"الإنسان إبن بيئته" قولة ٱبن خلدون الخالدة و المدخل إلى علم الاجتماع
منذ فجر البشرية دوْن الإنسان الأحداث ... دوْن الشخصيات... دوْن الأفكار... دوْن العادات
لكن مفكرش فشنو المحرك لي دفع الإنسان باش يكون وراء هذ شي كامل...
حتى جا واحد السيد كان عايش فتونس...
كان حضاي و مسالي مع كرو ...
بقى يدور فالأسواق و يلاحظ السلوك ديال الناس...
لقى الإختلاف بين المدني و البدوي، بين الراجل و المرأة ، بين العربي و الأمازيغي ، بين الصغير و الكبير، بين الغني و الفقير الى أخره...
حاول يدير تقسيمات و يضع كل مجموعة ديال الناس فخانة...
شفتو مسالية الكر شنو كادير... بقى حاضي عباد الله...
هذ السيد ستنتج أنه كل مجموعة ديال الناس عندها قاسم مشترك كاتشابه فيه...
مثلا لي ساكن في المدينة كايكون يميل للمفاهمة و الكلام غير بشوية عكس البدوي لي كايكون معصب و معندوش آدب الحوار...
لاحظ أيضا العصبية كيفما سماها و هي التعصب للعرق ، للقبيلة ، للدين و قال أن هذ العصبية هي المحرك ديال المجتمع ، أنها كتفرض عليك تنتمي لواحد الخانة فقط لأنك زدتي و لقيتي راسك فوسط هذ الناس فمفروض عليك دافع على الأفكار ديالهم واخا انت مفاهمهومش ولا ممقتانعش بيهم...
هنا سي إبن خلدون بهذ الملاحضات البسيطة قدر يقدم للبشرية علم جديد لي هو علم الإجتماع...
لي خلانا ولو نسبيا نفهمو راسنا من بعد ما الفلسفة ناقشت الأفكار ولكن منقشتش شنو لي خلا بنادم يتبنا هذ الأفكار ...
سي بنو خلدون قال واحد القولة لي تقدر تجيكم عادية لكن من أعظم ما قيل فالتاريخ البشري و هي " الإنسان إبن بيئته "
هذ القولة حاولو يضحضوها بزاف ديال المفكرين من بعد... عبر إعطاء أمثلة لكن كاتكون إستثناء و الإستثناء لا ينفي القاعدة و أي إنسان عادي بحالي و بحالك غادي يلاحض بلي هذ القولة بعد مرور أكثر من ستة قرون عليها مزال صالحة و واقفة على الصح...
تزاديتي فشي ݣيتو فمدينة شيكاكو فغالبا غادي تخرج مجرم ... تزاديتي فإيران فغادي تخرج شيعي ، تزاديتي فالجزاير فغادي يخرج عندك النيف خو... الأب ديالك كان فلاح فإحتمال كبير تخرج فلاح...
الإنسان كايتزاد و هو صفحة بيضاء كايشدوه وليديه و يحطوه فواحد القوقعة غير مرئية و كايعطيو الساروت للمحيط ديالو كولو الا هو...
الوليدين كايختارو الإسم ديالك، القبيلة ديالك ، المذهب ديالك ،الدين ديالك...
المدرسة ، الإعلام ، الشارع ، العائلة ، الدولة ،المؤسسة الدينية كايزيدو يرصخو هذ الأفكار..
انت داخل هذيك القوقعة كاتشوف غير رأي واحد ،كتأمن بلي هذي هي الحقيقة المطلقة...
هذ القوقعة لي كانعيشو فيها ماشي فطرية لكن لا مفر منها ، مفروضة علينا بحكم أننا كانعيشو فوسط مجتمعات...
خود أي مجتمع كيف ما بغا يكون تحرري ولا منغلق فراه الأفراد ديالو كايعيشو وسط قوقعة...
مثلا ولاية كاليفورنيا الناس ديالها متحررين لكن كايشوفو من داخل القوقعة فقط ، شي لي كايخليهم كايهجمو أي واحد عندو فكر محافظ مؤدلج و كايشوفو فيه غالط...
