"تازنزارت" ظاهرة موسيقية جمعت بين عذوبة الألحان و وزن الكلمات
تازنزارت "
إرث تتوارته الأجيال و من أروع الإتجاهات الفنية في تاريخ الأغنية الأمازيغية ...
الفنان إكوت عبد الهادي و الأستاذ محمد الحنفي مبدعي تزنزارت بدون منازع. الأول أبدع في العزف في الأداء في الصوت في المقامات الموسيقية
لقد لقي كل ما صدحت به حنجرته نجاحا منقطع النظير يعود الفضل بالضبط الى خبرة هذا الرجل و سبره أغوار الموسيقى فهو شبيه بالممثل المحترف الذي يجعل من نص مسرحي رديء فرجة مكتملة الأبعاد فجميع القصائد التي عزفها إكوت بلغت من الكمال ما بلغت و حصلت على اعتراف الجمهور رغم تعدد الشعراء الذين غنى بشعرهم من الظاهرة عبد الرحمان العكواد و المبجل ربا ابراهيم و سلطان أسايس أجماع لحسن ومحمد الحنفي ... هذا الاخير
هو الثاني الذي أبدع في الكلمة الموزونة الصادقة التي تناغم ألحان تازنزارت وتواكبها في نسق عجيب والذي ألف و كتب قصائد جزلية سوسية رائعة نعتبرها كنز في فن الزجل السوسي..
عندما تستمع لإمي حنا أو أغنية "إليس نهنيا تدا " و "واد إتمودون" وغيرها كثير فأنت في حضرة فن غير عادي عانق الأرض وهموم الإنسان الأمازيغي و محنة الإنسان المغربي و تقديم أغاني جديدة ملتزمة و راقية في المبنى و المعنى و الإيقاع و الأداء حتى من إنشق عن المجموعة كالكبير الشامخ قام في كثير من الأحيان بإعادة تقديم أغاني الروايس كالحاج بلعيد انشاد و غيرهم ضمن صور فنية جديدة شملت إستعمال بعض الآلات الموسيقية الجديدة دون إستعمال آلة الرباب ، تقدم إكوت عبد العادي ومجموعته خطوات و أشواط كبيرة في فن تازنزارت و تميزت به من خلال إبداع أغاني جديدة رائعة تضاهي مستوى الشهرة و السيط التي حظيت بها سمفونيات " موزارت " و " پيتهوفن " خاصة عند إستعماله آلة الكمان في أغنية " تيلاس " .
نحن إذن أمام عبقرية فنية غير مسبوقة تمثلت في تازنزارت التي جاء بها إگوت عبد الهادي و أصدقاءه وعزيز الشامخ تتفوق على كل المجموعات التي ظهرت و إندثرت مثل تودا لقدام و غيرهم كثير ...
تازنزارت ظاهرة متفردة في الاغنية الأمازيغية مند سبعينات القرن الماضي بدأتها مجموعة إزنزارن فأصبحت توجها بل علما موسيقيا قائم بداته يحاول الكثير من الشباب والمجموعات تقليده هي فن تغدي الروح والودجان ..
في الحقيقة هناك مؤلفات وكتب وباحثين و بحوث جامعية حول ظاهرة تازنزارت و نستقرأ هنا ملخص من بحث جامعي لطالب حفيظ موكماج " الجدور التاريخية لظاهرة تزنزارت " حيث يقول : فالدال والمدلول بلغة ” دوسسير” هم وجهان لعملة واحدة( ... ) إن تزنزارت هو اتجاه فني جديد ظهر في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات ، ويصعب على أي مجموعة تقليدها من خلال أدائها وإيقاعه الفريد من نوعه ، وهذا كله راجع إلى تواجد الميسترو عبد الهادي اكوت الذي يعتبر العنصر الرئيسي داخل المجموعة ، وبالتالي فهو عميد فرقة تزنزارت لذا فلا يمكن الاستغناء عنه ، بل أكثر من هذا يمكن مثلا أن يتم الاستغناء عن الآخرين ، لكن في المقابل عبد الهادي يبقى القلب النابض لدى مجموعته ،هذا وقد تطور النقاش في هذا الجانب حتى سار البعض يختزل تزنزارت في شخصية عبد الهادي بدون منازع ....