المغاربة ." ... وكان يقصد موعد تحرير المغرب من الملكية لانها كانت تعتبر رجعية من طرف المعسكر الاشتراكي.