جوهر الخلاف بين المسيحية و الإسلام و سعيهم الدائم لإظهار القائد بشخصية البطل
■ من هو البطل ؟؟
جوهر الخلاف بين المسيحية و الإسلام ليس أن المسيح في المسيحية إله و إبن إله بينما في الإسلام مجرد نبي … أو أن محمد في الإسلام خاتم الأنبياء و المرسلين بينما في المسيحية مجرد مدعي. كل الخلافات المزعومة بين العقائد و الطقوس و الكتب الذين يدعون تقديسها هي مسائل تافهة و شكلية … إنما وجه الخلاف الحقيقي هو وجه البطولة في يسوع المسيح و وجه البطولة في محمد النبي. فكل دين في العالم يقدم مؤسس الدين باعتباره بطل و مثل أعلى و خير البشر و النموذج الذي يجب علينا جميعا أن نقلده في أخلاقه و أسلوب حياته. لذلك الفارق هنا بين المسيح و النبي هو فارق بين ضدين متطرفين مناقضين لبعضهما البعض تماما.
■ فمثلا المسيح إشتهر بأنه عاش زاهدا في النساء و لم يمارس الجنس أبدا حتى تم صلبه. بل أنه مولود من أمه مريم بدون ممارسة جنسية حسب زعمهم ، بإعتبار أن علاقة مريم بالله لم تكن _علاقة جنسية_ … و بإعتبار أن الجنس نجاسة في الدين المسيحي ! و دعا المسيح كل رجل أن يتزوج إمرأة واحدة فقط و نهى عن الطلاق إلا بسبب الزنى … بل و شجع من يقدر من الرجال على أن يمتنعوا تماما عن ممارسة الجنس (الرهبنة) و من إستطاع أن يقبل فليقبل !
□ وجه البطولة هنا في المسيح هو مقاومة الرغبة الجنسية و الزهد في المتعة الحسية قدر الإمكان … بإعتبار أن شهوات الجسد نجاسة.
● بينما النبي إشتهر بالفحولة أو القدرة الجنسية الخارقة للطبيعة و بأنه كان مزواجا محبا للنساء و محبا لممارسة الجنس ! حتى قيل أن محمد كانت له قوة 4000 رجل في الجماع و كان يطوف على كل زوجاته و يمارس الجنس معهن في ليلة واحدة و بغسل واحد ! النبي تزوج العجوز و تزوج الطفلة ، كانت له زوجات و جواري … و دعا الرجال لتقليده و إتباع سنته في ذلك.
● وجه البطولة هنا في النبي هو الإنسياق خلف الرغبة الجنسية و التمتع بها قدر الإمكان … لكن وفق أحكام الشريعة الإسلامية المتساهلة جدا في هذا الشأن و التي تتيح للرجال تعدد الزوجات و الطلاق بمنتهى السهولة و أساليب متعددة للنكاح.
فأيهما أصح أو أيهما أفضل ؟ أين هي البطولة الحقيقية ؟ في الفحولة الجنسية و كثرة عدد الزوجات … أم في مقاومة الغريزة و الزهد و الرهبنة ؟
● و إلى أي حد يمكن اعتبار الرهبنة و الحياة بدون الإستمتاع نهائيا بالجنس و الزواج هو أمر متطرف و مبالغ فيه و ليس له فائدة حقيقية ، و أن منع الطلاق إلا بسبب الزنى هو قانون عقيم يتسبب في الكثير من المشاكل ! لكن العيش أيضا من أجل ملاحقة النساء و الزواج و الطلاق و الزواج و الطلاق من أجل المزيد من الزواج و الطلاق ، ثم إنجاب الأطفال بغير حساب … ذلك أيضا أسلوب حياة سفيه و متطرف و مضر للفرد و المجتمع ! طبعا أغلب المسيحيين يتزوجون مرة واحدة فقط ولا يعددون مثل المسلميين … لكن القدوة الأخلاقية للمسلم هنا هي كثرة الزواج بينما القدوة الأخلاقية للمسيحي هي الرهبنة !
■ وجه آخر مهم للخلاف بين الديانتين هو الموقف من العراك و ممارسة العنف بوجه عام ، فالمسيح حسب الروايات الإنجيلية نبذ ممارسة العنف صراحة و دعا لتحمل الضرب و الإهانة بدون رد ! و دعا بطرس أن يرد سيفه إلى مكانه لأن الذين يقتلون بالسيف يموتون أيضا بالسيف ! و في النهاية مات مقتولا على صليب … معلنا المغفرة لمن صلبوه ! و حسب الأدبيات المسيحية ، فالمسيح لم يمت على الصليب هباءً لكنه مات طوعا و إختيارا لكي ينقذ الجنس البشري كله من الإحتراق في الجحيم إلى الأبد … أو على الأقل من سيؤمنون بأنه مات فعلا لهذا السبب !
