بعد تصريحات وهبي و فضيحة مباراة المحاماة هل تتدخل أيادي خفية نافذة في قطاع العدل المغربي ؟
يعتبر قطاع العدل أو العدالة عموما بمثابة المرآة التي تكشف لنا عن طبيعة اي نظام سياسي و مدى صلاحه أو فساده.
و بهذا يكون الوزير وهبي و بخرجاته الأخيرة الغير محسوبة قد ساهم بدون وعي منه في إماطة اللثام عن طبيعة قطاع العدل و بالتالي عن طبيعة بنية السلطة بدولتنا ومدى انغماسها في مظاهر الفساد و الزبونية .
فتصريحات الوزير لوحدها إضافة إلى الأحداث المشبوهة التي طبعت المباراة الخاصة بإنتقاء المحامين، تمثل دليلا قاطعا على استحواذ الأسر النافذة و المالكة لرؤوس الأموال على قطاع العدل بالمغرب.
الشيء الذي يضمن تطويع العدالة لخدمة مصالح و رغبات الأعيان و ذوي النفوذ.
لقد أصبح قطاع العدل بالمغرب كمنظمة سرية
على غرار " skull and bons" أو
"Bilderberg"
تجمعات و مؤسسات لا تقبل الا بعضوية الأفراد المنتمين للسلالات البرجوازية و نُخب المجتمع.
و بهذا المنطق العنصري الإقصائي، فلا ينبغي تلويث قطاع العدل بقبول انضمام الأشخاص المنتمين لعامة القوم، فهؤلاء الرعاع قد ينتفضون لأنفسهم في يوم من الأيام، و بالتالي سينحرف مسار المفهوم القائم للعدالة، و التي تكون في غالب الأحيان منصفة للغني و طاحنة للفقير.
دخول المواطن البسيط لعالم العدالة و آليات اشتغالها سيهدد حتما استمرار مسلسل (أطحن مو)، هذا المسلسل الذي يُعجب بالتأكيد الجهات المُترفة ببلادنا.
أرى بأن قضية عبد اللطيف وهبي تدفعنا إلى طرح نقاشات عميقة حول مفهوم العدالة؟؟ و بنية السلطة ببلادنا؟؟و المال؟؟و مدى فاعلية العدالة امام حضور سيادة المال؟؟ إلى غيرها من المواضيع المتداخلة....
/يوسف بولكجم /