معالم تاريخية مغربية : مدينة مارتيل

وأنا في زيارة سياحية للمدينة السياحية مرتيل الواقعة في شرق مدينة تطوان على ساحل البحر الابيض المتوسط، ساقتني الزيارة الى أحد معالم هذه المدينة الساحلية البيضاء الجميلة وهي معلمة برج مارتيل . وأمام بناية هذا البرج التاريخي المقام في وسط المدينة، تأملت هندسته ذات الطراز العسكري، ترى متى شيد هذا الصرح الدفاعي وما هو زمن وجوده، سؤال يجيب عنه تاريخ المدينة المنسي لدى أغلب زوار هذه المدينة المكتفين بالاسمتاع بمياه شاطئها وشمسها الباردةورمالها الناعمة. ورد ذكر برج مارتيل في كتاب الاستقصا للمؤرخ الناصري وفي كتاب تاريخ تطوان للمؤرخ محمد داود، أن برج مارتيل شيد منذ القرن 18 الميلادي في عهد السلطان مولاي اسماعيل العلوي على يد عامله على الشمال القائد احمد بن علي الباشا الريفي، عام 1720م، وقد دعت الظروف الحربية الى بنائه لحراسة سواحل المغرب الشمالية ومراقبة تحركات السفن الاوروبية وخاصة الحربية التي تناوش السواحل المغربية في كل وقت. كما زاد في رحابه السلطان محمد الثالث بن عبدالله العلوي عام 1760م، لتقوية الوجود العسكري المغربي في تلك المناطق ضد الحملات العسكرية الاوروبية وخاصة الاسبانية. وكم شاهد هذا البرج من أحداث ومواجهات ضد الغزاة الاوروبيين الطامعين في احتلال مدينة تطوان، حيث كان يوجه الانذارات المبكرة عند بروز أي خطر يتحرك في أعالي البحر المتوسط قادما يهدد أمن الشمال المغربي. وللعلم فإن القائد احمد بن علي الريفي مشيد هذا البرج ولد عام 1093هـ موافق (1682م) في مدينة تطوان ونشأ بها معززا مكرما وخلف والده القائد الحاج علي بن عبدالله الريفي في قيادة شمال المغرب حيث عينه السلطان مولاي اسماعيل على المنطقة الشمالية، خلفا لوالده، وبقي في ولايته الى عهد السلطان مولاي عبدالله بن اسماعيل العلوي، حيث توفي مقتولا سنة 1156هـ (1743م) في معركة على واد لكوس بضواحي مدينة القصر الكبير في مواجهات مع جيش السلطان مولاي عبدالله العلوي، مخلفا الكثير من الآثار العمرانية في مدن الشمال وخاصة تطوان وطنجة وغيرها. وبعد مقتله هاجرت ذريته الى بلاد فلسطين واستقرت في قطاع غزة، ويعرفون حاليا بعائلة الريفي الحماميين اصلا الغزاويين استقرارا الفلسطينيين استيطانا. --------------------------- المصدر : كتاب الاستقصا للمؤرخ الناصري - وكتاب تاريخ تطوان للمؤرخ محمد داود تقديم : محمد زلماضي المزالي