● إنما بغض النظر عن الأساطير المسيحية و التمجيد الزائد لشخص المسيح ، فوجه البطولة هنا هو تحمل الضرب و الإساءة و العنف دون أن يدافع المرء عن نفسه أو كرامته أو ممتلكاته … أو حتى حياته ! على إعتبار أن ممارسة العنف نجاسة أخرى مثل الجنس ، حتى لو كان بغرض الدفاع عن النفس … و ليس من أجل السرقة و النهب و التعدي على الآخرين مثلا !
● بينما نجد أن النبي على النقيض من ذلك عاش حياته محاربا و مقاتلا ، و كان يخرج من معركة لكي يدخل إلى معركة أخرى ! و منذ ان هاجر إلى يثرب حتى كون عصابة كبيرة من المسلمين و كان يعتدي على القوافل و يوزع الغنائم على المسلمين … مما جعل الكثير من العرب ينضمون إلى هذا الدين المزعوم و يبايعون محمد ، من أجل الدخول في معاركه و الحصول معه على الغنائم ! كان يقول _جُعِل رزقي تحت ظل رمحي_ و كان يحصل على خمس الغنائم لنفسه و أجمل الجواري لنفسه و كان خمس آخر للغنائم يكون لله يتصرف فيه بمعرفته !
● طبعا بعد أن توسع الإسلام و سيطر على كل القبائل في الخليج العربي ، كان لزاما التوسع في الإعتداء على البلدان المجاورة من أجل السيطرة على مواردها و فرض الجزية عليهم و نهب ثرواتهم و سبي نسائهم ..و كان أسلوب الحياة العدواني هذا هو ما يشجع الرجال للإنضمام إلى الإسلام ، و هو ما جعل الإسلام يتوسع في العالم القديم حتى الهند شرقا و حتى إسبانيا غربا ! و طبعا يبرر المسلمين الآن ذلك قائلين أن محمد كان يدافع عن نفسه و عن دعوته “السماوية” و أنه لم يكن معتديا و أن الإسلام لم ينتشر بالسيف ! لكن طبعا أي قارئ للسيرة النبوية و لتاريخ الإسلام يعرف أن هذه مجرد أكاذيب..
● لذلك كان وجه البطولة هنا هو أسلوب حياة القراصنة و قطاع الطرق و الإعتداء على الآمنين و نهب ثروات الآخرين و سبي نسائهم ! وطبعا هذا يعتبر تطرف إلى عكس الإتجاه الذي تطرف فيه المسيح و الديانة المسيحية … فبدلا من أن يصير المرء مقتولا يصير قاتلا ! و كأن على الإنسان أن يختار بين أن يكون خروفا او ذئبا ، قاتلا أو مقتولا ! ولا عزاء للناس العاديين الذين لا يريدون ان يعتدوا على أحد ولا أن ينهبوا أحد بل أن يمارسوا مهن شريفة و حرف مفيدة للمجتمع من أجل التكسب و العيش … لكنهم أيضا لا يريدون أن يكونوا ضحايا للهمج و قطاع الطرق و قادرين على صد أي عدوان و الدفاع عن كرامتهم و حياتهم و إستقلالهم و مصالحهم و أراضيهم و أعراضهم لو تطلب الأمر.
● فممارسة العنف بغرض الدفاع عن النفس هو الموقف البديهي و العاقل ، بدلا من محبة الأعداء و تحويل الخد الآخر مثلما دعا يسوع المسيح ! إنما أيضا بدون إعتداء أو إيذاء الآخرين أو السطو على ممتلكاتهم كما دعا محمد النبي !
● يعني ما هي صعوبة الإعتدال و الوسطية و العقلانية بالنسبة لأخلاق الإنسان العادي ؟! و من هو البطل الحقيقي هنا ، هل يسوع المسيح ؟ أم محمد النبي ؟ أم الإنسان العادي المعتدل البسيط الذي لا يعتدي ولا يجبن … و الذي يتزوج و يمارس الجنس لكنه لا يحيا فقط من أجل النكاح و الجري خلف النساء ؟!!