تقديس الأشخاص مرض مزمن تعاني منه الأمم المتخلفة

تقديس الأشخاص مرض مزمن تعاني منه الأمم المتخلفة

■ هذا المقال كُتب خصيصاً للعبيد..عبيد الأشخاص والذين يقدسونهم..فإن كنت حرا يا صديقي فافتخر بنفسك وإن كنت عبداً فأقول لك تحرر من عبوديتك فأنت لست مُجبرا عليهااا...

● يقول ماركس : على عبيد العالم أن يتحدوا , فلا شيء سوف يخسرونه الا اغلالهم...

● ويقول هنري ديفد ثور: التمردُ وعدم الانصياع هو عِمادُ الحرية الحقيقي ، أما الطاعة فهي الأساس للعبيد..

■ إن ظاهرة تقديس وعبادة الأشخاص هي نزعة قديمة متجدرة في تاريخ البشرية..إذ أن هذه الظاهرة الخطيرة انتقلت من تقديس الأنبياء إلى الملوك والإقطاعيات كالأنظمة الفاشية والإشتراكية إلى الأنظمة الدكتاتورية وبعبارة أكثر دقة كانت عبادة الأشخاص طاغية في الأنظمة الشرقية والإفريقية والإشتراكية الشيوعية أكثر من الغربية الرأسمالية..

■ فمجتمعاتنا المتأخرة أدمنت العبودية فبات أنه لا يمكنها الفكاك من ثنائية السيد_العبد بحيث يتحول الأشخاص الذين يبجلونهم والذين رفعوهم إلى رتبة الآلهة منهم الملوك ورؤساء الدول ورجال الدين والسياسيون والعلماء والمعلمون والرياضيون والممثلون والمشاهير  ومؤثرين فيسبوكيين وتنويريين الخ... إلى أيقونات مقدسة وتمائم وصفات غير مدنسة وسلطة لا تظاهيها أي مؤسسة..فيكون المعبود عندهم فوق النقد والشبهات وأنه خط أحمر ومعصوم من الخطأ أزلي الخضوع والطاعات وهنا تكمن الخطورة في هذه العبادة الأزلية التي تتحول إلى طقس قدسي لا ينبغي انتقاده أو حتى التفكير في مناقشته وإلا ستعتبر خائن ويتم نبذك ..

■ فجعلوا من هؤلاء الأشخاص العاديين أصناما يُبجلونها وأصبح  المساس بها من المحرمات.. وهذا يجعل لذيهم بذرة العبودية  تنموا شيئا فشيئا..لذا يستنكر هؤلاء العبيد على سواهم من الأحرار أن يغيروا أفكارهم ومواقفهم عن شخص ما بحيث يكتشفون عدم صلاحيتها وجدواها فهم يعتقدون أن على الآخريين أن يفكروا كما يفكرون وأن يصبحوا عبيدا لأشخاص مثلهم ..فهيهات هيهات لا يستوي العبد مع الحر ..فالأحرار يقدسون عقولهم أما العبيد فيقدسون أوثانهم وفرق شاسع بين الإثنين..

▪︎وبناءا عليه نتساءل : من أين أتتنا عقلية تقديس الأشخاص، ومن الذي ساهم في تكريس هذه الظاهرة ؟؟

▪︎هناك ثلاثة مؤسسات ساهمت في تكريس فكر قداسة الأشخاص وعبادتهم .. منها : 

1- الأسرة  فهذه المؤسسة تزرع بذرة تقديس الأفراد بالطفل منذ نعومة أظافره من خلال الخوف والرعب من الأب باعتباره شخص مقدس وأنه سلطة عليا وأنك من المستحيل تصل إلى قدسيته ومرتبته..

2- المدرسة :تؤدي دور كبير في تكوين الشخصية المقدسة لدى التلاميذ من خلال المناهج التعليمية التي تتناول شخصيات معينة سواء كانت تاريخية او ادبية تقوم بتمجيدها على أساس أنها محور الكون..كمثال العرب يقدسون هتلر لأنه آباد اليهود وأيضا هناك المعلم الذي لا يخطئ ويعتبر  مقدس.. 

3- الإعلام : دوره لا يقل فعالية عن دور الأسرة والمدرسة يساهم هو الآخر في تكريس لعقلية التقديس عند الناس عن طريق المضامين التي تبثها للجمهور من خلال وسائل إعلامية موجهة ومنتمية إلى طرف معين..

▪︎للأسف لا زالت أشكال تقديس البشر متفشية في أوساطنا المتخلفة   تنتشر كالنار في الهشيم وخاصة في ظل تطور الميديا ..

▪︎صار لكل عبد مغفل صنما خاصا به وممنوع عليك أن تنتقد حبيبه الصنم وإلا ستبقى تُشتم آناء الليل وأطراف النهار ..ولما لا قد يتم تعنيفك ..لذا سيبقى العبيد يعبدون أوثانهم البشرية الطوطمية بالغداة والعشي..

ZM..

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow