أدرار ن درن..ضرورة احترام الخصوصية الجغرافية و الثقافية للمنطقة أثناء الإعمار

أدرار ن درن..ضرورة احترام الخصوصية الجغرافية و الثقافية للمنطقة أثناء الإعمار

زلزال أدرار ن درن: فلسفة إعادة الإعمار و التأهیل

إن أي محاولة لإعادة إعمار و تأهیل المناطق المنکوبة علی إثر زلزال الأطلس الکبیر الأوسط، لا تأخذ في إعتبارها المنظومة الثقافیة و الفكریة التي أنتجها و مارس علیها أجدادنا أسلوبهم في العیش لألاف السنین، لن تکون ذات جدوی.... بل قد تکون عواقبها وخیمة علی التوازن الإجتماعي و الإقتصادي و البیٸي للمغرب
فجبال الأطلس (و الجبل عامة) بالمغرب، لم یکن یوما مجالا هامشیا لا ینتج الحضارة، و لم یکن یوما-عبر تاریخه- بادیة (من البداوة)... بل علی عکس ذلک، فالجبل و أهل الجبل هم مٶسسوا الدول و منتجوا الفکر و المعرفة
فمعظم الدول الني أنتجها المغرب و شمال افریقیا عامة- علی طول 5000 سنة الأخیرة کلها إنطلقت من الجبل و الواحات ، و کلها أسست فکرها و نماذجها السیاسیة و الإقتصادیة وسط الجبل 
و لمن یتخیل أن جبال الأطلس (مثلا) کانت مجالا بدویا، لا عمران و لا ثقافة و لا حضارة فیه... أن یعید النظر في تخیلاته. فأدرار ن درن مثلا، کان أول مکان في المغرب عرف إستقرار الإنسان و بناء الحواضر و إنتاج العلم و المعرفة (أنظر الی کل المعارف العلمیة و الفلکیة التي أنتجها أجدادنا و ترکوا أثارها في نقاٸش یاکر/yagur قبل 3500 سنة علی الأقل)
ثم أنظر الی المدن التي أسسها أجدادنا في الجبل ذاته و علی سفوحه منذ ما قبل المیلاد (أغمات، تاسغیموت، نفیس، تالبنین....)
بالإضافة الی النبوغ العمراني و التحضر الذي عرفه الأطلس الکبیر، یوجد أيضا نبوغا إقتصادیا و قانونیا و صناعیا لو تم تثمینه و تجدید مقوماته لکان بإمکانه أن یحل کل الأزمات و الإرتجالات التي تعرفها عمليات إنماء المغرب و تحقیق تقدمه....
الیوم و نحن علی أبواب إعادة إعمار ما هدمه الزلزال، فیجب علینا أن نستحظر أن أهل الجبل لا یودون ترحیلهم الی المدن، بل ییطالبون بإستقدام بنیات الحواضر إلیهم، و إعطاٸهم حق إعادة بناء مدنهم و حواضرهم التاریخیة.... و هذا لن یتأتی إلا إذا توقف أصحاب القرار عن إعتبار أدرار ن درن حوزا لمدینة مراکش... فأدرار ن درن و حواضره هم الأصل، أما مراکش فهي الفرع....

ما هو رد فعلك؟

0
like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow