الوثنية: من زمن تعدد الآلهة إلى الديانات المعاصرة

الوثنية: من زمن تعدد الآلهة إلى الديانات المعاصرة

#الوثنية

 ..هي تقديس الأصنام أو الأوثان وليس عبادتها كما روجوا لها أصحاب الأديان الشمولية..فالصنمية أو الفتيشية عبارة عن أحجار أو أخشاب كانوا  الأقدمين يعتقدون أنها مشحونة وتحتوي على طاقات روحية أو سحرية يمكنها أن تؤثر على عالمنا المادي الطبيعي ! و الصنم أو الوثن أو الطوطم عادة ما يكون تمثال أو منحوتة حجرية .. و هو أي كيان يمثل دور الرمز للقبيلة و يتم تقديسه باعتباره المؤسس أو الحامي ..وهو تجسيد للآلهة..

■ البشر عبر التاريخ قاموا بتقديس و تأليه ثلاثة أصناف من الآلهة :

1 ●  تقديس الأشياء الجماد..مثل الحجارة و الخشب و التماثيل و غيرها ..

التي نراها اليوم عند المسلمين لتقبيلهم  الحجر الأسود و ضريح الإمام … و مثلما يقدس أيضا  المسيحيين الصليب الخشبي و أيقونة القديس ! فسواء كان المسلمين يقدسون الحجر الأسود أو يزعمون ان له قدرات سحرية على /مغفرة الخطايا/ عن طريق الطواف حوله … أو هو مجرد تقديس أو تبرك ! و سواء كان المسيحيون يقدسون الصليب و يعتقدون أن له قدرات سحرية … أو هو مجرد تقديس و تبرك ! فإضفاء قدرات خارقة على مجرد حجارة من الطوب مغطاة بالقماش الأسود أو خشبتين متعامدتين فهو مظهر من مظاهر الوثنية و الصنمية التي كانت في الأصل  عبااادة قديمة سحرية..

 2 ■  تقديس الحيوانات..

البقرة في الهندوسية مقدسة  ويجب حمايتها  وينظر لها على أنها امتداد للآلهة الأم  ورمز الوفرة بسبب انتاجها للحليب .. ولها مكان محترم في المجتمع فمن التقاليد الهندوسية تجنب أكل لحمها..وأيضا أي شخص يذبح بقرة أو آذاها يُسجن..

كذلك  يقدسون القرد و يعتقدون أنه تجسد للإله هانومان و أن روحه جزء من روح الإله هانومان … و لذلك يحرمون إيذائه بل ويجب اطعامه كل صباح.. و هانومان هو قائد القردة في الشعر الملحمي الهندي الرامايانا.. وفي هذه القصيدة يقود هانومان جيش القردة الذين يقاتلون من أجل البطل راما..

و يقدس الهندوس أيضا الثعبان (الكوبرا بالذات) و يعتبرونه تجسيد للإله شيفا ! و يقدسون أيصا  الفيل و يعتبرونه تجسد للإله غانيش (الإله الفيل و ابن الإله شيفا) ! و يقدسون النمر لأن الإلهة الأم دورجا تركبه … و هي الإلهة الأم في الهندوسية و هي أم الإله غانيش..

●  و في مصر القديمة 

كان المصريون يقدسون البقرة أيضا مثل الهندوس في العصر الحديث … وهي ترتبط بالإلهة حتحور لديها جسم سيدة ورأس بقرة وتعتبر رمز الجمال والحب والسعادة وانتشر تقديس البقرة فى مصر بشكل خاص وواسع لما تمتاز به من خصائص الحنان والأمومة ورعايتها لرضيعها وإضرارها الألبان..

و كانوا  أيضا يقدسون التمساح .. وهو متعلق بسوبيك الإله التمساح ! حيث إنه مات فى فكيه  واعتُبر شرفا له فى بعض الأماكن. و كانوا يقدسون أبو منجل … ويعتبر واحدا من الحيوانات الأكثر تقديسا بحيث إن تحوت إله الكتابة ! الذي اخترع جميع العلوم التي عرفها الإنسان كان يمثل كرجل برأس أبو منجل ! و كانوا أيضا  يقدسون الصقر … و كان الإله حورس يمثل كرجل برأس صقر  وارتبط هذا الإله بالواقعية وتمت تسميته بعد ذلك بحورس الذهبي أو حورس الحي..

أيضا قدسوا  ثعبان الكوبرا مثل الهندوس  ! و كانت الكوبرا تمثل مصر السفلى  هكذا كانت تسمى منطقة شمال مصر التي تعرف بالأرض الخصبة من النيل وكانت تسمى الإلهة كوبرا بودجيت.. وكذالك قدسوا القطط لأنهم كانوا يعتبرونهم حيوانات مقدسة للغاية فهي حيوانات أليفة وتعتبر رفيقة الإنسان ومن  أبرز الآلهة القط هي الإلهة  باستت التي تمثل الجرارة النافعة للشمس..
و حتى الآن يسهل ملاحظة إستخدام الدول و الحكومات لرموز حيوانات للإشارة إلى سلطة الدولة ! مثل النسر على العلم و ختم النسر في مصر … و مثل النسر الأمريكي و الدب الروسي و الباندا الصيني و الأسد الإنجليزي و هكذا..

 3 ■ عبادة البشر وتقديسهم..

و هي من أكثر العبادات إنتشارا بين الناس … حيث يعتقد المؤمنين بهذه العبادات أن انسان معين لديه خصائص سحرية و أنه يعتبر تجسيم او تجسيد لإله خفي … مثلما يعتقد الهندوس أن الفيل تجسيد للإله غانيش و مثلما كان المصريين القدماء يعتقدون أن أبو منجل تجسيد للإله تحوت !

فمثلا تعتمد الديانة المسيحية على تأليه يسوع المسيح و إعتباره تجسيد للآب أو يهوة التوراتي الإله الخفي الخارق المتعالي ! بينما يعبد المسلمون محمد و يضعونه في مكانة تفوق الله نفسه .. مع أنهم نظريا ينكرون ألوهية محمد و يعتبرونه  إنعكاس لله في الأرض و خليفته ..

ولا تتوقف مظاهر الوثنية في الديانات المعاصرة على تقديس الحجر/الصليب / أو عبادة النبي/المسيح … بل تتمادى الوثنية و الصنمية حتى تطال رجال الدين العاديين أيضا فمثلا يقدس المسيحيين الأرثوذكس و الكاثوليك بالذات البابا او البطرك و يسجدون له ولا ينادونه إلا ب "قداستك" (Your Holiness) … و كذلك يقبلون أيدي الكهنة الصغار و يخضعون لهم  و حتى البروتستانت برغم الغائهم للكهنوت تماما من المسيحية … لكنهم يقدسون رجال الدين و يعتقدون أن لهم قوى سحرية أكثر حتى مما يعتقد الكاثوليك و البروتستانت..

كما يقدس المسلمين الشيعة ملاليهم و يقدس المسلمين السنة مشايخهم … و يرفضون أي نقد لهم و يتبعونهم حتى إلى المهالك.. كما يقدسون عادة الملوك والحكام والزعماء السياسيون و يرفعونهم  إلى مصاف الآلهة المعصومين..
و تظهر عبادة البشر أيضا من خلال تقديس لاعبي كرة قدم أوفنانون أو ممثلون الخ..

ZM

ما هو رد فعلك؟

1
like
0
dislike
0
love
1
funny
0
angry
0
sad
0
wow