رغم الكلام لي كايروجو بلي كانتقبلو الأخر...يقدرو يتقبلوه عرقيا ولا دينيا لكن أي واحد كايجي و ينتاقد نمط العيش ديالهم فغادي يحاربوه بجميع الوسائل لي عندهم...
هذ القوقعة كاتخلينا نشوفو العالم من منظور واحد فقط ، كاتخلينا نتعصبو لرأي ديالنا و أي واحد مخالف لينا فهو عدو...
كاتقسمنا لجوج حنا و هوما ، الدرب ديالنا و ديالهم ، الدولة ديالنا و ديالهم ، الدين ديالنا و ديالهم ، المذهب ديالنا و ديالهم...
كاتخلينا نتجردو من الموضوعية والحيادية...
ثقافة أنصر أخاك ظالما أو مظلوما...
هذ شي كايخلينا ننصرو شي واحد كانتشاركو معاه نفس الفكر واخا يكون مغتصب أو مجرم...
وزيد عليها مثلا اليوم كتنصر شي واحد من الدين ديالك لكن غدا تقدر تكون ضدو حيتاش ماشي من المذهب ديالك...
هذ القوقعة كاتخلي الإنسان يكون أناني و يبغي غير راسو ومكايفكرش فالصالح العام...
واحد القولة شعبية عندنا كاتجسد هذ شي...
قالو صداع نايض فالبلاد
جاوبو بعد على مدينتي
قالو صداع وصل لمدينتك
جاوبو بعد على حومتي
قالو صداع وصل للحومتك
جاوبو بعد على داري
قالو صداع وصل لداركم
جاوبو بعد عليا و شقف...
هذ القضية كاينة عند ݣاع البشر لكن بدرجات
القوقعة لي عايش فيها الإنسان الغربي كاتخليه أناني فشي أمور ولكن كايفكر فالصالح العام...
الشعوب المتخلفة كاتوصل بيهم لدرجة إبادة الأخر بحال شنو وقع فروواندا بين قبائل هوتو وتوتسي...
ولا الفرحة و الإستشفاء عندما تصيب الأخر كارثة بحال عندنا...
هذ القوقعة أيضا كاتختالف من شعب لشعب...
مثلا فشمال إفريقيا و الشرق الأوسط رغم أنها كاتكون من مئات الأعراق لكن حاجة وحدة لي كاتجمعنا هي الإيديولوجية الإسلامية هذ الأخيرة كاتخلينا متشابهين...
واحد الصونداج دارتو واحد المجلة كايأكد هذ القضية...
سولو مجموعة من المغاربة من أقرب لكم المغربي اليهودي ولا الفلسطيني المسيحي ولا الأفغاني المسلم...
سبعة و ثمانون في المئة قالو الأفغاني المسلم
لي ماكايتشاركو معاه لا في الغة لا الفعادات لا فالتقاليد و منطقيا أقرب ليهم هو المغربي اليهودي...
حنا المغاربة كاندوزو حياتنا نسمعو أننا خير أمة أخرجت لناس ، الغرب كايكرهنا و كاينة مؤامرة كاتحارب الإسلام ، فتحنا الأندلس ولقينا الأوروبيين همج... حنا لي صنعنا أسس العلم ، خالد بنو الوليد كان يقتل ألف كافر فالمعركة ، أن هوليوود بممثليها و ميزانيتها الضخمة مديورة فقط باش تلهي شباب المسلمين عن الصلاة رغم أنهم مكايصليوش و أن ميسي و رونالدو و كرة القدم مجرد إلهاء للشباب المسلم الجميل و أن جميع العلماء المسلمين عرب...
مع الوقت غادي تكتاشف أنهم ماشي كلشي عرب فيهم فرس ، أزبك ، طدجيك أمازيغ ، كلدان ، أشور ...
من بعد غادي تكتاشف أنهم ماشي كلهم مسلمين بحال إبن المقفع ، أبو بكر الرازي، جابر بنو حيان و بزاف...
أول محاولة باش تخرج من هذ القوقعة هي عبر القراءة و غادي تكتاشف الرأي الأخر و غادي تكون نسبيا موضوعي و هذ شي مكايعنيش أنك غادي تتخلا على ثقافتك و دينك بل فقط تزيد تتمكن منهم و إيمانك يكون واقف على الصح لأن أغلب الناس ماعرفينش أن صلاة التراويح بدعة...